إلى أين تتجه إيران؟ .. سيناريوهات البقاء والزوال

news image

 

تقرير تحليلي من إعداد إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث

 

🔹 مقدمة

 

في ليلة الأول من شباط/فبراير 1979، استقل الخميني طائرة تابعة لشركة "إير فرانس" من مطار رواسي في ضواحي باريس متوجهًا إلى طهران، في رحلة خاصة أُطلق عليها "رحلة الثورة"، بعد تمام الترتيبات لتغيير نظام الشاه. وكان الخميني قد أقام في نوفل لو شاتو في ضواحي باريس أربعة أشهر، بعد أكثر من 14 عامًا في المنفى  بالعراق.

قصة التغيير طويلة، وتقع ضمن سلسلة الثورات والانقلابات في تاريخ إيران.

الآن، من الواضح أن النظام في طهران بدأ أيامه في العد التنازلي. فالمؤشرات تؤكد أن المعارضة تزداد قوة وتحظى بالمزيد من الدعم الدولي، بينما بدأ النظام الذي أسسه الخميني في الذبول.

 

🔹 لماذا شهدت إيران هذا العدد الكبير من الانقلابات عبر تاريخها؟

إيران واحدة من أكثر الدول التي شهدت تغييرات سياسية عنيفة، وانقلابات عسكرية، وثورات كبرى خلال القرون الأخيرة. هذه الانقلابات لم تكن عشوائية، بل هناك أسباب عميقة ومتكررة أدت إلى ذلك، مرتبطة بالتركيبة السياسية، الاجتماعية، والجيواستراتيجية لإيران.

 

أبرز أسباب كثرة الانقلابات في إيران:

1️⃣ الصراع بين السلطة الدينية والسلطة السياسية

إيران تاريخيًا دولة عقدية وسياسية في نفس الوقت، مما أدى إلى صراع مستمر.

منذ العهد الصفوي (1501-1736) وحتى اليوم، لم تكن هناك سلطة مستقرة تمامًا بسبب التداخل بين الحكم الديني والدنيوي.

كلما حاولت السلطة السياسية تقليص نفوذ رجال الدين، أو العكس، اندلع صراع قد ينتهي بانقلاب أو ثورة.

📌 أمثلة:

انقلاب رضا شاه 1921 حيث استولى على الحكم وأسس نظامًا علمانيًا قمع رجال الدين.

انقلاب 1979 عندما تحالف رجال الدين مع القوى الشعبية لإسقاط نظام الشاه.

2️⃣ تدخل القوى الأجنبية في السياسة الإيرانية

إيران دائمًا كانت ساحة صراع بين القوى العالمية، خصوصًا بريطانيا، روسيا، والولايات المتحدة.

الموقع الجغرافي الغني بالنفط والغاز جعل القوى الكبرى تستخدم الانقلابات كأداة لضمان حكومة موالية لها.

عندما تفقد إحدى القوى الكبرى نفوذها في إيران، غالبًا ما تدعم انقلابًا جديدًا لإعادة السيطرة.

📌 أمثلة:

انقلاب 1921: بريطانيا دعمت رضا شاه ليمنع النفوذ الروسي.

انقلاب 1953 ضد محمد مصدق: نفذته المخابرات الأمريكية والبريطانية (عملية أياكس) بسبب قراره تأميم النفط الإيراني.

3️⃣ غياب المؤسسات الديمقراطية القوية

إيران لم تشهد تجربة ديمقراطية مستقرة، وكلما ظهرت محاولات للإصلاح السياسي، واجهتها انقلابات عسكرية أو ثورات مضادة.

الجيش، المخابرات، ورجال الدين دائمًا كانوا يملكون سلطة أقوى من الحكومة نفسها، مما سهل الإطاحة بأي قائد سياسي.

📌 أمثلة:

محمد مصدق (1951-1953) حاول بناء ديمقراطية مستقلة لكنه أطيح به بانقلاب عسكري مدعوم من الخارج.

الثورة الإسلامية 1979 جاءت بسبب فشل النظام الملكي في بناء مؤسسات ديمقراطية تضمن استمرار الحكم بسلاسة.

4️⃣ الصراع الداخلي بين القوميين والإسلاميين

إيران دولة متعددة الهويات، فيها تيارات قومية قوية (الفارسية) مقابل تيارات شيعية متشددة.

