ماذا يحدث في سوريا؟ من يحاول إعادة العبث والفوضى؟

news image

 

 

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأحد، إلى ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي في البلاد، بعد اندلاع أسوأ موجة عنف تشهدها سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد، حيث قُتل مئات الأشخاص في مناطق الساحل، خصوصًا في اللاذقية وطرطوس.

وفي تطور متسارع، اندلعت اشتباكات عنيفة في محطة بانياس للطاقة، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي أكدت أن المواجهات نشبت بين قوات الأمن السورية وعناصر مسلحة وُصفت بأنها "فلول النظام السابق"، في إشارة إلى الموالين للرئيس السوري السابق بشار الأسد.

 

🔹 تعزيزات عسكرية ومرحلة أمنية جديدة


على وقع التعزيزات العسكرية الكثيفة التي أُرسلت إلى مناطق الساحل السوري، أعلنت وزارة الدفاع السورية، اليوم الأحد، البدء في المرحلة الثانية من العمليات الأمنية في المنطقة.

وأكد المتحدث باسم الوزارة، العقيد حسن عبد الغني، في بيان أن هذه المرحلة تستهدف ملاحقة فلول وضباط النظام السابق في الأرياف والجبال، وذلك بعد اشتباكات دامية مع مسلحين موالين لبشار الأسد خلال الأيام الماضية.

 

 التحليل: ماذا يحدث في سوريا؟

  1. تصاعد الصراع الداخلي بعد سقوط الأسد

  • بعد إسقاط نظام بشار الأسد، لا تزال البلاد تعيش حالة فراغ أمني وصراع داخلي بين القوى الجديدة وفلول النظام السابق.
  • مناطق الساحل السوري، التي كانت تُعتبر معقلًا تقليديًا للأسد، أصبحت ساحة تصفية حسابات بين القوات الأمنية والجماعات المسلحة الموالية للنظام السابق.

  2. ما دلالة الاشتباكات في بانياس؟

  • بانياس محطة استراتيجية للطاقة، واندلاع القتال فيها يعكس محاولة "فلول النظام" التمسك بآخر معاقلهم أو تعطيل البنية التحتية كتكتيك ضغط.
  • المواجهة قد تؤدي إلى أزمة طاقة تؤثر على استقرار الحكومة الجديدة.

  3. المرحلة الثانية من العمليات الأمنية.. هل تعني تصعيدًا أكبر؟

  • إعلان وزارة الدفاع عن مرحلة ثانية يعني أن المواجهات لم تُحسم بعد، بل قد تتجه إلى تصعيد عسكري أوسع في مناطق الساحل.
  • قد نشهد عمليات تطهير واسعة في اللاذقية وطرطوس، مما يزيد من احتمالات نشوب صراعات انتقامية داخل الطائفة العلوية نفسها.

 

📌 ماذا بعد؟ إلى أين يتجه المشهد السوري؟

📍 السيناريو الأول: نجاح العمليات الأمنية واستقرار مؤقت

  • إذا تمكنت القوات الأمنية من تحجيم فلول النظام السابق والسيطرة على المراكز الحيوية، فقد يؤدي ذلك إلى استقرار نسبي، لكنه هش.

📍 السيناريو الثاني: تصعيد المواجهات وتحولها إلى حرب استنزاف

  • استمرار الاشتباكات قد يفتح الباب أمام حرب عصابات، حيث يلجأ الموالون للأسد إلى تكتيكات الكر والفر في المناطق الجبلية.
  • هذا السيناريو سيؤدي إلى توسع دائرة العنف وربما تدخل أطراف خارجية في المشهد.

📍 السيناريو الثالث: تفكك أوسع وانهيار الأمن في الساحل

  • إذا فقدت الحكومة السيطرة على الساحل، فقد يتحول إلى مسرح صراع بين فصائل مختلفة، بما فيها قوى إقليمية تبحث عن نفوذ في سوريا ما بعد الأسد.

 

🎯 الخلاصة:

سوريا تعيش منعطفًا حاسمًا بعد سقوط الأسد، حيث تشهد مناطق الساحل السوري مواجهات دامية بين القوات الأمنية وفلول النظام السابق. إعلان المرحلة الثانية من العمليات الأمنية يشير إلى تصعيد عسكري وشيك، فيما لا تزال البلاد تواجه مستقبلًا ضبابيًا بين الاستقرار الهش أو الانزلاق إلى صراع طويل الأمد.

