الإيديولوجيا التدميرية والتوسعية في إسرائيل: حقيقة دينية أم تبرير سياسي؟

تقرير من إعداد إدارة الإعلام الاستراتيجي بوكالة بث
إسرائيل تمارس "معاداة السامية الحقيقية".. هل يمكن للعرب استخدام مصطلح "معاداة السامية" ضد إسرائيل نفسها، وكشف تناقضها أمام العالم، وقلب السحر على الساحر؟
🔹 هل هناك "أمر توراتي" يفرض على إسرائيل رفض السلام والتوسع؟🔹 أم أن ذلك مجرد استغلال سياسي للتوراة لتبرير الاحتلال والهيمنة؟
الإجابة المباشرة:
✅ لا يوجد أمر ديني حقيقي في التوراة يفرض على اليهود رفض السلام أو إقامة دولة توسعية على حساب الآخرين.
✅ السياسة الإسرائيلية تعتمد على "إعادة تفسير" النصوص الدينية بشكل انتقائي لخدمة مشروعها الاستعماري، وليس تطبيقًا دينيًا صادقًا.
✅ ما يحدث ليس "تطبيقًا للتوراة"، بل هو استخدام سياسي لها لتبرير مشروع استيطاني توسعي.
أولًا: هل تحتوي التوراة على نصوص تدعو للتوسع ورفض السلام؟
1️⃣ التوراة تحتوي على نصوص تاريخية عن "أرض الميعاد"، لكنها ليست أمرًا دائمًا
📌 في الكتاب المقدس العبري (التوراة)، هناك إشارات إلى وعد بأرض كنعان (فلسطين) لليهود، ولكن هذه النصوص تُقرأ في سياقها التاريخي والديني، وليس كتعليمات سياسية حديثة. هناك شكوك حول مصدر تلك الإشارات والسياق الذي وردت فيه.
🔹 هناك نصوص تتحدث عن أن اليهود سكنوا الأرض "بوعد من الله"، لكن في المقابل، هناك نصوص أخرى تقول إنهم فقدوها بسبب ظلمهم وانحرافهم.🔹 لم ترد في التوراة أوامر دائمة بالتوسع إلى الأبد، بل تحذيرات من الظلم والفساد، وهو ما يتجاهله الفكر الصهيوني الحديث.
2️⃣ التوراة تدعو إلى العدالة، وليس إلى الاحتلال الدائم
📌 التعاليم الدينية اليهودية الأصلية تحتوي على قيم تحث على العدل والسلام، لكن الفكر الصهيوني تجاهل هذه الأجزاء، وركز فقط على النصوص التي تخدم أهدافه التوسعية، مع تعمد التحريف ليتوافق النص مع الأهداف الصهيونية.
ثانيًا: لماذا يتم الترويج لفكرة أن التوراة تأمر بالتوسع؟
✅ لأن إسرائيل تحتاج إلى تبرير ديني لاستعمار الأرض
أي احتلال يحتاج إلى مبرر أخلاقي، والحكومات الإسرائيلية تستخدم التوراة لتصوير مشروعها الاستيطاني وكأنه "تنفيذ لوعد إلهي".
الحقيقة أن هذا مجرد قراءة انتقائية للتوراة، حيث يتم تجاهل كل النصوص التي تدعو للعدالة والرحمة.
✅ لأن التطرف الديني في إسرائيل يستخدم الدين كغطاء للسياسة
الأحزاب الدينية في إسرائيل تستخدم الدين لتبرير سياسات التوسع والقمع، رغم أن هذه السياسات تتعارض مع قيم التوراة الأصلية.
الحاخامات المتطرفون يفسرون التوراة بطريقة سياسية، وليست دينية خالصة.
✅ لأنها استراتيجية ناجحة لكسب الدعم الغربي
إسرائيل تستغل التوراة لتصوير نفسها كدولة "مقدسة" تحتاج إلى دعم الغرب المسيحي.
بعض الجماعات المسيحية الصهيونية في أمريكا تؤمن بأن دعم إسرائيل واجب ديني، مما يساعدها على ضمان استمرار المساعدات الأمريكية بلا شروط.
