إيران بين تقديس نيران النيروز وتقديس القبور

تقرير استراتيجي شامل وتحليل فريد
إعداد وتحليل: إدارة الإعلام الإستراتيجي في وكالة بث
اليوم الجمعة، 21 مارس، تحتفل إيران بعيد النيروز، في مشهد متكرر سنويًا يعكس التناقض العميق بين الاحتفاء بالنار كرمز قومي فارسي، والتقديس الديني للقبور والمزارات كمرتكز للإيديولوجية الحاكمة.
بين هذا وذاك، تعيش إيران معركة الهوية الكبرى.
المحور الأول: ما هو النيروز؟ من ابتدعه؟ وما قصة هذا العيد؟
النيروز عيد فارسي ضارب في القدم، يعود إلى العصور الزرادشتية، ويمثل بداية السنة الشمسية. يحتفل به الفرس مع قدوم الربيع عبر طقوس تتضمن إشعال النيران وممارسات تعكس تمجيد الماضي الإمبراطوري. ورغم الثورة الإسلامية، ما يزال النظام الحالي يحتفي بالنيروز، مما يعكس عمق النفوذ القومي الفارسي في الدولة الدينية.
المحور الثاني: التقسيمات الإدارية وتنوع المكونات السكانية
إيران دولة مركزية تضم 31 محافظة، موزعة على 5 مناطق إدارية كبرى. تتركز مراسم النيروز في إقليم فارس، خصوصًا شيراز، بينما تتوزع الأقليات العرقية—ومنهم العرب، والأكراد، والبلوش—في الأطراف الجنوبية والشرقية.
التركيبة السكانية التقريبية:
الفُرس: 63٪
الأتراك: 20٪
العرب: 8٪
الأكراد: 6٪
هذا التنوع السكاني يمثّل تحديًا بنيويًا لدولة تُدار بعقلية مركزية متمركزة على الهوية الفارسية.
المحور الثالث: لماذا إيران مأزومة؟ وهل التقسيم حل؟
إيران دولة مأزومة تاريخيًا بسبب تناقضاتها البنيوية:
مشروع توسعي يعادي الجوار.
إيديولوجيا دينية تهيمن على الدولة.
قومية متصلبة ترفض الآخر.
الحديث عن تقسيم إيران إلى كيانات (دولة فارس، الأهواز، كردستان، بلوشستان) يُطرح أحيانًا، لكنه:
لا يحظى بإجماع دولي.
قد يؤدي إلى حروب أهلية.
يُستثمر من النظام لتبرير القمع.
الحل الواقعي؟
إرساء نظام ديمقراطي لا مركزي.
الاعتراف بالهويات القومية والثقافية.
إنهاء احتكار السلطة من قِبل النخبة الدينية القومية.
المحور الرابع: أسباب تأخر إيران وتصادمها مع العالم
النكوص إلى الماضي: استدعاء دائم للإمبراطورية والثأر.
المصالح الضيقة: نخب دينية ترفض التغيير.
التمزق الثقافي والمجتمعي: غياب التمثيل العادل.
غياب الحريات والقانون: دولة أمنية شمولية.
الاعتماد على الخرافة: تبرير القمع بالمعتقدات.
المحور الخامس: المعارضة والنظام.. صراع مزمن بلا مشروع جامع
الصراع في إيران ليس فقط بين الشعب والنظام، بل بين ثقافتين:
ثقافة تقديس القبور والسيطرة الدينية.
ثقافة المقاومة التي تفتقر أحيانًا للمنهجية الاستراتيجية.
مقتطفات من مقالات المعارضة ( نص مقالين كما وصلا لـ بث في ملحق نهاية هذا التقرير)
🗣️ من مقالة د. محمد الموسوي:
"فملالي إيران يعيثون في العراق فسادًا... وينفقون أموال الشعب على مشاريعهم التوسعية... ومن رحم الهدم والمعاناة يولد مصير جديد، كما انبلج في سوريا، سيتحقق في إيران والعراق ولبنان واليمن.""الغرب الذي سمح للثوار في سوريا بحمل السلاح، لن يسمح لأقرانهم في إيران بحمله... المطلوب هو تقوية شوكة الملالي في خاصرة العرب."
🗣️ من بيان مجاهدي خلق:
"عام 404 عام انتفاضة، والنظام ساقط لا محالة... النار تقابلها النار... الموت لخامنئي، التحية لرجوي.""في 134 مدينة، واجه شباب الانتفاضة قوات القمع وأحرقوا صور رموز النظام، في تحدٍ مباشر للسلطة."
