ترامب يقلب الطاولة !

تقرير تحليلي أعده قسم الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:
ماحدث من مشادة بين الرئيس ترامب والرئيس الأوكراني..
هل ما حدث:
- بروباغندا لإشغال الرأي العام؟
- أم عرض بروباغندي مسرحي هزلي فقط؟
- أو بروباغندا جادة تتحول إلى كارثة، أو العكس قد تحدث إنفراجات؟
- أو هي بروباغندا ترامبية - عنوان لبداية عالم جديد يصنعه ترامب للتاريخ؟
- على أية حال .. ما شاهده العالم ، وتابعنا تبعاته ، يبدو أن ترامب يقلب الطاولة على زيلينسكي.. ويحدد : سلام أو انسحاب.
في الحدث ما يمكن أن يكون " صناعة ترامب لمستقبل جديد".
في 28 فبراير 2025، شهد البيت الأبيض مشادة كلامية حادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما أدى إلى إلغاء مؤتمر صحفي مشترك واتفاقية كانت مقررة بشأن المعادن.
تحليل لما حدث:
- هل هي بروباغندا لإشغال الرأي العام؟ من غير المحتمل أن تكون هذه المشادة مجرد بروباغندا لإشغال الرأي العام، نظرًا لتداعياتها الجدية على العلاقات الأمريكية-الأوكرانية وعلى الجهود الدبلوماسية لحل النزاع مع روسيا.
- أم عرض بروباغندي مسرحي هزلي فقط؟ بالرغم من أن الحادثة قد تبدو مسرحية بسبب طبيعة التبادل العلني، إلا أن المواقف والتصريحات الصادرة تشير إلى جدية الخلاف وتأثيره على السياسات الدولية.
- أو بروباغندا جادة تتحول إلى كارثة، أو العكس قد تحدث انفراجات؟ يمكن اعتبار ما حدث بروباغندا جادة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات أو فتح باب لمفاوضات جديدة. فقد أعرب زيلينسكي عن أمله في إنقاذ العلاقة مع الولايات المتحدة رغم الخلاف.
- أو هي بروباغندا ترامبية - عنوان لبداية عالم جديد يصنعه ترامب للتاريخ؟ قد يكون سلوك ترامب جزءًا من استراتيجيته لإعادة تشكيل النظام الدولي وعلاقات الولايات المتحدة، خاصة مع توجهه نحو تقليل الدعم لأوكرانيا والتركيز على المصالح الأمريكية المباشرة.
الخلاصة: المشادة بين ترامب وزيلينسكي تعكس تعقيدات السياسة الدولية الحالية وتباين المصالح بين الدول. سواء كانت بروباغندا أم لا، فإن تداعياتها قد تكون حاسمة في تحديد مسار العلاقات الدولية المستقبلية.
توتر العلاقات بين ترامب وزيلينسكي بعد مشادة في البيت الأبيض في الصحافة الأمريكية..
نختار صحيفة نيويورك بوست (NY Post).
وهذه ترجمة مقال في الصحيفة وتحليل شامل للموقف بين ترامب وزيلينسكي
ترجمة المقال:
ترامب ينتقد زيلينسكي بسبب تصريحه حول الحرب في أوكرانيا: "أسوأ تصريح يمكن أن يُقال"
بقلم ستيفن نيلسون وديانا غليبوفا | نُشر في 3 مارس 2025، الساعة 12:07 ظهرًا بالتوقيت الشرقي
واشنطن - هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الإثنين بسبب تصريحه بأن "نهاية الحرب في أوكرانيا لا تزال بعيدة جدًا"، مما عمّق الخلاف بين الزعيمين بعد مشادة كلامية حادة يوم الجمعة في المكتب البيضاوي.
وكتب ترامب على منصته Truth Social ردًا على تصريحات زيلينسكي المتأخرة يوم الأحد:
"هذا أسوأ تصريح يمكن أن يُقال من قبل زيلينسكي، وأمريكا لن تتحمل ذلك لفترة أطول!"
وأضاف ترامب:
"هذا ما كنت أقوله دائمًا، هذا الرجل لا يريد أن يكون هناك سلام طالما أنه يحصل على دعم أمريكا وأوروبا. في الاجتماع الذي عُقد مع زيلينسكي، صرّحت الدول الأوروبية بوضوح أنها لا تستطيع مواصلة دعم أوكرانيا بدون الولايات المتحدة - ربما ليس هذا هو أفضل تصريح يمكن الإدلاء به في إطار إظهار القوة ضد روسيا. بماذا كانوا يفكرون؟"
شهد اللقاء في المكتب البيضاوي يوم الجمعة تبادلًا ساخنًا بين ترامب وزيلينسكي، حيث كان من المقرر توقيع اتفاقية حقوق التعدين التي تمنح أمريكا حصة في المعادن النادرة الأوكرانية، لكن الاتفاق لم يُوقع، وغادر زيلينسكي مبكرًا بعد تصاعد التوترات.
