الحوثيون يعلنون العودة إلى استهداف السفن.. تصعيد جديد يهدد الملاحة

news image

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

قال الحوثيون في اليمن  إنهم سيستأنفون مهاجمة السفن التي تعبر البحر الأحمر أو بحر العرب أو مضيق باب المندب أو خليج عدن.

وشن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على السفن ابتداء من نوفمبر تشرين الثاني 2023، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين خلال حرب إسرائيل على حركة  حماسفي غزة.

تحليل هذا الخبر يعتمد على قراءة الأوضاع الإقليمية والتطورات العسكرية والسياسية المحيطة بالصراع في المنطقة. يمكن تناول الموضوع من عدة زوايا:

 

1️⃣ هل الحوثي قادر على التنفيذ؟

نعم، الحوثيون أثبتوا قدرتهم على تنفيذ هجمات بحرية ضد السفن، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للسفن وحتى زوارق مسيّرة. وقد نفذوا أكثر من 100 هجوم منذ نوفمبر 2023، ما يعكس امتلاكهم إمكانيات عسكرية  بدعم من إيران التي تزودهم بالخبرات والتقنيات اللازمة.

لكن قدرة الحوثيين ليست مطلقة، فهناك عدة قيود:

التصدي العسكري الدولي: التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها أثبت قدرته على إحباط العديد من الهجمات.

تعقيد استهداف السفن: ليس كل سفينة يمكن ضربها بسهولة، فالبحر مليء بالأهداف المتحركة، والردود العسكرية تؤثر على استراتيجيات الهجوم.

المخاطر السياسية: التصعيد أكثر قد يؤدي إلى استهداف الحوثيين مباشرة بشكل أكثر شدة، وهو ما قد يحد من قدرتهم على استمرار العمليات لفترة طويلة.

2️⃣ هل إسرائيل تريد أن ينفذ الحوثي تهديده؟

هذا سيناريو منطقي إذا نظرنا إلى السياسة الإسرائيلية تجاه التصعيد:

إسرائيل تحتاج إلى مبرر أوسع لضرب الحوثيين: رغم استهداف إسرائيل لمواقع في اليمن سابقًا، فإن تل أبيب لم تشن حملة عسكرية واسعة ضد الحوثيين، وقد ترغب في استخدام تهديداتهم كذريعة لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في المنطقة.

توريط الولايات المتحدة وحلفائها: استمرار الحوثيين في الهجمات يدفع القوى الغربية إلى التحرك بجدية أكبر، مما قد يؤدي إلى تصعيد أوسع ضد إيران ووكلائها، وهو ما يخدم الأجندة الإسرائيلية.

استخدام الهجمات البحرية لتحويل الانتباه: إذا استؤنفت الهجمات الحوثية بشكل كبير، فقد يُستخدم ذلك إعلاميًا لتخفيف الضغط الدولي على إسرائيل فيما يتعلق بغزة، حيث تتحول الأنظار إلى تصعيد جديد.

3️⃣ هل التهديد المتبادل مجرد فقاعة؟

ليس بالضرورة، لكنه لا يعني أيضًا تصعيدًا مفتوحًا. 

السيناريوهات المحتملة:

تصعيد محسوب: قد ينفذ الحوثيون بعض الهجمات المحدودة لإثبات أنهم جادون، ولكن دون أن يصل الأمر إلى مواجهة عسكرية مفتوحة تؤدي إلى تدمير قدراتهم.

ردود فعل مدروسة: القوى الدولية قد ترد بقوة لكن دون الدخول في حرب شاملة، حفاظًا على استقرار الملاحة البحرية.

صفقات غير معلنة: قد تكون هناك رسائل خلف الكواليس بين الحوثيين وداعميهم وبين القوى الكبرى لمنع التصعيد الكامل.

الخلاصة

التهديدات قد تتحول إلى ضربات متبادلة محدودة، لكن الحرب الشاملة غير مرجحة حاليًا.

يبقى السؤال: هل سيشهد البحر الأحمر جولة جديدة من الصراع؟ أم أن الأطراف ستلجأ إلى حسابات أكثر براغماتية تمنع الانزلاق إلى حرب أكبر؟