 

📌 هل لإيران علاقة بما يحدث في سوريا؟

إيران كانت ولا تزال لاعبًا رئيسيًا في الملف السوري منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، حيث دعمت نظام بشار الأسد عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا عبر:
✔️ الميليشيات المدعومة من إيران، مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وأفغانية، التي قاتلت إلى جانب النظام.
✔️ دعم استخباراتي ساهم في قمع المعارضين وإدارة العمليات الأمنية.
✔️ دعم مالي مكّن النظام من الصمود وقت أطول أمام العقوبات والانهيار الاقتصادي.

  هل إيران متورطة في الأحداث الأخيرة بالساحل السوري؟

  سيناريو التدخل الإيراني المباشر:

  • من المؤكد أن  طهران قلقة من الانهيار الكامل لنفوذها في سوريا بعد سقوط الأسد، وقد عبرت عن ذلك في أكثر من تصريح لمسؤلين في النظام الإيراني ، لذلك قد تحاول دعم بقايا النظام السابق لضمان استمرار مصالحها.
  • هناك تقارير تتحدث عن تحركات لميليشيات موالية لإيران في مناطق الساحل، ربما لمحاولة التأثير على مسار الصراع.

💡 سيناريو عدم التدخل أو الانسحاب التدريجي:

  • إيران تواجه ضغوطًا داخلية وخارجية، وقد ترى أن دعم فلول النظام السابق غير مجدٍ، خاصة إذا كانت السلطة الجديدة مدعومة من أطراف دولية قوية.
  • إيران قد تركز أكثر على مناطق نفوذها في دمشق والحدود السورية-العراقية، بدلًا من المخاطرة بخسائر جديدة في الساحل السوري.

، إضافة إلى عدم قدرتها على تحقيق حلمها، بعد أن ظهرت تصدعات واضحة داخل إيران، تحديدا  في داخل النظام ذاته. النتيجة: إيران لن تتخلى عن مصالحها بسهولة، لكنها قد تتجنب مواجهة مباشرة إذا كان هناك رفض دولي قوي لدورها.

 

هل لإسرائيل علاقة بما يحدث في سوريا؟

إسرائيل ليست بعيدة عن أي اضطراب داخل سوريا، بل إنها كانت دائمًا لاعبًا خفيًا ومؤثرًا في مسار الأزمة السورية، والأزمات في المنطقة؛ خاصة مع تصاعد الأحداث الأخيرة في الساحل السوري. ولكن كيف ولماذا؟

🔎 كيف يمكن أن تكون إسرائيل متورطة أو مستفيدة؟

1️⃣ إضعاف سوريا كدولة موحدة

  • إسرائيل كانت دائمًا تنظر إلى سوريا الموحدة والقوية كتهديد استراتيجي   .
  • تفتيت سوريا أو إضعافها يجعلها غير قادرة على تشكيل تهديد عسكري أو دعم المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية.

2️⃣ التصعيد الداخلي يخدم إسرائيل

  • كلما زادت الفوضى داخل سوريا، قلّ التركيز على إسرائيل، خاصة مع تصاعد الأوضاع في فلسطين وغزة.
  • انشغال إيران والنظام السوري بحروب داخلية يقلل من تهديد "محور المقاومة"، الذي تعتبره إسرائيل عدوها الرئيسي.

3️⃣ تكثيف الغارات الجوية في سوريا

  • إسرائيل صعّدت من هجماتها الجوية على سوريا مؤخرًا، مستهدفة مواقع عسكرية يُقال إنها مرتبطة بإيران وميليشياتها.
  • قد يكون التصعيد الداخلي فرصة لإسرائيل لزيادة ضرباتها الجوية دون رد فعل سوري حقيقي.

 

📌 كيف يرتبط هذا مع موقف إيران وتصريحات المرشد الأعلى؟

أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي الأسبوع الماضي أن سوريا مقبلة على حرب أهلية جديدة وقد يتم تقسيمها! هذه التصريحات ليست عشوائية، بل تحمل رسائل استراتيجية خطيرة، خاصة إذا ربطناها بالدور الإسرائيلي.

🔎 لماذا قال خامنئي ذلك؟ ما الرسالة خلف تصريحاته؟

1️⃣ إيران تدرك أن هناك مخططًا لتقسيم سوريا

  • تصريح خامنئي يشير إلى أن إيران قلقة من تدخلات خارجية   .
  • الساحل السوري، حيث التوترات الأخيرة، هو منطقة مهمة لإيران لأنه معقل أبرز مؤيديها ويد من أياديها، وهوالوجود العلوي الذي دعم الأسد طويلًا.