هذه الهوية المتناقضة خلقت صراعات متكررة بين القوى التي ترى إيران دولة قومية حديثة، وأخرى تريدها دولة بمرجعية شيعية إثني عشرية متشددة.

📌 أمثلة:

انقلاب 1921: رضا شاه أسس دولة قومية حديثة وألغى العديد من القوانين الإسلامية.

الثورة الإسلامية 1979: جاءت كرد فعل على محاولة الشاه فرض العلمانية بالقوة.

5️⃣ قوة المؤسسة العسكرية مقابل ضعف الحكومات المدنية

الجيش الإيراني والمخابرات (السافاك سابقًا والحرس الثوري حاليًا) لطالما كانوا أقوى من الحكومات السياسية.

عندما يكون الجيش أو المخابرات أقوى من الحكومة المدنية، يكون من السهل جدًا تنفيذ انقلاب ضد أي زعيم سياسي.

📌 أمثلة:

انقلاب 1953: نفذته الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الجيش الإيراني ضد مصدق.

دور الحرس الثوري حاليًا: الحرس الثوري أصبح أقوى من الحكومة الإيرانية نفسها، وهو من يمنع أي انقلاب ضد النظام الحالي.

6️⃣ الاحتجاجات الشعبية والثورات المتكررة

الشعب الإيراني من أكثر الشعوب التي قادت ثورات ضد الحكومات المستبدة.

عندما تزداد الأزمات الاقتصادية والقمع، تتحول الاحتجاجات إلى انتفاضات وثورات تؤدي إلى تغييرات جذرية أو انقلابات.

📌 أمثلة:

الثورة الدستورية 1905: أول محاولة لبناء نظام ديمقراطي لكنها انتهت بالقمع العسكري.

الثورة الإسلامية 1979: أكبر تغيير سياسي أطاح بحكم الشاه بالكامل.

الاحتجاجات المتكررة (2009، 2019، 2022): كل فترة، تعود موجات احتجاجات كبرى تهدد استقرار النظام.

 

هل يستخدم النظام الإيراني العقيدة (الشيعية المتطلرفة) لضرب أعدائه؟

نعم، النظام الإيراني يستثمر في الجهل والجهلاء، ويستخدم (الشيعية الإثني عشرية المتشددة ) كأداة سياسية وأيديولوجية لتبرير سياساته التوسعية، ولكن ليس فقط ضد العرب، بل ضد أي قوة تعارض مشروعه. وهو يعتمد على استراتيجيتين رئيسيتين:

1️⃣ تصدير الثورة وإثارة النعرات الطائفية

منذ الثورة الإيرانية عام 1979، تبنّى النظام فكرة ولاية الفقيه، التي تجعل المرشد الأعلى هو القائد للشيعة .

استغل النظام الانقسامات المذهبية، فدعم الأحزاب والميليشيات الشيعية في:

لبنان (حزب الله)

العراق (الحشد الشعبي)

سوريا (الميليشيات الإيرانية)

اليمن (الحوثيون)

البحرين (المعارضة الشيعية)

يُوظِّف الفكر الشيعي الإثني عشري لإيجاد موطئ قدم في الدول ذات المكونات الشيعية، ليضمن ولاءها لطهران بدلًا من حكوماتها الوطنية.

2️⃣ استخدام الوكلاء (الحرب بالوكالة) ضد إسرائيل والغرب

تقدم إيران نفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية، لكنها تستغل ذلك لتبرير دعم جماعات ومنظمات – وكلاء – مثل حزب الله، وحماس ، مما يعني أن الهدف ليس دينيًا، بل سياسي.

تستخدم الميليشيات الشيعية لضرب إسرائيل والضغط على أمريكا، ولكن بشروطها، فهي لا تسمح لهذه الجماعات بتجاوز خطوط معينة قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة تهدد النظام نفسه.

 

🔹 هل الهدف الحقيقي مطامع فارسية بغطاء ديني؟

يرى العديد من المحللين أن الفكر الشيعي التي يروج لها النظام ليست سوى غطاء أيديولوجي لمشروع قومي فارسي، يسعى إلى إعادة المجد الإمبراطوري الفارسي تحت مسمى "الثورة الإسلامية". وهناك عدة أدلة على ذلك:

1️⃣ الشعارات الدينية تخفي أهدافًا قومية فارسية

رغم رفعه شعارات دينية، فإن النظام الإيراني يهمّش الشيعة العرب داخل إيران (مثل الأحوازيين)، بينما يفضل الفرس.

