قراءة في الضربات الأمريكية وتداعياتها .. وتحليل التصريحات

:
متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
الموجة الثانية من الضربات الأمريكية: أهداف ورسائل متعددة
بدأت اليوم الأحد، 16 مارس، الموجة الثانية من الضربات الجوية الأمريكية ضد الحوثيين، بعد تصنيفهم جماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة. هذه الضربات تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية تتجاوز استهداف الحوثيين وحدهم، بل تمثل تصعيدًا أوسع قد يُعيد رسم خريطة النفوذ الإقليمي.
📌 أولًا: تحليل التصريحات وردود الفعل
1️⃣ الرئيس ترامب يطلب من إيران التوقف عن دعم الحوثيين
رسالة واضحة بأن واشنطن ترى الحوثيين مجرد أداة إيرانية، والهدف ليس فقط استهدافهم، بل الضغط على إيران مباشرة.
ترامب يريد إحراج إيران: إذا أنكرت دعمها، فكيف تبرر استمرار الحوثيين في الهجمات؟ وإذا اعترفت، فستكون تحت تهديد المزيد من العقوبات.
2️⃣ إيران ترد بعد ساعات: "لا يحق لأحد إملاء السياسات علينا، ولا ندعم الحوثيين عسكريًا"
إنكار متوقع رغم الأدلة الكثيرة على الدعم العسكري الإيراني.
تأخير الرد كان متعمدًا لانتظار موقف روسيا والصين.
إيران لا تريد التصعيد المباشر، لكنها لن تتوقف عن دعم الحوثيين بطرق غير مباشرة.
3️⃣ أمريكا أبلغت روسيا وإسرائيل بالعملية
إبلاغ روسيا: واشنطن لا تريد صدامًا مباشرًا، لكنها تُظهر أنها قادرة على التحرك العسكري في أكثر من جبهة.
إبلاغ إسرائيل: لأن تل أبيب مستفيدة من إضعاف الحوثيين الذين هددوا السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
4️⃣ روسيا تطالب بوقف التصعيد
موقف سياسي أكثر منه عملي، خاصة أن روسيا تدعم الحوثيين سياسيًا وتنسق مع إيران.
5️⃣ ترامب يؤكد استمرار الضربات لأسابيع وربما شهور
رسالة مباشرة لإيران بأن هذه ليست مجرد ضربة رمزية، بل حملة عسكرية طويلة الأمد.
6️⃣ الإعلام الحوثي يبث صورًا لضحايا القصف عبر قناة الجزيرة
استراتيجية متوقعة لإثارة الرأي العام العالمي، عبر تصوير الضربات على أنها استهداف للمدنيين.
7️⃣ الحوثيون: "سنواصل استهداف السفن رغم الضربات"
محاولة لإثبات أنهم لم يُهزموا رغم الضربات، لكن قدرتهم الفعلية ستتراجع حسب شدة العمليات الأمريكية.
📌 ثانيًا: من الضحية ومن المستفيد؟
✅ الضحية الأساسية: اليمن كدولة وشعب
الحوثيون حوّلوا اليمن إلى ساحة معركة لصالح إيران.
المدنيون سيدفعون الثمن الأكبر سواء بسبب الضربات أو استمرار الحوثيين في التصعيد.
✅ المستفيدون:
الولايات المتحدة: تثبت قدرتها على حماية الملاحة الدولية وتوجيه رسالة ردع لإيران.
إسرائيل: تستفيد من إضعاف الحوثيين وتقليل التهديدات القادمة من البحر الأحمر.
الحكومة اليمنية الشرعية: ترى أن إضعاف الحوثيين قد يعزز موقفها سياسيًا وعسكريًا.
إيران (بطريقة غير مباشرة): رغم الخسائر، ستستخدم هذه الضربات لتصعيد حملاتها ضد واشنطن وتحفيز وكلائها الإقليميين.
📌 ثالثًا: الحوثيون كأداة إيرانية وحزب الله كمرجع لهم
الحوثيون لا يملكون استراتيجية مستقلة، بل يعملون ضمن محور إيراني يشمل حزب الله، الميليشيات العراقية، والحوثيين.
