ولي_العهد والرئيس اللبناني .. توافق واتفاق – تحليل للزيارة

متابعة وتحليل إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
اختتم الرئيس اللبناني جوزيف عون زيارته للمملكة العربية السعودية .. عون التقى سمو ولي العهد ، وعقدا اجتماعاً استعرضا فيه مستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة والجهود المبذولة تجاهها، وأوجه العلاقات الثنائية بين المملكة ولبنان، وسبل دعمها وتعزيزها.

بيان سعودي – لبناني ، يؤكد على مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
فقد أكد المشترك على أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف.
وشدد البيان على ضرورة بسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، مع أهمية حصر السلاح بيدها وسط الدور الأساسي والوطني للجيش اللبناني.
كذلك أكد البيان على ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
ولفت إلى أن علاقات لبنان العربية ضمانة لأمنه واستقراره، مشدداً على أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم الرئاسي للرئيس عون.
ووسط الاتفاق على ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، كشف البيان عن البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من لبنان للمملكة.
كما تطرقت المحادثات إلى دراسة الإجراءات اللازمة للسماح للسعوديين بالسفر إلى لبنان.
وفي ختام زيارته؛ أعرب الرئيس عون عن شكره لولي العهد على حفاوة الاستقبال خلال زيارته للرياض، والتي قال إنها تعكس عمق ما يربط لبنان بالمملكة من علاقات أخوية متجذرة عبر التاريخ.
وأضاف عون أن اللقاءات التي أجراها مع الأمير ركّزت الأسس الصلبة لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وتوافقا على تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة..
وشكر الرئيس اللبناني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونقل تقدير اللبنانيين لمواقفه التاريخية تجاه بلدهم وشعبه، متطلعاً إلى لقاء قريب آخر يستكمل البحث في بقية المواضيع.
وجاء في رسالة الرئيس جوزيف عون : "أشكركم على الحفاوة التي لقيتها، والتي تعكس عمق ما يربط لبنان في المملكة من علاقات أخوية متجذرة عبر التاريخ. لقد أرست محادثاتنا الأسس الصلبة لمرحلة جديدة من العلاقات توافقنا على تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة. أتمنى أن تنقلوا إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عميق تقدير اللبنانيين لمواقفه التاريخية تجاه لبنان وشعبه، متطلعاً إلى لقاء قريب مع سموكم لاستكمال البحث في المواضيع التي تحدثنا بها".
وغادر الرياض، اليوم الثلاثاء عند (الثامنة صباحاً بتوقيت السعودية)، متوجها إلى القاهرة يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، للمشاركة في القمة العربية غير العادية التي تعقد اليوم لبحث القضية الفلسطينية.
آفاق الزيارة – في الحاضر والمستقبل : تحليل
🔹 لقاء تاريخي بين ولي العهد السعودي والرئيس اللبناني
🔹 تأكيد سعودي-لبناني على اتفاق الطائف وسيادة الدولة
🔹 بحث في استئناف التصدير من لبنان إلى المملكة
🔹 دراسة إعادة فتح باب السفر للسعوديين إلى لبنان
🔹 توافق على تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات
🔍 أولًا: قراءة تحليلية لمخرجات الزيارة
1️⃣ تعزيز العلاقات السعودية-اللبنانية: عودة إلى المسار الصحيح؟
بعد سنوات من الفتور بين الرياض وبيروت، يبدو أن العلاقات تعود إلى مسارها الطبيعي، مع التركيز على إعادة بناء الثقة بين البلدين. البيان المشترك أظهر وضوحًا سعوديًا في المطالب الأساسية التي تعتبرها المملكة ضرورية لدعم لبنان، وأبرزها:
✅ التطبيق الكامل لاتفاق الطائف كأساس لاستقرار البلاد.
✅ بسط سيادة الدولة اللبنانية، وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
✅ انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية في تأكيد لدعم السعودية لسيادة لبنان.
✅ إعادة دمج لبنان في محيطه العربي باعتباره جزءًا أساسيًا من استقراره.
هذه النقاط تعكس موقفًا سعوديًا حازمًا تجاه رفض أي نفوذ خارجي يضعف سيادة لبنان، وهو ما يعني أن المملكة تدعم لبنان، لكن بشروط واضحة قائمة على استعادة الدولة لسلطتها الكاملة.
2️⃣ البعد الاقتصادي: بداية الانفراج أم اختبارات قادمة؟
🔴 استئناف التصدير من لبنان إلى السعودية
أحد أبرز الملفات التي طُرحت هو بحث إزالة المعوقات أمام استئناف التصدير اللبناني إلى السعودية، وهو مؤشر مهم على عودة التفاعل الاقتصادي. خلال السنوات الماضية، تعرضت الصادرات اللبنانية للحظر بسبب قضايا مرتبطة بتهريب المخدرات عبر المنتجات الزراعية، مما دفع الرياض إلى تعليق الاستيراد من لبنان.
إذا تمكن لبنان من تقديم ضمانات أمنية واقتصادية كافية، فإن استئناف التصدير قد يشكل دفعة قوية لاقتصاده المتعثر، لكنه مرهون بمدى قدرة الحكومة اللبنانية على ضبط الحدود والموانئ، ومنع أي عمليات تهريب تؤثر على أمن المملكة.
🔴 عودة السياح والاستثمارات السعودية إلى لبنان؟
نقطة أخرى تم التطرق إليها هي إمكانية عودة السعوديين للسفر إلى لبنان، وهو أمر قد يكون له تأثير إيجابي على قطاع السياحة اللبناني، الذي يعتمد بشكل كبير على الزوار الخليجيين.
لكن هذا القرار سيعتمد على مدى استقرار الوضع الأمني والسياسي في لبنان، إضافة إلى مستوى الثقة في الإجراءات الحكومية اللبنانية لضمان بيئة آمنة للسياح الخليجيين.
3️⃣ هل هناك توافق سعودي-لبناني حول دور حزب الله؟
رغم أن البيان المشترك لم يذكر حزب الله بالاسم، إلا أن التأكيد على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية يحمل رسالة واضحة.
السعودية لطالما اعتبرت أن النفوذ السياسي والعسكري لحزب الله هو السبب الرئيسي في أزمة لبنان، وهو ما أدى إلى تدهور علاقاته العربية والدولية.
الجانب اللبناني، وعلى الرغم من إعلانه الالتزام بسيادة الدولة، إلا أن قدرة الحكومة على تنفيذ هذا البند تبقى محل تساؤل كبير، لا سيما مع استمرار حزب الله في الاحتفاظ بترسانته العسكرية ودوره الإقليمي.
بالتالي، فإن مدى التزام لبنان بهذا المطلب السعودي سيكون عاملاً حاسمًا في مستقبل العلاقة بين البلدين، وفيما إذا كان هذا الانفراج الحالي سيؤدي إلى تحول استراتيجي، أم أنه سيبقى ضمن حدود الدبلوماسية المؤقتة.
🔮 التوقعات المستقبلية: إلى أين تتجه العلاقة السعودية-اللبنانية؟
📌 نجاح في إعادة العلاقات وتفعيل الدعم الاقتصادي
🔻 فرصة النجاح: ✅✅✅✅⬜ (4/5)
🔻 التحدي الأكبر: مدى قدرة لبنان على تنفيذ التزاماته دون عراقيل داخلية.