لا يدعم الشيعة الأذريين في أذربيجان ضد حكومتهم، رغم أنهم أغلبية شيعية، لأن ذلك لا يخدم المصالح القومية الإيرانية.

يدّعي النظام نصرة الشيعة، لكنه يستهدف المكون الشيعي العربي أكثر من دعمه، كما حدث في:

قمع شيعة الأحواز

تحجيم شيعة العراق غير الموالين لإيران

2️⃣ استراتيجية "الهلال الشيعي" تهدف إلى الهيمنة، وليس الدين

يسعى النظام إلى إنشاء طوق جيوسياسي يمتد من إيران إلى لبنان عبر العراق وسوريا، أي استعادة نفوذ الإمبراطورية الفارسية تحت غطاء المذهب الشيعي.

اختراق المجتمعات العربية لم يكن بهدف نشر التشيع فقط، بل لاستخدامها كأدوات للضغط على الحكومات العربية.

3️⃣ التعامل المزدوج مع إسرائيل والغرب

رغم العداء العلني، هناك تقارير تشير إلى تفاهمات سرية بين إيران وإسرائيل، تتعلق بعدم تجاوز خطوط حمراء، مثل:

الضربات الإسرائيلية التي تستهدف الميليشيات الإيرانية في سوريا دون أن تؤدي إلى حرب مفتوحة.

في 1986، كشفت فضيحة إيران - كونترا أن إيران تعاونت سرًا مع أمريكا وإسرائيل لشراء أسلحة أثناء حربها مع العراق.

🎯 الخلاصة

✅ النظام الإيراني يستخدم الفكر الشيعي الإثني عشري كأداة سياسية، لكنه في جوهره نظام قومي فارسي يريد استعادة النفوذ الإمبراطوري تحت غطاء ديني.

✅ العرب المسلمون، هم العائق الأكبر أمام هذا المشروع، لذلك يعمل النظام الإيراني على زعزعة استقرارهم.

✅ الحرب ضد إسرائيل وأمريكا تُستخدم كذريعة لتبرير سياساته التوسعية وكسب ولاء الجماهير المسلمة.

✅ المشروع الإيراني يقوم على البراغماتية أكثر من الأيديولوجيا، ويتحرك وفق المصالح لا العقيدة فقط.

 

🔹 هل يمكن أن يشهد النظام الإيراني انقلابًا جديدًا في المستقبل؟

🔹 السيناريوهات المحتملة لمستقبل إيران

1️⃣ بقاء النظام مع مزيد من القمع والتكيف مع الأزمات (احتمالية حدوثه: 60%)

2️⃣ ثورة شعبية تطيح بالنظام (احتمالية حدوثه: 25%)

3️⃣ انقلاب داخلي من داخل النظام نفسه (احتمالية حدوثه: 15%)

🎯 الخلاصة:

النظام الإيراني لا يزال قويًا لكنه يواجه تهديدات داخلية وخارجية متزايدة.

مجاهدي خلق ليست القوة الوحيدة في المعارضة، لكنها تستفيد من الأوضاع المتأزمة داخل البلاد.

إيران قد تتجه نحو اضطرابات أوسع، لكن التغيير الجذري سيعتمد على مدى قدرة المعارضة على توحيد صفوفها.

العامل الحاسم سيكون الاقتصاد، فكلما زادت الأزمات الاقتصادية، زادت احتمالات الانفجار الداخلي.

السؤال: هل ستتكرر تجربة 1979 في إيران؟ أم أن النظام سيجد طريقة للبقاء؟

 

مؤشرات المواجهة الناجحة ضد المشروع الإيراني

✅ ضرب حزب الله وإضعافه في لبنان

إسرائيل تكثف ضرباتها لمواقع حزب الله في سوريا ولبنان.

أزمة لبنان الاقتصادية تهدد حزب الله، حيث لم يعد قادرًا على دفع رواتب ميليشياته بنفس القوة السابقة.

هناك محاولات داخلية في لبنان لإضعاف النفوذ الإيراني، خاصة بعد تزايد الانتقادات لدور الحزب في تعطيل الدولة.

✅ تقليص النفوذ الإيراني في سوريا

الغارات الإسرائيلية تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا، بهدف منع تحويلها إلى قاعدة إيرانية دائمة.

روسيا لم تعد تدعم إيران كما كانت، وهناك تنافس بين الحرس الثوري والجيش الروسي داخل سوريا.

