إدماج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية

news image

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث

أعلنت الرئاسة السورية، اليوم الاثنين، التوصل إلى اتفاق يقضي بدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن مؤسسات الجمهورية السورية.

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الرئاسة السورية، وقع الرئيس أحمد الشرع وقائد (قسد) مظلوم عبدي اتفاقًا ينص على دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية، المطارات، وحقول النفط والغاز.

ضمان الحقوق ووقف إطلاق النار

كما تضمن الاتفاق وقف إطلاق النار على كامل الأراضي السورية، وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة، إضافةً إلى ضمان عودة المهجّرين إلى بلداتهم وحمايتهم من قبل الدولة.

مكافحة الإرهاب ورفض التقسيم

كما نص الاتفاق على دعم الدولة السورية في مكافحة فلول الأسد وكل التهديدات الأمنية، إلى جانب رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة.

وأكدت الدولة السورية، وفقًا للاتفاق، على ضمان حقوق المجتمع الكردي في المواطنة الكاملة وكافة الحقوق المدنية.

 بنود الإتفاق  

1. المشاركة السياسية المتساوية
🔹 ضمان حقوق جميع السوريين في المشاركة في العملية السياسية ومؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة، بغض النظر عن الخلفية الدينية أو العرقية.

2. الاعتراف بالهوية الكردية
🔹 الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء أصيل من الدولة السورية، وضمان حقوقه الدستورية والمواطنة.

3. وقف إطلاق النار
🔹 وقف جميع العمليات العسكرية على الأراضي السورية، تمهيدًا للاستقرار السياسي.

4. توحيد المؤسسات تحت سلطة الدولة
🔹 دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.

5. عودة المهجرين
🔹 تأمين عودة جميع السوريين النازحين إلى مدنهم وقراهم، وضمان حمايتهم من قبل الدولة السورية.

6. مكافحة التهديدات الأمنية
🔹 دعم الدولة السورية في مواجهة فلول النظام السابق (الأسد) وجميع التهديدات التي تستهدف أمن سوريا ووحدتها.

7. رفض التقسيم والطائفية
🔹 التصدي لمحاولات بث الكراهية، ومنع أي دعوات لتقسيم سوريا على أسس عرقية أو طائفية.

8. التنفيذ وفق جدول زمني واضح
🔹 تسعى اللجان التنفيذية لتطبيق الاتفاق بالكامل قبل نهاية العام الحالي. 

🔍 تعليق 

📌 الاتفاق يشكل خطوة مفصلية نحو إعادة توحيد سوريا تحت سلطة مركزية، لكنه يثير تساؤلات حول آلية التنفيذ، ومدى التزام كافة الأطراف به.

📌 نجاح الاتفاق يعتمد على عاملين أساسيين:
1️⃣ قدرة دمشق على استيعاب قسد دون فرض سيطرة صارمة قد تؤدي إلى تمرد داخلي.
2️⃣ موقف القوى الدولية (أمريكا وتركيا وروسيا)، التي قد ترى الاتفاق تهديدًا لمصالحها.

موعد التنفيذ

وبحسب البنود المتفق عليها، سيتم تطبيق الاتفاق بالكامل بحلول نهاية العام الحالي.

 

 

📌 ماذا يعني هذا الاتفاق؟

يمثل الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والدولة السورية تحولًا استراتيجيًا في المشهد السوري، ويحمل دلالات سياسية وعسكرية متعددة على المستويات المحلية والدولية.

🔹 الدلالات السياسية للاتفاق

1️⃣ إعادة ترتيب المشهد الداخلي في سوريا

يعكس الاتفاق محاولة دمشق استعادة السيطرة الكاملة على المناطق الشمالية الشرقية التي كانت خاضعة للإدارة الذاتية الكردية.

إدماج المؤسسات العسكرية والمدنية للإدارة الذاتية في هيكل الدولة السورية يعيد الاعتراف الرسمي بسيادة دمشق على كامل الأراضي السورية.

2️⃣ تغير موقف قسد: من الاستقلالية إلى الاندماج

قوات سوريا الديمقراطية، التي كانت تحظى بدعم أمريكي واسع، لطالما سعت إلى حكم ذاتي موسع، لكن هذا الاتفاق قد يعكس تغييرًا في الحسابات السياسية لقادتها.

قد يكون هذا الاندماج محاولة لحماية المكتسبات الكردية في سوريا، بعد التراجع النسبي للدعم الأمريكي.

3️⃣ رسالة لواشنطن وأنقرة

يضعف الاتفاق الذرائع التركية لمواصلة عملياتها العسكرية في شمال سوريا، حيث كانت أنقرة تعتبر "قسد" تهديدًا لأمنها القومي.