تحليل الخطاب
مقال الموسوي يتميز بلغة ثورية، لكنه يفتقر إلى خطة سياسية واضحة.
بيان مجاهدي خلق شعاراتي، تعبوي، يُحرك العاطفة ولا يقدم مشروعًا سياسيًا بديلاً.
الخلاصة: المعارضة متأرجحة بين الغضب والانفعال، وتفتقر إلى الرؤية السياسية الجامعة.
تشخيص معمّق: إيران بين ثقافتين متحالفتين في القمع
الثقافة القومية الفارسية: تمجيد الماضي، الإقصاء العرقي.
الثقافة الدينية الإثني عشرية: ولاية الفقيه، تديين السياسة.
رغم التناقض الظاهري، إلا أن النظام جمع بينهما في تحالف سلطوي.
هل من أمل؟ ما هو العلاج؟
التغيير ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب:
كسر التحالف بين القومية والدين.
إعادة بناء هوية وطنية جامعة على أساس المواطنة.
علمنة تدريجية للدولة مع احترام الدين.
لا مركزية حقيقية وتمثيل عادل لكل المكونات.
حوار داخلي لا يُقصي أحدًا.
سياسة خارجية قائمة على الاحترام المتبادل لا التوسع.
كيف تتطور إيران؟
بإعادة تعريف أمنها القومي على أنه أمن المواطن، لا أمن النظام.
بوقف تمويل الحروب وتوجيه الموارد للداخل.
بالتكامل مع جيرانها، بدل التمدد على حسابهم.
التوصيات النهائية:
بناء خطاب معارض عقلاني واستراتيجي.
دعم القوى الإصلاحية المدنية داخل إيران.
إنشاء تحالف إعلامي ومجتمعي يكشف تناقضات النظام.
نقل القضية الإيرانية من الشعارات إلى المنصات القانونية والحقوقية العالمية.
خاتمة:
بين نيران النيروز ولهيب الاحتجاجات، وبين تقديس القبور وتقديس الحياة، تقف إيران على مفترق طرق حاسم. لن تخرج من أزمتها إلا إذا اجتمعت إرادة الداخل على مشروع لا على شعار، وعلى وعي لا على غضب، وعلى بناء لا على انتقام.
وما التغيير إلا فكرة نضجت، وقوة اتحدت، وزمن آن أوانه.
🔍 ملحق: نص المقالين كما وردا لوكالة بث
ننشر فيما يلي نصّين من المقالات المعارضة التي وردت إلى الوكالة، كمادة تحليلية توضح نوعية الخطاب المستخدم ضد النظام الإيراني، ضمن سياق التقرير أعلاه.
(1)
الإدارة الأمريكية وسياسة المهادنة مع النظام الإيراني
ضجيج بلا طحين في الشرق الأوسط؛ ضجيج إعلام وشعارات بناء جوفاء تغلف معاول الهدم في الشرق الأوسط، وأما رعيد الإدارة الأمريكية بشأن الشرق الأوسط فلن يشمل سوى العرب، ويبقى ملالي إيران في إطار السيناريوهات والمناورات التي تحدث عنها الرئيس ترامب سابقاً..
من رحم الهدم والمعاناة يولد مصيراً جديداً للشعوب في تركيا وفلسطين، وسينبلج فجراً جديدا في إيران والعراق وفلسطين ولبنان واليمن كما انبلج في سوريا حتى وإن طال الأمد وتعاظمت مخططات الهدم الاستعمارية؛ ومن ساحات الموت والدمار تولد الحياة من جديد.. هكذا رأينا المشهد بالرشد في قراءة التاريخ، وبالعين والتجربة والمعايشة، ومن لا يرى الشمس من الغربال فهو أعمى وأضل سبيلا...
نظرة إلى التاريخ وجزءا من الحقائق في الشرق الأوسط
لم يكن العالم دولاً بل كان مقسما كمناطق نفوذ مترامية الأطراف على أراضيهم لهذه الأمة أو تلك، ويجمعهم عامل الموطن والتاريخ واللغة والتراث، ولم يحكم العرب أنفسهم منذ القدم منذ عهد إمبراطورية كورش الفارسية التي أُعلن شأن اليهود في عهدها وحتى ما قبل العصر الإسلامي حيث تقاسم حكم البلدان والمناطق العربية الفرس والأحباش والرومان؛ ثم جاء الإسلام فأنقذهم من الجاهلية وقبحها وأعزهم وجمع شتاتهم ورفع شأنهم، وأصبحوا أمة كبيرة تحت راية الإسلام أُمةً من العرب والأتراك والفرس والأكراد والأمازيغ والطاجيك وعموم القوقازيين وغيرهم من الأمم التي انضوت تحت لواء الإسلام، وبدأوا معا في صياغة وتكوين أمة الإسلام والتاريخ الإسلامي حتى توسعوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً على نحوٍ ملفتٍ للنظر يستدعي تفكيرا عميقاً لدى خصومهم وأعدائهم.. تفكيراً قضى على دولة الأندلس، ودولة محمد علي، والدولة العثمانية ونظيرتها القاجارية، وكلتا الدولتين كانتا حاكمتين للعالم الإسلامي وبهدمهما يمكن البدء في رسم خارطة كونية جديدة، وقد حدث فبدأوا بالدولة العثمانية وانتزاع فلسطين منها ثم هدم القاجارية وتفتيت المنطقة كلها من بعد ذلك.