النظام السوري بدأ يشعر أن التحالف مع إيران بات عبئًا أكثر من كونه دعمًا، خاصة مع استعادة بعض الدول العربية علاقاتها مع دمشق.

✅ إضعاف النفوذ الإيراني في العراق

الشارع العراقي أصبح أكثر وعيًا بخطر الميليشيات الموالية لإيران، وهناك حركات احتجاجية تطالب بإنهاء التدخل الإيراني.

الحكومة العراقية تحاول تحجيم دور الحشد الشعبي والحد من سيطرته على القرار السياسي.

التقارب العربي مع العراق، خصوصًا مع الخليج، يضعف قبضة إيران الاقتصادية والسياسية هناك.

✅ تحرير اليمن من النفوذ الإيراني

السعودية نجحت في عزل الحوثيين سياسيًا وتقليص مصادر تمويلهم.

هناك مفاوضات سياسية تهدف إلى إعادة اليمن إلى مسار الاستقرار بعيدًا عن الأجندة الإيرانية.

الضربات الجوية المستمرة أضعفت قدرات الحوثيين الصاروخية والطائرات المسيرة، مما جعلهم أقل فاعلية عسكريًا.

 

🔹 إلى أين يتجه المشهد الإقليمي؟

📌 الاتجاه نحو السلام والانفتاح الاقتصادي

الدول العربية تركز الآن على بناء اقتصاد قوي بدلًا من استنزاف مواردها في حروب عبثية.

إيران أصبحت معزولة سياسيًا.

الملف النووي الإيراني لم يعد يحظى بنفس الغطاء الدولي السابق، والغرب بدأ يدرك أن التفاوض مع إيران لا يؤدي إلى نتائج حقيقية.

📌 إيران تواجه مأزقًا استراتيجيًا

اقتصادها منهار بسبب العقوبات، والاحتجاجات الداخلية تتزايد.

ميليشياتها تواجه ضربات موجعة، ولم تعد قادرة على التوسع كما كانت.

🎯 الخلاصة

✅ هناك مواجهة حقيقية لمشروع إيران التوسعي، وهي تحقق نتائج ملموسة.

✅ تراجع نفوذ إيران في العراق، سوريا، لبنان، واليمن يُشكل ضربة قوية لأدواتها العسكرية والسياسية.

✅ الاتجاه الإقليمي يسير نحو إنهاء النفوذ الإيراني والتركيز على الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

✅ إيران أمام معضلة تاريخية: إما الانكفاء داخليًا، أو المجازفة بمواجهة عسكرية قد تسرّع من انهيار النظام.

 

هل ستقبل إيران بالتراجع والانكفاء داخليًا؟ أم أنها ستختار التصعيد في محاولة أخيرة للبقاء؟

السيناريوهات المحتملة :

النظام الإيراني يواجه ضغطًا غير مسبوق، ويجد نفسه أمام مفترق طرق حاسم:

إما التراجع والانكفاء داخليًا للحفاظ على ما تبقى من استقراره الداخلي.

أو التصعيد في محاولة للبقاء والتمدد، رغم المخاطر الكبيرة التي قد تترتب على ذلك.

لنحلل الخيارات المطروحة أمام النظام الإيراني وما قد يترتب على كل منها:

🔹 السيناريو الأول: التراجع والانكفاء داخليًا (احتمالية ضعيفة - 30%)

📌 لماذا قد تلجأ إيران للتراجع؟

✅ الأزمات الداخلية:

الاقتصاد الإيراني ينهار بفعل العقوبات، وتزداد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.

العملة الإيرانية تواصل السقوط، مما يزيد من السخط الشعبي ضد سياسات النظام.

✅ عزلة إقليمية متزايدة:

فقدان الحلفاء في المنطقة مثل العراق وسوريا ولبنان بعد تراجع تأثيرها هناك.

✅ الخوف من المواجهة العسكرية مع إسرائيل أو أمريكا:

إيران لا تستطيع تحمل مواجهة عسكرية مباشرة ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة، بسبب ضعف قدراتها الاقتصادية والعسكرية.

الضربات الإسرائيلية المتواصلة على الميليشيات الإيرانية أثبتت أن إيران غير قادرة على الرد بفعالية.

📌 ماذا يعني التراجع لإيران؟

محاولة تحسين العلاقات مع دول الخليج لتخفيف الضغوط الاقتصادية.

تقليل الإنفاق على الميليشيات الخارجية والتركيز على حماية الداخل الإيراني.