بالنسبة للولايات المتحدة، قد يعني هذا الاتفاق تراجع نفوذها في شمال شرق سوريا، حيث كانت قسد تُعتبر الشريك المحلي الأساسي في الحرب ضد داعش.

🔹 التأثير العسكري والأمني

4️⃣ إنهاء النزاع المسلح الداخلي؟

يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، مما قد يكون خطوة نحو تهدئة الأوضاع الداخلية، لكن مدى الالتزام به من كافة الأطراف لا يزال موضع تساؤل.

يظل السؤال الأهم: هل ستقبل الفصائل المعارضة الأخرى بهذا الاتفاق؟

5️⃣ ماذا عن مستقبل القوات الكردية؟

دمج قسد ضمن الجيش السوري يعني أن الفصائل الكردية المسلحة ستصبح رسميًا جزءًا من المؤسسة العسكرية السورية.

هل ستقبل دمشق ببقاء قسد كقوة شبه مستقلة داخل الجيش، أم ستُفرض إعادة هيكلة كاملة تُنهي خصوصيتها العسكرية؟

6️⃣ التأثير على الجماعات المسلحة الأخرى

قد يضغط الاتفاق على الفصائل المسلحة الأخرى، مثل "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، خاصة إذا تحول إلى نموذج يمكن تكراره في مناطق أخرى.

مع بقاء النفوذ الإيراني والروسي في سوريا، قد يؤثر هذا الاتفاق على التوازنات بين القوى المتصارعة على الأرض.

🔹 الأبعاد الاقتصادية

7️⃣ عودة موارد النفط والغاز إلى الدولة السورية

يعد تسليم حقول النفط والغاز للدولة السورية تطورًا كبيرًا، نظرًا لأن هذه الموارد كانت تُعتبر مصدر تمويل رئيسي لقسد.

تعاني دمشق من أزمة اقتصادية خانقة، واستعادة السيطرة على هذه الموارد يمنحها متنفسًا اقتصاديًا، كما قد يعزز نفوذها في المفاوضات مع القوى الدولية.

8️⃣ المعابر الحدودية والمطارات

تسليم المعابر الحدودية والمطارات للحكومة السورية يعني تعزيز سيطرة الدولة على التجارة والحدود، مما قد يؤثر على تدفق السلاح والمقاتلين، سواء من العراق أو تركيا.

يعيد ذلك تشكيل النفوذ الإقليمي في سوريا، ويقلل من إمكانية استمرار الدعم العسكري لقسد من الخارج.

🔹 التحديات المحتملة لتنفيذ الاتفاق

🚨 رفض بعض الأطراف الداخلية

قد لا تتقبل كل الفصائل الكردية هذا الاتفاق بسهولة، خاصة تلك التي لديها موقف متشدد ضد النظام السوري.

قد تعتبر بعض القوى داخل قسد أن الاندماج الكامل في الدولة السورية "تنازل كبير" قد يؤدي إلى احتجاجات داخلية.

🚨 الموقف الأمريكي

الولايات المتحدة لطالما كانت داعمًا رئيسيًا لقسد، لذا فإن موقف واشنطن من هذا الاتفاق سيكون حاسمًا.

هل ستقبل واشنطن بتخلي حليفها المحلي عن استقلاله النسبي، أم ستضغط لإدخال تعديلات على الاتفاق؟

🚨 موقف تركيا

قد ترى أنقرة في هذا الاتفاق تعزيزًا لنفوذ دمشق على حساب نفوذها في شمال سوريا.

هل ستُوقف تركيا عملياتها العسكرية ضد المناطق الكردية، أم ستسعى إلى عرقلة التنفيذ عبر دعم مجموعات مسلحة معارضة للاتفاق؟

🎯 الخلاصة: هل هو اتفاق سلام أم إعادة ترتيب سياسي؟

✅ الاتفاق بين قسد والدولة السورية يمثل تحولًا استراتيجيًا يعيد رسم المشهد في سوريا.

 ✅ دمشق تعزز سيطرتها، وقسد تبحث عن ضمانات للبقاء في المشهد السياسي، والولايات المتحدة قد تخسر نفوذها في شمال شرق سوريا.

 ✅ مستقبل الاتفاق يعتمد على كيفية تنفيذ بنوده، وما إذا كانت القوى الإقليمية (تركيا وإيران وروسيا) ستدعمه أو تعرقله.

 ✅ التساؤل الأكبر: هل سيؤدي هذا الاتفاق إلى تهدئة الأوضاع، أم أنه مجرد خطوة تكتيكية قبل مواجهة جديدة؟

🚀 الأيام المقبلة ستكشف مدى قدرة هذا الاتفاق على الصمود وسط تعقيدات المشهد السوري!