2️⃣ تحذير للداخل السوري وللجهات الإقليمية

  • خامنئي ربما يحاول إرسال رسالة تحذيرية  لحلفاء إيران .

3️⃣ محاولة لكسب نفوذ أكبر في الأزمة

  • إيران قد تستخدم هذه التصريحات لتبرير تدخل أعمق في سوريا بحجة منع التقسيم، وبالتالي تعزيز قبضتها العسكرية هناك.
  • في حال تدهورت الأمور، قد تدفع إيران بميليشياتها نحو مزيد من السيطرة على الأراضي السورية، مما سيؤدي إلى صدام محتمل مع إسرائيل.

 

📌 إذًا، هل هناك تنسيق غير مباشر بين إسرائيل وأطراف أخرى؟

قد لا يكون هناك تنسيق مباشر بين إسرائيل وأي طرف آخر في الصراع السوري، لكن هناك بالتأكيد مصالح مشتركة بين بعض الأطراف، مثل:

  • إسرائيل وأمريكا: قد يفضلان إضعاف النفوذ الإيراني في سوريا، سواء عبر دعم جماعات مسلحة أو عبر الضربات الجوية.
  • تركيا: قد تستغل الفوضى لإحكام سيطرتها على مناطق شمال سوريا وضرب الميليشيات الكردية.
  • إيران والنظام السوري: يحاولان تثبيت نفوذهما، لكن لديهما خلافات مع روسيا حول مستقبل سوريا.
  • روسيا: لا تريد تفكك سوريا، لكنها أيضًا ليست مستعدة للانخراط في صراع مباشر ضد إسرائيل.

🔥 النتيجة:

  • إسرائيل قد تكون طرفًا مستفيدًا بشكل غير مباشر من الفوضى في سوريا.
  • إيران تدرك هذا وتحاول تصعيد خطابها لمنع فقدان السيطرة.
  • سوريا قد تصبح ساحة صراع جديدة بين أطراف إقليمية ودولية، مما يعيد المشهد إلى بداية الأزمة عام 2011 ولكن بأسلوب مختلف.

 

🚀 الخلاصة:
📌 الصراع في سوريا لم يعد مجرد حرب داخلية، بل بات مرتبطًا بمصالح إقليمية ودولية، حيث تلعب إسرائيل وإيران دورًا غير مباشر في إذكاء التوترات.
📌 تصريحات خامنئي حول "تقسيم سوريا" قد تكون مؤشرًا على أن هناك تحركات جارية في محاولات لتغيير المعادلة، سواء عبر إسرائيل أو قوى أخرى.
📌 المرحلة المقبلة قد تشهد تحولات دراماتيكية، إما نحو مزيد من الفوضى أو نحو تفاهمات دولية تعيد رسم الخارطة السورية.

 

📌 هل سيسمح داعمو الاستقرار بالعبث في الساحل السوري أو غيره؟

🔎 الدول الإقليمية والدولية التي تسعى لاستقرار سوريا لن تقف متفرجة على تصعيد جديد، لأسباب مختلفة:
✔️ روسيا: لا تزال تبحث عن نفوذ في سوريا بعد دعمها للأسد، وقد لا تقبل انفلات الأوضاع في الساحل، خاصة أن اللاذقية وطرطوس مناطق استراتيجية لها (قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية).
✔️ الولايات المتحدة وحلفاؤها: يهمهم منع تمدد النفوذ الإيراني والميليشيات المسلحة، ومنع تصاعد الإرهاب أو إعادة إشعال الحرب الأهلية.
✔️ الدول العربية: كثير من الدول العربية تدعم استقرار سوريا وإعادة تأهيلها إقليميًا، ولن تسمح بأن يتحول الساحل إلى بؤرة فوضى جديدة.

💡 هل سيتم احتواء الأزمة؟
🔹 إذا تحركت القوى الدولية والإقليمية سريعًا، يمكن حسم الاشتباكات واحتواء الصراع في الساحل دون انفلات كبير.
🔹 إذا لم يحدث تدخل حاسم، فقد يمتد العنف إلى مناطق أخرى، مما يهدد استقرار سوريا بالكامل.

🚀 الخلاصة:
📌 إيران قد تكون ضالعة في المشهد، لكنها قد تتجنب صراعًا مباشرًا إذا واجهت ضغطًا دوليًا.
📌 القوى الإقليمية والدولية لن تسمح بعودة الفوضى، وستتدخل لضمان استقرار الساحل السوري وسوريا عمومًا.