اجتماع ثلاثي يؤكد: غزة ليست وحدها.. هل سقطت شرعية النار؟
عالميةMar 23.2025 at Macca 10:08
متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
تقرير خاص من "بث" عن البيان العربي الإسلامي الأوروبي المشترك بشأن غزة... قراءة تحليلية لما وراء السطور، وماذا بعد الخطاب الدبلوماسي الموحد؟
تمهيد :
في مشهد دبلوماسي غير معتاد، اجتمعت اللجنة الوزارية العربية الإسلامية مع الاتحاد الأوروبي في القاهرة، وخرجوا بـ بيان مشترك يحمل لغة واضحة وغير مواربة: رفض للحرب، رفض للتهجير، ودعوة لاستعادة وقف إطلاق النار، ضمن رؤية شاملة للحل السياسي.
ما الذي يعنيه هذا التقارب الجديد؟ وهل سيبقى البيان حبرًا دبلوماسيًا على ورق… أم أن شيئًا يتغيّر في خريطة الضغط الدولي؟
النقاط الجوهرية في البيان:
رفض الحرب والتهجير القسري بكل أشكاله
الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفق القرار 2735
توحيد غزة والضفة تحت مظلة السلطة الفلسطينية
رفض صريح لأي محاولة لتغيير الوضع القانوني في القدس
ترحيب بخطة الإعمار العربية، ومؤتمر دولي مرتقب في نيويورك
🎯 هل هذه بداية تحول حقيقي؟
1. لغة البيان حازمة لأول مرة من أطراف متعددة
البيان لم يكتفِ بالدعوة للسلام، بل استخدم مفردات صريحة: "رفض الطرد"، "استعادة الخدمات فورًا"، "رفض الضم"، "تحذير من العواقب".
هذه اللغة توحي بأن التحالف الدبلوماسي العربي الإسلامي الأوروبي لم يعد في موقع الدفاع، بل قرر الانتقال إلى الهجوم السياسي الهادئ.
2. تعدد المرجعيات يمنح البيان شرعية واسعة
قرار مجلس الأمن 2735
خطة إعادة الإعمار المعتمدة عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا
مرجعيات مدريد ومبادرة السلام العربية
مؤتمر نيويورك برعاية السعودية وفرنسا
كل هذه المراجع تعني أن البيان ليس مجرد موقف لحظي، بل خطوة في بناء مسار سياسي طويل النفس.
3. الرهان على السلطة الفلسطينية: عودة ثقيلة ومشروطة
البيان أعاد طرح السلطة الفلسطينية كمرجعية موحّدة، لكن دون تجاهل الواقع على الأرض — ما يطرح تساؤلات جدية حول كيفية إعادة دمج غزة إداريًا وسياسيًا، دون صراع داخلي.
ماذا بعد؟
الكرة في ملعب القوى الكبرى: هل ستلتقط أمريكا وأوروبا الرسالة؟ هل سيكون البيان أرضية لحراك أممية أوسع في نيويورك؟
إسرائيل أمام بيان مرفوض بالكامل: يتناقض البيان مع التوجهات المعلنة لحكومة نتنياهو… فهل تواجهه بتجاهل، أم بخطوات استفزازية جديدة؟
السلطة الفلسطينية في اختبار التنفيذ: القدرة على تسلم غزة تعني استعدادًا سياسيًا وإداريًا وأمنيًا — هل هي جاهزة؟
✨ الخلاصة:
البيان الثلاثي العربي الإسلامي الأوروبي ليس مجرد ورقة… بل إشارة ضغط دولي منسّق تعيد التأكيد على أن الشرعية لا تزال لفلسطين، وأن التهجير ليس خيارًا مطروحًا.
لكن، ككل بيان دبلوماسي… يبقى التحدي الأكبر: تحويل الأقوال إلى أدوات ضغط فعّالة، قبل أن يُفرّغه الوقت من مضمونه.