غارات أمريكية جديدة على الحوثيين.. تصعيد متواصل في اليمن

news image

 

✍️ متابعة وتحليل - إدارة الإعلام الاستراتيجي بوكالة بث

 

🔴 المشهد الميداني:

شنت مقاتلات أمريكية، اليوم الجمعة، ست غارات جديدة استهدفت مواقع للحوثيين في محافظتي الحديدة وصعدة، غرب وشمال اليمن.

وأفادت التقارير بأن الضربات استهدفت منطقة الفازة في مديرية التحيتا بمدينة الحديدة، الساحلية على البحر الأحمر، وهي منطقة استراتيجية لطريق الملاحة البحرية، إضافة إلى مواقع في معقل الحوثيين بمحافظة صعدة شمال اليمن.

استمرار الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين يعكس رغبة واشنطن في فرض معادلة جديدة على الأرض. ومع استمرار استهداف الميليشيا المدعومة من إيران، يبدو أن هذه العمليات تتجاوز مجرد ردع تكتيكي إلى تنفيذ استراتيجي طويل الأمد يهدف إلى تحجيم الحوثيين بشكل جذري.

 

 

🔎 تحليل الغارات: التصعيد في مسار مفتوح؟

1️⃣ استمرار الاستراتيجية العسكرية الأمريكية:

تأتي هذه الضربات في سياق الضغوط المستمرة التي تمارسها واشنطن على الحوثيين بعد استهدافهم المتكرر للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين، وحرمانهم من القدرة على تهديد التجارة البحرية.

 

2️⃣ رسائل ردع مباشرة:

الغارات تحمل رسائل ردع مزدوجة، موجهة إلى الحوثيين وأيضًا إلى الداعمين الإقليميين لهم، وعلى رأسهم إيران. حيث ترى واشنطن أن الحوثيين يمثلون ذراعًا إيرانيًا في اليمن، وتسعى إلى الحد من نفوذ طهران في المنطقة من خلال استهداف حلفائها المحليين.

 

3️⃣ التأثير على المفاوضات والحل السياسي:

يُطرح تساؤل مهم: هل هذه الغارات تقرّب الحل السياسي أم تبعده؟

التصعيد العسكري المتواصل يُعقّد فرص التسوية، خاصة أن الحوثيين يستثمرون هذه الضربات لتصعيد خطابهم السياسي والعسكري، ما قد يؤدي إلى تصلب مواقفهم في أي مفاوضات مستقبلية.

 

4️⃣ دلالات اختيار المواقع المستهدفة:

الحديدة: تمثل الحديدة أهمية استراتيجية كمنفذ بحري رئيسي، وأي تصعيد فيها قد يؤثر على اتفاق ستوكهولم الذي ينظم وقف إطلاق النار في المدينة.

صعدة: استهداف صعدة يعني محاولة ضرب العمق الاستراتيجي والعسكري للحوثيين، لكن هل سيؤثر ذلك على قدرتهم في تنفيذ هجمات مضادة؟

 

🌍 السيناريوهات المتوقعة:

📌 تصعيد متبادل: استمرار الغارات قد يقود إلى تصعيد حوثي مضاد، سواء باستهداف سفن جديدة في البحر الأحمر أو ضربات صاروخية ضد أهداف سعودية أو أمريكية.

📌 تدخل دبلوماسي لاحتواء الموقف: من المتوقع أن تتحرك بعض الأطراف الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، للضغط باتجاه التهدئة، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن توسّع الصراع ليشمل مسرحًا إقليميًا أوسع.

📌 تكثيف العمليات العسكرية الأمريكية: في حال لم تنجح هذه الضربات في ردع الحوثيين عن استهداف السفن، فقد تلجأ واشنطن إلى عمليات أوسع تشمل ضربات جوية أكثر دقة ضد مراكز قيادة الحوثيين ومخازن الأسلحة.

 

📌 إرادة ترامب: إزالة الحوثيين من المشهد؟

تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بضرورة إزالة الحوثيين باتت تُترجم عسكريًا على الأرض. فالضربات المتتالية تشير إلى أن واشنطن لا تكتفي بالاحتواء، بل تسعى إلى تفكيك قدرات الحوثيين بالكامل، وهو تطور يُعيد تشكيل المشهد اليمني والإقليمي على حد سواء.

 

🎯 ما الذي يعنيه "إزالة الحوثيين"؟

 

تفكيك المنظومة العسكرية للجماعة  المدرجة على لائحة الإرهاب: تدمير مراكز القيادة ومخازن الصواريخ والطائرات المسيّرة.

استنزاف القوة البشرية: استهداف القيادات الحوثية والمراكز التدريبية.

إضعاف النفوذ الإقليمي: ضرب خطوط الإمداد بين الحوثيين وطهران لقطع الدعم اللوجستي.

  التصعيد إلى أين؟

1️⃣ السيناريو الأول: حملة عسكرية متواصلة على نمط الحرب ضد داعش، بحيث يتم استهداف الحوثيين بوتيرة مكثفة حتى يتم تحجيم قدرتهم بالكامل.

2️⃣ السيناريو الثاني: ضربات انتقائية واحتواء دون تفكيك كامل.

3️⃣ السيناريو الثالث: عملية برية محتملة، إذا لم تُحقق الضربات الجوية هدفها الرئيسي.

 

🔎 الخلاصة:

إذا استمر مسار التصعيد الحالي، فالمشهد اليمني قد يكون أمام تحوّل كبير، حيث تسعى واشنطن إلى فرض واقع جديد بالقوة، يتماشى مع رؤية ترامب، ويضع الحوثيين أمام خيارين: إما التراجع والانخراط في مسار سياسي مُحدد، أو مواجهة استنزاف عسكري يُهدد وجودهم بالكامل.

 

السؤال :

🚨 هل تستطيع الولايات المتحدة بالفعل "إزالة الحوثيين" عسكريًا، أم أن الجماعة ستتكيف مع الضغط كما فعلت في السابق؟