ثالثًا: ماذا يقول اليهود غير الصهاينة؟
📌 ليس كل اليهود يعتقدون أن التوراة تأمر بالتوسع أو برفض السلام. هناك جماعات يهودية تعارض الصهيونية بشدة، مثل:
✅ حركة ناطوري كارتا (Neturei Karta) التي تؤمن بأن "إسرائيل ليست مشروعة دينيًا".
✅ بعض الحاخامات الإصلاحيين الذين يرون أن الاحتلال يخالف التعاليم اليهودية.
✅ يهود أمريكيون وأوروبيون ينتقدون إسرائيل علنًا بسبب سياساتها العنصرية والتوسعية.
🚨 هذا يعني أن رفض السلام ليس موقفًا دينيًا يهوديًا، بل هو قرار سياسي تتخذه الحكومات الإسرائيلية بدوافع استعمارية.
📌 كيف يمكن للعرب قلب الطاولة على إسرائيل في هذه الحيلة؟
✅ الترويج لمفهوم أن إسرائيل تمارس معاداة السامية الحقيقية
يجب أن يتم إعادة تعريف معاداة السامية إعلاميًا وقانونيًا، بحيث لا يقتصر المصطلح على اليهود فقط، بل يشمل كل الشعوب السامية، وعلى رأسها العرب.
يجب أن تبدأ الحملات الحقوقية والدبلوماسية العربية بطرح سؤال للعالم:إذا كنتم تحاربون معاداة السامية، فلماذا لا تدينون إسرائيل التي تقتل وتهجّر العرب الساميين؟
✅ توثيق الانتهاكات الإسرائيلية كأعمال معادية للسامية
يجب أن تكون هناك تقارير رسمية وقانونية موجهة للأمم المتحدة والمحاكم الدولية، تثبت أن إسرائيل تمارس اضطهادًا عرقيًا ضد الساميين العرب.
يجب أن تذكر التقارير أن إسرائيل لا تمثل كل اليهود، لكنها تمثل نظامًا استيطانيًا يمارس الفصل العنصري ضد شعب سامي آخر.
✅ التحالف مع اليهود المعادين للصهيونية
هناك يهود غير صهاينة يعارضون الاحتلال والاستيطان، ويؤمنون بأن إسرائيل تستغل الدين لتبرير جرائمها.
التحالف معهم سيساعد في كسر الرواية الصهيونية، لأن إسرائيل دائمًا تدّعي أن أي انتقاد لها هو معاداة للسامية، لكن ماذا ستقول عندما ينتقدها اليهود أنفسهم؟
✅ رفع دعاوى دولية ضد إسرائيل باستخدام المصطلح نفسه
يجب أن يكون هناك تحرك قانوني عربي لإدانة إسرائيل ككيان يمارس معاداة السامية الحقيقية ضد الفلسطينيين.
إذا استطاعت إسرائيل استخدام المحاكم الغربية لمعاقبة من ينتقدها بتهمة "معاداة السامية"، فلماذا لا نستخدم نفس المحاكم لإدانتها باضطهاد العرب الساميين؟
📌 الخلاصة: هل يمكن كشف خدعة إسرائيل عالميًا؟
✅ نعم، لكن الأمر يحتاج إلى خطة استراتيجية طويلة الأمد، تشمل الإعلام، القانون، والتحالفات السياسية.
✅ إسرائيل استخدمت "معاداة السامية" لحماية نفسها من أي انتقاد، لكن هذا السلاح يمكن أن ينقلب عليها إذا تم كشف تناقضها بذكاء.
✅ إذا بدأ العالم يفهم أن إسرائيل تضطهد الساميين الآخرين، فلن يبقى المصطلح أداة حصرية لحمايتها، بل قد يتحول إلى نقطة ضعف ضدها.
✨ السؤال الحاسم:
هل سيستطيع العرب والمسلمون التحرك بذكاء في هذا الملف، أم أنهم سيتركون إسرائيل تواصل احتكار هذا المصطلح واستخدامه ضدهم؟