وزير الخارجية السوري يصل إلى بغداد في زيارة رسمية.. ماهو موقف حليف النظام القديم؟

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في زيارة رسمية يلتقي خلالها نظيره العراقي فؤاد حسين ومسؤولين حكوميين.
وهذه هي الزيارة الأولى للشيباني إلى العراق بعد أن تم تأجيلها في شهر فبراير الماضي.
🔹 أهمية الزيارة:
تُعد هذه الزيارة الأولى للوزير السوري إلى العراق بعد تأجيلها في فبراير الماضي.
تعكس الزيارة الرغبة المتبادلة في تعزيز العلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق.
🔹 الموقف العراقي:
كانت الحكومة العراقية قد أعربت سابقًا عن ترحيبها بسوريا الجديدة، مؤكدة رغبتها في التعاون الجدي مع الحكومة السورية.
أكدت بغداد أن هناك فرصًا كبرى للتعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد، الاستثمار، الأمن، والطاقة.
التحليل السياسي والاستراتيجي
1️⃣ أهمية الزيارة في سياق العلاقات العراقية – السورية
✅ تعزيز التعاون الدبلوماسي:
تأتي هذه الزيارة في وقت تسعى فيه كلٌّ من بغداد ودمشق إلى تطوير علاقاتهما الثنائية بعد فترة من الفتور السياسي.
العراق كان من أول الداعمين لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ويؤكد هذه الزيارة التزامه بتطبيع العلاقات بشكل أكبر مع دمشق.
✅ التعاون في الملف الأمني:
لا يزال ملف الإرهاب والحدود المشتركة يشكل تحديًا كبيرًا، مما يجعل التعاون الأمني بين البلدين ضرورة ملحّة.
العراق يسعى إلى تنسيق الجهود مع سوريا لمكافحة الخلايا الإرهابية وتأمين الحدود المشتركة.
✅ التبادل الاقتصادي والاستثماري:
هناك فرص اقتصادية واستثمارية كبيرة، خصوصًا في مجالات إعادة إعمار سوريا، والنقل والطاقة.
العراق يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في دعم الاقتصاد السوري عبر التبادل التجاري والاستثمار المشترك.
2️⃣ التحديات التي تواجه التعاون بين البلدين
❌ الضغوط الدولية:
العلاقات السورية مع بعض الدول ما زالت متوترة، مما يجعل العراق حذرًا في توسيع تعاونه مع دمشق.
العقوبات الغربية على سوريا قد تعيق تنفيذ بعض الاتفاقيات الاقتصادية.
❌ الوضع الداخلي في سوريا والعراق:
عدم الاستقرار السياسي في كلا البلدين قد يؤثر على تنفيذ المشاريع المشتركة، إلا أنه من الواضح أن سوريا بدأت في طريق الإستقرار، بعد التخلص من الهيمنة الإيرانية ، وتم إيقاف العبث الإيراني..
التحديات الأمنية لا تزال قائمة، مما يتطلب تنسيقًا أمنيًا مكثفًا لضمان استقرار الحدود والتعاون الاقتصادي.
التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن تسفر الزيارة عن:
✅ توقيع اتفاقيات تعاون في الاقتصاد، الأمن، والاستثمار.
✅ تعزيز التنسيق الدبلوماسي بين البلدين على المستوى الإقليمي والدولي.
✅ دفع العراق إلى لعب دور أكبر في دعم سوريا سياسيًا واقتصاديًا.
الخلاصة:
زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تعكس تحولًا جديدًا في العلاقات الثنائية بين البلدين، مع فرص كبيرة للتعاون، لكنها تأتي في سياق معقد يتطلب التعامل مع تحديات أمنية وسياسية واقتصادية.
أين إيران من الزيارة؟
🔹 إيران بين التكيف والمقاومة
زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد تثير تساؤلات عديدة حول موقف إيران، خاصة بعد التغييرات الكبيرة في المشهد السياسي السوري والإقليمي. لطالما اعتُبرت إيران الفاعل الرئيسي في الملف السوري، لكن الواقع اليوم مختلف تمامًا.
فهل لا تزال إيران تمسك بزمام الأمور في سوريا؟ أم أنها فقدت نفوذها؟ وكيف يمكن فهم تأثيرها على العلاقة العراقية - السورية؟
1️⃣ هل لإيران تأثير على هذه الزيارة؟
✅ تأثير متراجع في سوريا، لكنه لا يزال قوياً في العراق
لم تعد إيران اللاعب المهيمن في دمشق كما كانت قبل سنوات، بل إن حضورها العسكري والسياسي لم يعد مرغوبًا فيه.
النظام السوري بات أكثر استقلالية عن النفوذ الإيراني، خاصة بعد التقارب مع الدول العربية والخليجية.
إيران تحاول إبقاء نفوذها من خلال الميليشيات، لكنها لا تحظى بثقة كاملة من دمشق، حيث يسعى النظام السوري إلى تقليل تأثيرها.
🔹 العراق: حضور إيراني أكثر وضوحًا
في العراق، إيران ما زالت تمتلك تأثيرًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا كبيرًا، من خلال الأحزاب المتحالفة معها والفصائل المسلحة.
أي تقارب بين بغداد ودمشق، حتى لو لم يكن بتنسيق مباشر مع طهران، فإن إيران ستجد طريقة للانخراط فيه، إما لدعمه إذا كان في صالحها، أو لمحاولة احتوائه إذا شعرت أنه قد يُهدد نفوذها.
2️⃣ هل استسلمت إيران للأمر الواقع؟
إيران لم تستسلم بعد، بل تتعامل مع الواقع الجديد بحذر، إلا أن الواقع الإيراني،يبدو سراباً.
سوريا بدأت تمنح الأولوية لعلاقاتها مع العالم العربي بدلًا من الاعتماد على إيران.
دمشق لم تتفاعل بشكل كبير مع الضغوط الإيرانية لبقاء قواتها العسكرية، وبدأت في تقليل دور الميليشيات الموالية لطهران.
في العراق، إيران لا تزال تستخدم حلفاءها السياسيين والمسلحين لفرض أجندتها، لكنها تجد نفسها أمام حكومة تحاول بناء علاقات متوازنة.
كيف يمكن لإيران أن تتصرف تجاه هذا التقارب؟
ثلاثة سيناريوهات رئيسية لموقف إيران
1️⃣ الاحتواء والمناورة السياسية
إيران قد تدعم التعاون العراقي - السوري إذا كان يحقق مصالحها الاقتصادية والأمنية، خاصة فيما يتعلق بخطوط التجارة والنقل.
قد تسعى إلى تقديم عروض اقتصادية جديدة لسوريا، حتى لا تعتمد دمشق بالكامل على الدول العربية.
2️⃣ استخدام الأدوات الأمنية والعسكرية
إذا شعرت إيران أن هذا التقارب قد يضر بنفوذها، فقد تحرك وكلاءها في العراق لفرض ضغوط على الحكومة العراقية.
قد تلجأ إلى تفعيل بعض الخلايا العسكرية في سوريا لإرسال رسالة بأنها لا تزال قوة يُحسب لها حساب.
3️⃣ التكيف مع التغييرات والتفاوض على النفوذ
إيران قد تحاول خلق توازن جديد في المنطقة، بحيث تبقى في المشهد دون أن تصطدم بشكل مباشر مع توجهات دمشق وبغداد.
قد تبحث عن تحالفات اقتصادية بديلة للحفاظ على علاقاتها مع العراق وسوريا دون إثارة التوترات مع القوى الأخرى.