كرة القدم : قوة عالمية ناعمة .. ولكن

news image

 

تقرير من إعداد إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث - قسم الرياضة والترفيه:

 

مقدمة:

تعد كرة القدم أكثر من مجرد لعبة رياضية، فهي ظاهرة ثقافية واجتماعية، بل وسياسية واقتصادية، تؤثر على الشعوب والأمم. أصبحت كرة القدم أداة فعالة في القوة الناعمة، إما لتعزيز صورة الدول أو لتشويهها، ويمكن استغلالها في الخير أو التلاعب بها لتحقيق أهداف سلبية. فكيف يمكن لكرة القدم أن تكون قوة ناعمة إيجابية؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى ضرب هذه القوة وتخريبها؟

 

كرة القدم والقوة الناعمة:

القوة الناعمة تعني استخدام وسائل غير الصلبة ( تتضمن القوة الصلبة ؛ القدرة على استخدام الجزرة والعصا - من القوة الاقتصادية والعسكرية - للتأثير في الآخرين، وكرة القدم أداة فعالة في هذا المجال. فالدول تستخدم فرقها الرياضية لتعزيز مكانتها، كما فعلت قطر باستضافة كأس العالم 2022، والسعودية من خلال استثماراتها الضخمة في دوري المحترفين.

 

كيفية تحويل كرة القدم إلى قوة ناعمة إيجابية:

تطوير الدوريات المحلية: رفع مستوى المنافسة يجعل الدولة وجهة رياضية عالمية.

تنظيم بطولات دولية كبرى: يساهم في تعزيز سمعة الدولة واستقطاب الجماهير والإعلام العالمي.

استخدام الأندية كسفراء ثقافيين: توظيف اللاعبين العالميين كواجهة تعكس قيم وتقاليد البلد المضيف.

تقديم نموذج رياضي أخلاقي: التنافس الشريف، نبذ العنف، واللعب النظيف يعززون صورة إيجابية لأي دولة.

 

ضرب القوة الناعمة من خلال كرة القدم !

هناك عدة وسائل تُستخدم لضرب القوة الناعمة لكرة القدم وتشويهها، منها:

تعصب الجماهير: عندما يتحول الولاء لنادٍ معين إلى كراهية ضد الأندية الأخرى، يؤدي ذلك إلى انقسامات مجتمعية.. وتغذية هذا التعصب – وهو الأخطر على قوة كرة القدم الناعمة – وتتم التغذية ببرامج ظاهرة، أو خغية تدفع بالتعصب  إلى الكارثة .

تحيز الإعلام الرياضي: الانحياز الصارخ من قبل بعض وسائل الإعلام لفريق معين ضد آخر يشوه المنافسة ويفقد كرة القدم مصداقيتها.

التلاعب بنتائج المباريات: استخدام الرشاوى أو التأثيرات الخفية مثل السحر والشعوذة.

التوظيف السياسي للعبة: بعض الدول تستخدم كرة القدم لأجندات سياسية، مما يؤدي إلى استغلال الجماهير لتحقيق مكاسب غير رياضية.

الإساءات العنصرية والدينية: تصاعد العنصرية في الملاعب يضر بسمعة الدول ويؤثر سلبًا على صورة اللعبة.

 

تشويه صورة الشعوب عبر كرة القدم:

يمكن استغلال كرة القدم لتصوير شعوب معينة بأنها عدوانية أو غير متحضرة عبر:

تضخيم أحداث العنف بين الجماهير.

ترويج ادعاءات حول فساد رياضي داخل دوريات معينة.

استغلال أخطاء اللاعبين لتشويه سمعة بلدهم.

 

كرة القدم والاستثمار في الجهل:

بعض الجهات تستغل شغف الجماهير لإبعادهم عن القضايا الجوهرية من خلال:

إثارة التعصب الأعمى.

نشر أخبار زائفة لإشغال الناس بقضايا هامشية.

توظيف بعض الإعلاميين لإثارة الفوضى بدل تقديم محتوى تحليلي.

استخدام السحر والشعوذة في كرة القدم:

يؤمن البعض بأن اللجوء إلى السحر يؤثر في نتائج المباريات، وهو سلوك غير رياضي وغير أخلاقي يُضعف نزاهة اللعبة ويؤثر سلبًا على صورتها.

 

من أين يبدأ تصحيح الأخطاء؟

نشر ثقافة التشجيع الواعي: توعية الجماهير بأهمية الروح الرياضية.