يرى البعض من المتتبعين لمجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وأنا منهم أن معاول الهدم في المنطقة قد بدأت منذ أكثر من قرنٍ من الزمان عندما عمد الإنكليز إلى هدم الدولتين العثمانية بنظام سياسي جديد في تركيا بعد السلطان عبدالحميد يقبل باحتلال فلسطين وتقسيم المنطقة إلى دويلات كهدايا توزع بحسب قدرات المقربين، وبالنهاية بات العرب دويلات فرحةٍ بحدودها الجديدة بعد أن كانوا أمة كبيرة تتكون من عدة أقاليم موحدة قوية الروابط حتى وإن كانت تحت حكم غير العرب من العثمانيين والمماليك والألبان كما عمد الإنكليز أيضا إلى هدم الدولة القاجارية في إيران بمساعدة روسيا والمجيء بنظام الشاهنشاهية ووضع جندي من جنود الروس والإنكليز على رأس هذه الشاهنشاهية وتمكينه في الأرض وتوسعة سلطانه، ولا عجب في توالي نشأة النظامين في تركيا وإيران فهو أمر بديهي كي يفي بلفور وحكومة بلاده بوعودهم، وفي الوقت ذاته تعيد بريطانيا العظمى رسم مصير ومستقبل المنطقة بما يخدم مصالحها ومصالح حلفائها، والقصد من هدم الدولة العثمانية والإتيان بنمطٍ سياسيٍ جديد في تركيا وإلغاء هويتها التاريخية وتسليم فلسطين للمحتل كان تركيعاً لأمةٍ بأكملها، وأما هدم الدولة القاجارية والإتيان بمنظومتي حكم الشاهنشاهية والملالي فقد كان لإستنزاف العرب، ولم تكن حرب الثمان سنوات الإيرانية العراقية كافية للقضاء على قوة العراق الصاعدة فتم اقتياده نحو حرب أخرى أكثر تدميراً.. حرباً تلاها حصار تلاه احتلال تلاه هدم العراق وتسليمه كهدية لملالي إيران يعيثون به فساداً ويتمددون انطلاقاً من أراضيه إلى سوريا وغيرها، وبأموال العراق أنفق ملالي إيران على مشاريعهم التوسعية وعلى ميليشياتهم في لبنان وصنعاء والعراق.. ومن المُضحِك المبكي أنهم يسلبون أموال العراق ثم يسلمونها كحقوق من أيديهم إلى أيادي مرتزقتهم من العراقيين وغير العراقيين؛ هذا بالإضافة إلى ما يفرضونه من سياسات مالية وأمنية وعسكرية على العراق الذي تتحكم فيه جنودهم.
الضجيج المُثار في منطقة الشرق الأوسط ليس جديداً، ولم تنتهي مخططات الإستعمار، ومعاول الهدم عريقة متجذرة بدأتها الحملات الصليبية من قبل واستمرت من بعدهم الحملات الفرنسية والبريطانية حتى ظهرت سياسة استعمارية جديدة يتم استنزاف ثروات الشعوب من خلالها دون الحاجة إلى حشد الجيوش والمزيد من الإنفاق عليها.. لم تعد هناك حروباً تتحملها دولة بمفردها في ظل وجود مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن؛ فما على القوة العظمى صاحبة المخطط سوى خلق أعذار ومبررات وتحويلها إلى حقائق يجتمع عليها أترابها من الحلفاء والأصدقاء والتابعين لتتحرك الدمى السوء وتفتك بالفريسة ويأكلونها لحماً ثم يتركون عظامها لصنائعهم كي يقيمون عليها حرية وديمقراطية.. وهذا هو حال الشرق الأوسط.