استراتيجية حزب الله تتكرر:
استغلال الإعلام لكسب التعاطف العالمي.
تبني سياسة "الصمود" رغم الخسائر.
حرب استنزاف طويلة الأمد لجعل أي تدخل عسكري ضدهم مكلفًا.
📌 رابعًا: لماذا تبث بعض القنوات الإعلام الحوثي؟
بعض القنوات مثل الجزيرة لديها موقف سياسي معروف في المنطقة.
بعض القنوات الأخرى تبث الأخبار لأغراض مهنية، لكن طريقة التغطية تعكس توجهاتها.
📌 خامسًا: السيناريوهات القادمة؟
1️⃣ تصعيد عسكري مستمر: أمريكا ستواصل استهداف قدرات الحوثيين، وقد تتجه لمزيد من العقوبات على إيران.
2️⃣ رد محدود من الحوثيين: سيحاولون تنفيذ هجمات على السفن، لكن قدرتهم ستتراجع تدريجيًا.
3️⃣ مفاوضات غير مباشرة: رغم التصعيد، قد تتدخل أطراف مثل سلطنة عمان للبحث عن حلول دبلوماسية.
4️⃣ استهداف إيران لاحقًا؟ إذا استمر التصعيد، فقد تتجه واشنطن لاستهداف المصالح الإيرانية في المنطقة، لكن لن يكون هناك ضرب مباشر لإيران في الوقت الحالي.
📌 سادسًا: هل العراق وإيران هما الهدف التالي؟
العراق: إذا زادت الميليشيات المدعومة من إيران من هجماتها، فقد يصبح العراق ساحة مواجهة جديدة.
إيران: ضرب إيران مباشرة قد يشعل حربًا إقليمية، لكن الضغوط العسكرية والاقتصادية عليها ستتزايد عبر استهداف وكلائها.
📌 سابعًا: العلاقة بين الضربات الأمريكية في اليمن وغزة وأوكرانيا
✅ هل الضربات الأمريكية في اليمن تغطي على الحرب في غزة؟
نعم، الاهتمام الإعلامي العالمي يتحول تدريجيًا من غزة إلى اليمن.
إسرائيل مستفيدة، لأن الحرب في غزة تواجه انتقادات دولية، وهذا التصعيد قد يمنحها غطاءً مؤقتًا لتكثيف عملياتها دون ضغط إعلامي.
✅ هل هناك علاقة بين ضرب الحوثيين والمحادثات الأمريكية-الروسية-الأوكرانية؟
الضربات تُظهر أن أمريكا لا تزال قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية على أكثر من جبهة.
موسكو لا تريد تصعيدًا جديدًا في الشرق الأوسط، لأن ذلك قد يؤثر على تحالفاتها ومصالحها الاقتصادية.
إيران قد تستخدم هذه الضربات كورقة تفاوض مع روسيا، سواء لطلب دعم إضافي أو للتأثير على المفاوضات مع أمريكا.
📌 النتيجة
✅ الضربات الأمريكية ليست مجرد رد فعل، بل جزء من استراتيجية طويلة المدى للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.
✅ الحوثيون مجرد أداة، لكن إذا ضعفوا عسكريًا، فقد يتحولون إلى عبء على إيران بدلًا من أن يكونوا ورقة قوة.
✅ السيناريو القادم هو تصعيد عسكري يتبعه محاولات تهدئة دبلوماسية، لكن الحرب لن تتوقف قريبًا.
✅ واشنطن قد تركز لاحقًا على الميليشيات الإيرانية في العراق، لكنها لن تدخل في مواجهة مباشرة مع إيران إلا إذا تغيرت التوازنات الدولية.
📌 ختامًا: هل التصعيد في اليمن مقدمة لحرب إقليمية أوسع؟
💡 التصعيد الحالي قد يكون خطوة في اتجاهين:
إما إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن تدريجيًا، مما قد يؤدي إلى تهدئة أوسع في المنطقة.