إعلام رياضي محايد: تعزيز النزاهة الإعلامية ومحاربة التحيز.

تشديد العقوبات على المتلاعبين بالنتائج.

تعزيز الاستثمار في الرياضة بطريقة أخلاقية وشفافة.

فرض قوانين لمكافحة العنف والعنصرية داخل الملاعب

.

الدوري السعودي كنموذج:

يُعد الدوري السعودي من بين أقوى الدوريات عالميًا، نظرًا للاستثمارات الضخمة التي استقطبت نجوم كرة القدم. ولكن بعض التحديات ظهرت، مثل:

فشل بعض الصفقات الكبرى: على سبيل المثال، لم ينجح نيمار مع الهلال كما كان متوقعًا، لكنه عاد للتألق مع فريقه الجديد. وهذا الموضوع يستحق النقاش في وسائل الإعلام ليكون درسًا للأندية حول أسباب نجاح أو فشل التعاقدات الكبرى. يجب أن تُطرح هذه القضايا بوضوح، حتى لا يتحول اللاعب نفسه إلى أداة تستخدم ضد المشروع الرياضي أو البلاد. إلا أن هذا لم يحدث حتى الآن، حيث اعتمد الإعلام على فرضية أن "الجمهور ينسى". هذه العقلية تُشبه "سلوك النعامة" التي تدفن رأسها في الرمال معتقدة أن لا أحد يراها. المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في الجمهور المحلي، بل تمتد إلى الرأي العام الرياضي العالمي، مما يجعل تجاهل هذه القضايا خطأ استراتيجيًا قد يضر بالمشروع الرياضي السعودي وبقوته الناعمة.

عدم الاستفادة من وهج اللاعبين العالميين الموجودين، مثل رونالدو وبنزيما: عدم تسويق هؤلاء النجوم بشكل كافٍ على المستوى العالمي وعدم استثمار تواجدهم لترويج الدوري السعودي بشكل أوسع يؤدي إلى إهدار فرصة ذهبية لتعزيز مكانة الدوري عالميًا. غياب حملات إعلامية دولية تستغل تأثير هؤلاء اللاعبين يسهم في تراجع القوة الناعمة التي كان يمكن تحقيقها عبرهم. كما أن غياب الظهور الإعلامي المدروس، وتقليل الفرص التسويقية لهم، يُضعف الأثر الإيجابي الذي يمكن أن ينعكس على المشروع الرياضي برمته. بل – أحيانًا – يحدث العكس؛ إذ يتم توظيف أشخاص متعصبين في إخراج وتصوير المباريات، ما يؤدي إلى تعمد التقليل من قيمة النجوم أو إبداعات الجماهير، وكأن المباريات محلية لا يراها العالم. هذا التعامل المحدود يحرم الدوري من الاستفادة من نجومية اللاعبين والترويج العالمي، مما يعد خطأ استراتيجيًا يجب تصحيحه بسرعة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة.

كرة القدم كجسر بين الشعوب وحل القضايا العالمية:

يمكن لكرة القدم أن تكون أداة إيجابية عبر:

تنظيم مباريات سلام بين دول متصارعة.

استخدام اللاعبين المؤثرين كسفراء للقضايا الإنسانية.

تعزيز السياحة الرياضية كوسيلة لتنمية العلاقات الاقتصادية.

خاتمة:

كرة القدم أداة قوية يمكن توظيفها إما لتعزيز القوة الناعمة للدول أو لضربها، وذلك يعتمد على طريقة إدارتها إعلاميًا وجماهيريًا. إن تعزيز الثقافة الرياضية، ومحاربة الفساد والتعصب، وتوجيه كرة القدم نحو أهداف سامية، يمكن أن يجعلها قوة إيجابية تجمع الشعوب بدل أن تفرقها.

 

 

سلبيات وحلول

عندما تكون الأخطاء واضحة ومكشوفة عالميًا، ومتكررة دون أي معالجة، فهذا يشير إلى واحدة أو أكثر من المشكلات العميقة داخل المنظومة التي تدير الحدث أو المشروع. هذه الظاهرة تعكس أحد الأسباب التالية أو مزيجًا منها:

📌 أولًا: الأسباب الرئيسية وراء تجاهل الأخطاء الواضحة

1️⃣ غياب الكفاءة القيادية والإدارية

وجود إدارات تقليدية غير مؤهلة لفهم أهمية التغيير أو تطوير الحلول المناسبة.

عدم وجود آليات محاسبة تفرض على المسؤولين إصلاح الأخطاء.

