ازدواجية الخطاب الغربي تجاه غزة... من التعاطف إلى التبرير

news image

 

✍️ تحليل – إدارة الإعلام الاستراتيجي بوكالة بث

منذ اندلاع الحرب على غزة، يشهد الخطاب الغربي تطورات لافتة، تتراوح بين التصريحات الإنسانية المبطّنة، والاصطفاف السياسي الصريح. ما بين الدعوات لوقف إطلاق النار، وتبرير الأفعال الإسرائيلية باسم "الدفاع عن النفس"، يتشكل مشهد إعلامي ودبلوماسي متناقض، يكشف عن عمق الازدواجية في تعاطي الغرب مع المأساة الفلسطينية.

 

🧠 قراءة أولية في تصريح الخارجية الأمريكية

"ما نريد القيام به هو وقف المذبحة واستخدام الناس دروعًا بشرية في غزة"

🔹 التصريح ذو وجهين:

ظاهر إنساني: دعوة لوقف المذبحة.

باطن اتهامي: تلميح لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.

هذا النمط يُعرف في السياسة بـ"التصريحات ذات الوجهين"، التي تُستخدم عادةً:

لتهدئة الرأي العام.

دون توجيه لوم مباشر للحليف (إسرائيل).

🧩 تحليل المعاني والمقاصد

تجنّب تحميل المسؤولية: لم يُذكر الطرف المرتكب للمجزرة.

تقديم مبرر غير مباشر للاستمرار: طالما هناك "دروع بشرية"، فوقف المذبحة يصبح غير ممكن.

محاولة امتصاص الضغط الدولي: الخطاب يبدو أخلاقيًا لكنه يخلو من أي تغيير في الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل.

🔥 المفارقة:

لو كانت هناك نية فعلية لوقف المذبحة:

لماذا لا يُطالب بوقف فوري لإطلاق النار؟

لماذا لا تُدان المجازر صراحة؟

لماذا تستمر شحنات السلاح بلا انقطاع؟

🇺🇸 دلالة في السياسة الأمريكية

الولايات المتحدة بارعة في صياغة الخطاب بما يُظهرها كـ"وسيط إنساني"، لكنها فعليًا منحازة لميزان القوة، وتُحافظ على دعمها الكامل لإسرائيل.

 

🧭 مراحل تطور الخطاب الغربي

التعاطف المشروط: قلق إنساني مصحوب بتفهم دوافع إسرائيل.

تحميل حماس المسؤولية: اتهام مباشر باستخدام المدنيين كدروع.

خطاب التوازن المضلل: دعوات لضبط النفس من الطرفين، رغم عدم التكافؤ.

الضغط تحت سقف المصالح: دعوات أوروبية محدودة دون ضغط فعلي، خوفًا على المصالح الاستراتيجية مع إسرائيل.

🛠️ أدوات الخطاب الغربي

استخدام مصطلحات عامة (توتر، تصعيد) بدل توصيف مباشر (قصف، إبادة).

تجنّب كلمة "احتلال".

التركيز على الضحايا الإسرائيليين مقابل التقليل من كارثة غزة.

✅ الخلاصة: صورة تهتز... لكنها لم تسقط بعد

السياسات لم تتغير، رغم تزايد الضغط الشعبي. ما لم يتحول هذا الضغط إلى قرارات سياسية، ستبقى التصريحات مجرد تهدئة كلامية.

📌 توصية إعلامية:

يجب تكثيف الجهود الإعلامية العربية لتفكيك الخطاب الغربي، وفضح تناقضاته. هذه خطوة استراتيجية في كسب معركة الرواية، وتوسيع التأييد العالمي للحق الفلسطيني.