تحت مسمى الديمقراطية تم هدم العراق وإبادة مفهوم الدولة فيه، ونشر حكم العصابات فيه بدستور مريض وقد رفضوا دستوراً وطنياً عصرياً ليفرضوا دستورهم ولتباركه المرجعية التابعة لهم، ثم بعد ذلك تمكين ملالي إيران من العراق كضيعة لهم، ومن ثم تمكينهم من المنطقة برمتها حتى هدموا سوريا واليمن ولبنان وغزة، واليوم حتى بعد انتصار الثورة السورية لم تسلم سوريا من تواصل مشاريع هدمها وتفتيتها، وفي المقابل تعالت قدرات ملالي إيران التسليحية والنووية بما يجعلهم قوة قادرة على ابتزاز هذا وذاك لتستمر عملية إدارة الصراعات بنجاح لصالح الغرب..
في العراق الثري عندما أراد بعض العراقيين التغيير داخلياً دون تدخل عسكري من أي قوة خارجية تسارع الغرب إلى تهميش أي قوة وطنية عراقية حقيقية، وأفسحوا المجال لقوى الظلام الموالي للغرب والملالي، واليوم وتحت نفس المسمى مسمى الحرية والديمقراطية تتفشى الفاشية الدينية ويسود الإرهاب منطقاً وممارسة وفكراً فلا تجدن حرية ولا ديمقراطية ولا عدالة ولا حياة.. والفقر والعوز سيدا الموقف.
في إيران اليوم التي يعيش شعبها أكبر مآسيها ونكبته إذا تحرك الشعب من أجل حريته قمعته القوى القمعية التابعة للفاشية الدينية الحاكم.. وإذا طُلِب من الغرب وضع كيانات الملالي القمعية على الإرهاب رفضوا وتغاضوا عما يحدث في إيران من كوارث وانتهاكات لحقوق الإنسان، وفي الماضي القريب قام الغرب بالصلاة جماعة خلف محمد خاتمي الرئيس الإيراني الأسبق واضطهاد القوى المنادية بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ووضعها على قوائم الإرهاب حتى جاء القضاء وقام بتبرئتهم في أمريكا وأوروبا، واليوم يؤتمن جانب الغرب نفسه لو قام الشعب الإيراني بمواجهة نظام الملالي بالسلاح حيث يتوق الشعب الإيراني إلى هذه المواجهة للخلاص مما هو فيه من سوء حال؛ فالغرب الذي سمح للثوار في سوريا بحمل السلاح لن يسمح لأقرانهم في إيران بحمله ذلك لأن المطلوب الهدم في الجانب العربي وتقوية شوكة الملالي في خاصرة العرب.. والسرد يطول..
من يقرأ الأحداث جيدا يجد أن حالة الهدم والدمار في الشرق الأوسط بلغت ما يفوق الخيال؛ لكن ما يبعث على الأمل هو أنه قد تم تعرية كافة أوراق اللعب لدى الغرب وبات اللعب على المكشوف ولم يعد هناك خافياً على شعوبهم التي لم تكن تعلم حقيقة ما يجري في الشرق الأوسط من احتلال وحروب وجرائم ضد الإنسانية.. ولم تعد القوى صنيعة الغرب قادرة على حماية مصالحه ولا حماية وجودها أمام تنامي الوعي الثوري لدى الشعوب.
ما حدث في سوريا ستمتد ايجابياته إلى العراق وإيران، وستنتصر الشعوب في العراق واليمن وإيران وفلسطين مهما طال الأمد ومهما بلغ حجم القيود والمؤامرات؛ فرائحة فضائحهم تملأ الآفاق، وما حاكوه من سوء بالأمس سيكون اليوم ركائز لنهضة هذه الشعوب المنكوبة، ونسائم النصر تلوح في الأفق.. نصر من الله وفتحٌ قريب..
د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي
(2)
استجابةً لدعوة الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق داخل البلاد، ورغم الانتشار الواسع والتأهب الكامل لقوات القمع، حوّل شباب الانتفاضة احتفالات "جهارشنبه سوري" في ما لا يقل عن 134 مدينة إلى انتفاضة مشتعلة ضد النظام القمعي للملالي
"الموت لخامنئي، التحية لرجوي"، "النار تقابلها النار"، "عام 404 عام انتفاضة، والنظام ساقط لا محالة"، "الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)"
رغم الانتشار المكثف والتأهب الكامل لقوات الحرس، وقوى الأمن الداخلي، ووزارة المخابرات، والأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأخرى، ورغم التواجد المكثف لقوات القمع، لا سيما الدوريات الراجلة والراكبة على الدراجات النارية في النقاط الحساسة بطهران ومدن أخرى، بالإضافة إلى التهديدات والوعيد من قبل قادة الحرس وقوى الأمن الداخلي لمنع التجمعات والمشاركة في احتفالات "جهارشنبه سوري" (الثلاثاء الأخير من السنة الشمسية) خرج المواطنون يوم الثلاثاء 18 مارس بأعداد كبيرة في مختلف المدن إلى الشوارع، وحوّل شباب الانتفاضة هذه الاحتفالات إلى مواجهة مع قوات القمع.