2️⃣ وجود مصالح خفية أو تواطؤ داخلي

هناك أطراف مستفيدة من استمرار الوضع الحالي، مما يجعلها تعرقل أي محاولات للإصلاح.

التواطؤ بين الجهات الإعلامية والإدارية لحجب الأخطاء أو التخفيف من وقعها على الرأي العام.

3️⃣ الاعتماد على ثقافة "الجمهور ينسى"

الرهان على أن اهتمام الجمهور قصير المدى، وأن الضجة ستنتهي دون اتخاذ أي إجراءات تصحيحية.

4️⃣ الخوف من كشف مشكلات أعمق

في بعض الأحيان، يكون الاعتراف بخطأ ما مدخلًا لكشف فساد إداري أو ضعف مؤسسي، لذا يتم تجاهله عمدًا.

5️⃣ عدم وجود مساءلة قانونية أو رقابية قوية

غياب الأنظمة أو ضعف تطبيق القوانين يجعل الفشل أمرًا متكررًا دون عواقب على الفاعلين.

6️⃣ الإعلام المتحيز أو الخاضع للتوجيه

عندما يكون الإعلام متحيزًا أو متواطئًا، يتم التغطية على الأخطاء أو تحريف النقاش لتفادي المحاسبة.

7️⃣ الميل إلى الحلول الترقيعية بدلاً من الإصلاح الجذري

 

هناك عقلية "إخماد الأزمات مؤقتًا" دون وضع حلول مستدامة.

 

 ثانيًا: الحلول الذكية لمعالجة هذه المشكلة

✅ 1. فرض معايير صارمة للمحاسبة والشفافية

إنشاء آليات رقابة مستقلة تضمن محاسبة أي مسؤول عن الأخطاء المتكررة.

إجبار الجهات الإدارية على تقديم تقارير دورية عن المشكلات وطرق معالجتها.

✅ 2. تحرير الإعلام من الضغوط وإعطاؤه دورًا رقابيًا حقيقيًا

دعم الإعلام الاستقصائي ليكون صوتًا حقيقيًا يكشف الأخطاء بدلًا من التغطية عليها.

تخصيص برامج تحليلية تناقش الإشكاليات الكبرى بموضوعية.

✅ 3. الاستفادة من الضغوط الجماهيرية لصنع التغيير

تعزيز ثقافة "المحاسبة المجتمعية"، بحيث يكون الجمهور قوة ضغط إيجابية للإصلاح.

تمكين المشجعين أو المستهلكين من آليات تواصل مباشرة مع الجهات الإدارية لتقديم ملاحظاتهم.

✅ 4. استبدال القيادات الفاشلة بأخرى لديها رؤية واضحة

يجب التخلص من الإدارات التقليدية التي تعتمد على الحلول المؤقتة.

جلب خبراء دوليين أو أشخاص لديهم كفاءة حقيقية في إدارة المشروعات.

✅ 5. بناء رؤية استراتيجية طويلة الأمد لمنع تكرار الأخطاء

عدم انتظار وقوع المشكلات، بل توقعها مسبقًا وإيجاد خطط بديلة.

العمل بمنهجية استباقية لحل المشكلات قبل تحولها إلى أزمات.

✅ 6. استثمار التكنولوجيا والبيانات في كشف القصور

استخدام تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي لتقييم الأداء ومعرفة مكامن الخلل.

نشر التقارير التقييمية بشكل دوري لمتابعة التطور أو تكرار الإخفاقات.

✅ 7. إدخال عنصر التنافسية في الإدارة

عندما تكون هناك جهات أو أفراد يشعرون بالأمان الوظيفي رغم فشلهم، يستمر الفشل.

يجب أن يكون هناك تقييم دوري للأداء مع تقديم مكافآت للناجحين واستبعاد المقصرين.

🎯 الخلاصة:

إذا استمرت الأخطاء المكشوفة عالميًا دون إصلاح، فهذا يعني أن هناك إرادة ضمنية للحفاظ على الوضع الحالي، إما بسبب المصالح، أو غياب الكفاءة، أو تجاهل الجمهور عن عمد. الحل يكمن في خلق بيئة شفافة ومسؤولة، تدفع نحو التغيير الحقيقي، وتستفيد من النقد كأداة تطوير وليس كعقبة يجب قمعها.

📢 التجاهل المتعمد ليس حلًا، بل تأجيل لانفجار أكبر في المستقبل. الحل هو المواجهة الشجاعة وإحداث التغيير الجذري!