التفاوض مع الغرب بشأن العقوبات والملف النووي، لكن بشروط أقل طموحًا.

⚠️ لماذا هذا السيناريو ضعيف؟

التراجع يعني ضربة لمصداقية النظام الإيراني أمام أنصاره، وقد يؤدي إلى انشقاقات داخل النخبة الحاكمة.

الحرس الثوري لا يقبل بفكرة التراجع بسهولة، لأن وجوده قائم على سياسة التوسع والهيمنة.

🔹 السيناريو الثاني: التصعيد في محاولة أخيرة للبقاء (السيناريو الأرجح - 70%)

📌 لماذا قد تلجأ إيران للتصعيد؟

✅ عقيدة النظام قائمة على المواجهة:

إيران لا تملك خطة بديلة غير التوسع، والتراجع قد يؤدي إلى تفكك داخلي.

المرشد الإيراني والحرس الثوري يؤمنون بأن التراجع = انهيار النظام، كما حدث مع الاتحاد السوفيتي.

✅ تصعيد الأزمات الخارجية لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية:

في حال اشتدت الاحتجاجات داخل إيران، قد تشعل صراعات إقليمية لخلق حالة طوارئ داخلية تُبرر القمع.

محاولة تحريك الميليشيات التابعة لها (حزب الله، الحوثيين، الحشد الشعبي) ضد إسرائيل أو الخليج لإعادة خلط الأوراق.

✅ التصعيد العسكري التدريجي دون الدخول في حرب مباشرة:

📌 ماذا يعني التصعيد لإيران؟

محاولة إطالة عمر النظام من خلال إبراز قوته إقليمياً.

إجبار الغرب على تقديم تنازلات في الملف النووي أو تخفيف العقوبات.

منع مزيد من الدول العربية من التطبيع مع إسرائيل عبر تصعيد التوترات الأمنية.

⚠️ لماذا هذا السيناريو خطير؟

أي تصعيد غير محسوب قد يؤدي إلى رد عسكري عنيف من إسرائيل أو أمريكا، مما قد يُسرّع نهاية النظام.

التصعيد قد يستنزف الموارد الإيرانية أكثر، مما يسرّع الانهيار الاقتصادي.

قد يؤدي التصعيد إلى انشقاقات داخل النظام الإيراني نفسه بين المتشددين والبراغماتيين.

🎯 الخلاصة: إلى أين تتجه إيران؟

✅ التراجع والانكفاء الداخلي احتمال ضعيف، لأن النظام يرى في ذلك انتحارًا سياسيًا.

✅ التصعيد هو الخيار الأرجح، لكنه محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة.

✅ النظام الإيراني الآن في سباق مع الزمن، وكلما زادت الضغوط الداخلية والخارجية، زادت احتمالات انهياره.

 

هل ستوجه إسرائيل وأمريكا ضربة استباقية ضد إيران في حال التصعيد؟

الإجابة تعتمد على مدى خطورة التصعيد الإيراني ومدى تجاوزه للخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل وأمريكا. هناك سيناريوهان رئيسيان يمكن أن يحدثا:

🔹 السيناريو : ضربة استباقية كبرى من قبل إسرائيل وأمريكا (احتمالية متوسطة - 50%)

📌 متى قد يحدث هذا السيناريو؟

✅ إذا اقتربت إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو خط أحمر واضح لإسرائيل وأمريكا.

✅ إذا استمر إيران في استهداف الملاحة الدولية في الخليج أو باب المندب وتصعيد الهجمات على منشآت النفط.

✅ إذا بدأت إيران في شن هجمات مباشرة من أراضيها ضد إسرائيل أو دول الخليج، بدلاً من الاعتماد على وكلائها.

✅ إذا قررت إيران تسليح الحوثيين وحزب الله بصواريخ دقيقة بعيدة المدى.

📌 ما شكل الضربة الاستباقية؟

💥 إسرائيل قد تنفذ هجومًا جويًا وصاروخيًا على المنشآت النووية الإيرانية، كما فعلت مع العراق (1981) وسوريا (2007).

💥 أمريكا قد تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية، مثل الحرس الثوري وقواعد الصواريخ، دون الدخول في حرب شاملة.

💥 هجمات إلكترونية مكثفة على أنظمة إيران العسكرية والنووية، مثل عملية Stuxnet التي عطلت البرنامج النووي الإيراني سابقًا.