وفقاً للتقارير الصادرة عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، فقد استجاب شباب الانتفاضة لدعوة الهيئة الاجتماعية لمجاهدي خلق داخل البلاد (الصادرة في 20 فبراير 2025) للمشاركة في "حملة جهارشنبه سوري الشاملة"، حيث خرجوا في ما لا يقل عن 134 مدينة في 31 محافظة، وأضرموا النار في مراكز القمع ونُصب النظام.
إلى جانب طهران، شارك شباب الانتفاضة في مدن تبريز، مراغه، أرومية، بوكان، محمود آباد، نقده، مياندوآب، أردبيل، أصفهان، سميرم، شهرضا، كاشان، كلبايكان، كرج، ماهدشت، إيلام، بوشهر، بندر گناوه، إسلام شهر، پاكدشت، دماوند، شهريار، لواسان، بروجن، لردغان، بيرجند، تربت جام، تربت حيدريه، سبزوار، مشهد، نيشابور، آبادان، الأهواز، إيذه، خرمشهر، دزفول، شوشتر، شوش، زنجان، دامغان، سمنان، إيرانشهر، خاش، زابل، زاهدان، جهرم، داراب، شيراز، مرودشت، تاكستان، قزوين، قم، ديواندره، سقز، مريوان، سيرجان، كرمان، كهنوج، إسلام آباد غرب، سرپل ذهاب، كرمانشاه، كنگاور، دهدشت، گچساران، كردكوي، گرگان، گنبد كاووس، رشت، رودسر، لاهيجان، صومعه سرا، أليكودرز، بروجرد، خرم آباد، آمل، بابل، بابلسر، ساري، قائم شهر، أراك، ساوه، بندرعباس، ملاير، همدان، ويزد، حيث أظهروا تصميمهم على استمرار الانتفاضة بالتزامن مع حلول ربيع الحرية، عبر تفجير القنابل الصوتية والمفرقعات.
كما أضرم شباب الانتفاضة النار في صور خميني وخامنئي وقاسم سليماني، في إشارة إلى رفض رموز النظام بالكامل، ورددوا شعارات ثورية، منها: "الموت لخامنئي"، "اللعنة على خميني"، "التحية لرجوي"، "أنت ديكتاتور، وأنا آرش، النار تقابلها النار"، "عام 404 عام انتفاضة، والنظام ساقط لا محالة"، "الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)"، "الفقر، الفساد، الغلاء.. سنواصل حتى الإطاحة بالنظام"
وفي ظل مخاوف النظام من تصاعد الاحتجاجات الشعبية، صرّحت إحدى الدوائر التابعة للسلطة القضائية (الدائرة المعنية بالشؤون الاجتماعية) قائلة:
"ليلة الأربعاء الأخيرة من العام تقترب، وبحسب القانون، فإن أي شخص يُخلّ بالنظام العام أو يزعج راحة المواطنين عبر المشاركة في أنشطة الاحتجاج، سيُعاقب بالسجن والجلد." (صحيفة جام جم – 17 مارس 2025)
كما أعلن قائد قوات الأمن الداخلي في طهران أنه تم ضبط 8 ملايين و270 ألف مادة متفجرة، منها مليون و80 ألف قطعة خطرة، وحذّر قائلاً:
"إذا قام أي شخص خلال مراسم جهارشنبه سوري بإلقاء أي نوع من القنابل أو المفرقعات على أفراد الشرطة أو مركباتهم، فسيتم اعتقاله، ولن يُطلق سراحه حتى نهاية عطلة النوروز، إضافةً إلى فتح ملف قضائي بحقه." (وكالة تسنيم – 18 مارس 2025).
حاول النظام يائسًا، من خلال نشر قواته القمعية في عدة مناطق بطهران، مثل طهران بارس، شارع فاطمي، شارع انقلاب، ميدان ولي عصر، وميدان هفت تير، إلى منع الشباب من التجمع.
كما أطلقت قوات الأمن القمعية الغاز المسيل للدموع على المواطنين في محاولة لترهيبهم ومنعهم من التجمع في مدن مثل إيذه، مشهد، خرم آباد، الأهواز، زنجان، ورشت.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
19 مارس / آذار 2025