أو استمرار التصعيد بحيث تصبح المواجهة مع إيران مسألة وقت، خاصة إذا لم تتوقف عن دعم الحوثيين وحزب الله.
🚨 الأيام القادمة ستحدد ما إذا كانت هذه الضربات بداية النهاية للحوثيين، أم مجرد مرحلة جديدة من الحرب المستمرة في اليمن.
📌 إيران وتدمير الدول العربية: استراتيجية خبيثة بأدوات متعددة
🔹 إيران تعمل وفق عقيدة التوسع والهيمنة، وهي لا تستطيع مواجهة الدول العربية الكبرى بشكل مباشر، لذلك تتبع سياسة الحرب بالوكالة، مستخدمة ميليشياتها وأطرافًا أخرى كأدوات لتحقيق أهدافها.
لماذا تستهدف إيران الدول العربية تحديدًا؟
✅ تفكيك المحيط العربي: لأن العرب هم الحاجز الوحيد أمام توسعها الإقليمي، وإذا ضعفت الدول العربية، فإن إيران ستتمكن من فرض أجندتها بسهولة.
✅ تحقيق "الهلال الشيعي": بربط العراق، سوريا، لبنان، واليمن في محور واحد تحت سيطرتها.
✅ ضمان استمرار نفوذها: كل دولة تنهار تصبح ساحة نفوذ إيرانية، وكل أزمة تُمدّد عمر النظام الإيراني داخليًا.
🔹 كيف تستخدم إيران قوى أخرى كأدوات؟
✔️ استخدام روسيا في العراق وسوريا
➡️ إيران أدركت أنها لا تستطيع مواجهة النفوذ الأمريكي والعربي في العراق وسوريا وحدها، لذلك جلبت الروس لمساندتها.
✔️ جعلت ميليشياتها طُعمًا للأقوياء
✅ في لبنان: حزب الله هو ورقة إيران الأولى، لكنه أيضًا دروع بشرية لإيران ضد إسرائيل.
✅ في اليمن: الحوثيون يخوضون المعركة نيابة عن إيران، بينما الأخيرة لا تخسر شيئًا مباشرًا.
✅ في سوريا والعراق: الميليشيات تمثل خط الدفاع الأول، وإذا استهدفتها إسرائيل أو أمريكا، فإن إيران تنكر أي مسؤولية عنها.
💡 الذكاء الإيراني الخبيث:
✅ إيران لا تواجه القوى الكبرى مباشرة، بل تدفع بعملائها وميليشياتها إلى الصفوف الأمامية كطُعم، وعندما يتم ضربهم، تستخدم ذلك لصالحها سياسيًا.
النتيجة النهائية؟
✅ إيران لم تحقق "الإمبراطورية" التي تحلم بها، لكنها لا تزال تحاول إبقاء المنطقة في حالة فوضى حتى تظل قادرة على التحكم بها عبر الفصائل المسلحة التابعة لها.
✅ الصراع لن ينتهي بسهولة، لكن استهداف الحوثيين قد يكون بداية لكبح التوسع الإيراني في المنطقة.
📌 السيناريوهات القادمة؟
1️⃣ تصعيد عسكري مستمر ➡️ أمريكا ستواصل الضربات ضد الحوثيين، وإيران قد تزيد من دعمها لهم بشكل غير مباشر.
2️⃣ رد محدود من الحوثيين ➡️ سيحاولون استهداف المزيد من السفن أو إرسال طائرات مسيّرة ضد قواعد أمريكية في الخليج.
3️⃣ مفاوضات غير مباشرة ➡️ رغم التصعيد، قد تسعى بعض الأطراف إلى إيجاد تسوية دبلوماسية خاصة عبر سلطنة عمان.
4️⃣ استهداف إيران لاحقًا؟ ➡️ إذا تصاعد الموقف، قد تتخذ واشنطن إجراءات ضد المصالح الإيرانية مباشرة، لكنها لن تهاجم إيران مباشرة.
✅ واشنطن قد تركز بعد ذلك على الميليشيات الإيرانية في العراق، لكن لن تدخل في حرب مباشرة مع طهران إلا إذا تغيرت المعادلة تمامًا.
__________________________________________________