📌 نتائج هذا السيناريو:

✅ شل البرنامج النووي الإيراني وتأخير طموحاتها النووية لسنوات.

✅ إضعاف القدرات العسكرية الإيرانية بشكل كبير، خاصة قدراتها الصاروخية.

✅ ربما يؤدي إلى انتفاضة داخلية في إيران، مع ازدياد الضغط على النظام.

 

آخر الأحداث في الداخل الإيراني – حتى الآن.. هذا الخبر:

شهدت إيران، مع مطلع مارس 2025، تصاعدًا في العمليات المناهضة للنظام، حيث وقعت 15 عملية في طهران و11 عملية في مدن أخرى، شملت استهداف مراكز قوات الحرس الثوري الإيراني وإضرام النار فيها.

ووفقًا للمعارضة الإيرانية، فإن هذه العمليات، التي نُفذت يوم الأحد 2 مارس، جاءت كردٍّ من "شباب الانتفاضة" على موجة الإعدامات غير المسبوقة التي ينفذها النظام بقيادة علي خامنئي.

وكشفت المعارضة، في بيان تلقت "بث" نسخة منه، تفاصيل هذه العمليات، موضحةً أنها تضمنت إحراق أربعة مراكز تابعة لقوات الباسيج في طهران، وورامين، وأورمية، بالإضافة إلى استهداف "مركز إصدار أحكام الإعدام" في باوي بمحافظة خوزستان، وثكنات لقوى الأمن في كرمانشاه وكرمان، تحت مسمى "حوزه"، إلى جانب عمليات مماثلة في يزد وجرجان. كما تم استهداف لوحات الإعلانات والملصقات الحكومية التي تحمل صور المرشد السابق روح الله خميني، والمرشد الحالي علي خامنئي، والقيادي العسكري قاسم سليماني، في مشهد، وأردبيل، وآمل، وكرمان، وسيرجان.

 

تحليل الخبر:

 

تشير هذه العمليات إلى تصاعد واضح في الحراك المعارض داخل إيران، مع استخدام تكتيكات تعتمد على الضربات الرمزية والاستهداف المباشر لمراكز السلطة الأمنية والدعائية. ويعكس ذلك عدة دلالات مهمة:

تصاعد التوتر الداخلي:

استمرار الإعدامات بوتيرة متسارعة يعكس مدى قلق النظام من تزايد الغضب الشعبي. وردود الفعل العنيفة من قبل المعارضة تدل على أن هناك حالة من الاحتقان قد تجاوزت مراحل الاحتجاج التقليدية إلى نهج أكثر صدامية.

استهداف الرموز الأمنية والدعائية:

استهداف مراكز الباسيج وقوات الحرس يشير إلى إدراك المعارضة لدور هذه الأجهزة في قمع الاحتجاجات. كذلك، حرق صور خامنئي وسليماني يحمل رسالة واضحة تتعلق برفض الأيديولوجيا التي يروج لها النظام، لا سيما في ظل تزايد الاستياء من تدخلات إيران الإقليمية.

تحولات في أساليب المعارضة:

تشير العمليات إلى تحول تكتيكي من الاحتجاجات السلمية إلى تحركات أكثر جرأة، ربما مستوحاة من أساليب المقاومة غير النظامية، ما يعكس يأسًا متزايدًا من إمكانية تحقيق تغيير عبر الوسائل السياسية التقليدية.

انعكاسات إقليمية:

قد تؤدي هذه الاضطرابات إلى تعزيز الضغوط الدولية على النظام الإيراني، لا سيما في ظل العقوبات الغربية والتوترات المستمرة في المنطقة. كما أنها قد تؤثر على حسابات الدول التي تتعامل مع طهران، سواء من حيث التعاون الأمني أو النفوذ الإقليمي.

اختبار لقوة النظام:

رغم محاولات النظام فرض سيطرته الأمنية، فإن تكرار مثل هذه العمليات يشير إلى وجود ثغرات أمنية، وربما ضعف في السيطرة على الشارع، مما قد يهدد استقرار النظام إذا استمرت موجة التصعيد.

خلاصة:

إيران تمرّ بمنعطف خطير، حيث تتزايد مؤشرات الاحتجاجات المسلحة أو التخريبية، مما قد ينذر بمزيد من التصعيد خلال الأشهر المقبلة. يبقى السؤال الأهم: هل سيستطيع النظام احتواء هذه الموجة بالعنف التقليدي، أم أن هناك تصدعات داخلية قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد؟