حاول زيلينسكي تهدئة الموقف يوم الإثنين، مغردًا:
"السلام مطلوب في أقرب وقت ممكن"، مؤكدًا على أهمية الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
هذا الجدل الدبلوماسي يأتي في وقت يزداد فيه الشك حول استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، خاصة بعد الخلاف العلني بين زيلينسكي ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس.
ترامب لزيلينسكي في الاجتماع: "إما أن تتوصل إلى اتفاق، أو نحن سننسحب، وإذا انسحبنا، فستقاتل بنفسك. لن يكون الأمر جميلًا."
الخلفية والمزيد من التفاصيل:
بعد اللقاء، صرّح مايك والتز، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن سلوك زيلينسكي كان "إهانة"، مما جعل القادة الأمريكيين يقررون إنهاء الاجتماع دون نتيجة.
من جهته، كتب ترامب على Truth Social أن زيلينسكي "يمكنه العودة عندما يكون جاهزًا لتحقيق السلام."
الاتفاقية المُلغاة بشأن التعدين كانت ستتيح للولايات المتحدة فرصة الاستثمار في المعادن النادرة الأوكرانية، مما كان سيمنح واشنطن نفوذًا اقتصاديًا واستراتيجيًا في المنطقة، إضافةً إلى تعزيز الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
في سياق متصل، زار البيت الأبيض كلٌّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لمناقشة خطط نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا بعد انتهاء القتال، لضمان عدم تكرار العدوان الروسي.
التحليل:
1. هل هي بروباغندا لإشغال الرأي العام؟
يبدو أن المشادة بين ترامب وزيلينسكي تتجاوز مجرد حملة إعلامية لصرف انتباه الرأي العام الأمريكي. تصريحات ترامب تشير إلى تحوّل جذري في النهج الأمريكي تجاه أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى إعادة صياغة العلاقات بين الغرب وروسيا، وهذا يجعل القضية أكثر من مجرد دعاية عابرة.
2. هل هو عرض مسرحي هزلي بروباغندي؟
المشهد قد يبدو مسرحيًا نظرًا لطبيعة ترامب الصدامية، ولكن تبعاته ليست هزلية على الإطلاق. انهيار الاجتماع، وإلغاء صفقة المعادن، والجدل العلني كلها تؤكد أن الأمر جاد جدًا، خاصة مع التداعيات السياسية والاقتصادية المترتبة عليه.
3. هل هذه بروباغندا جادة قد تتحول إلى كارثة أو انفراجة؟
سيناريو الأزمة: إذا استمر الضغط الأمريكي وتصاعدت التوترات، فقد تجد أوكرانيا نفسها أمام خيار التفاوض المباشر مع روسيا لإنهاء الحرب، وهو ما قد يكون كارثة دبلوماسية لحلف الناتو، الذي دعم كييف طوال السنوات الماضية.
سيناريو الانفراج: في حال استجابت كييف للضغوط الأمريكية والأوروبية، فقد يؤدي ذلك إلى اتفاق سلام، لكن بشروط قد تكون مجحفة لأوكرانيا.
4. هل هي بروباغندا ترامبية ترسم ملامح عالم جديد؟
ترامب يتبنى نهجًا جديدًا يُعيد ترتيب أولويات أمريكا عالميًا.
تصريحاته حول ضرورة إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا تشير إلى تحولات جذرية في الاستراتيجية الأمريكية.
احتمال عودة أمريكا إلى سياسة "أمريكا أولًا" قد يُحدث تغييرًا في موازين القوى العالمية، ما قد يسمح لروسيا بتوسيع نفوذها.
الموقف قد يُعيد تشكيل العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، خاصة إذا قررت واشنطن تقليص تدخلها في القضايا الأوروبية.
الخاتمة:
ما حدث ليس مجرد موقف عابر أو دعاية إعلامية، بل هو جزء من إعادة ترتيب للسياسات الدولية.
قد يؤدي هذا الصدام إلى تغيير موازين القوى في أوروبا، ويؤشر إلى تحولات رئيسية في علاقة واشنطن بحلفائها.
إذا استمر ترامب في نهجه، فقد نشهد تقاربًا أمريكيًا-روسيًا على حساب أوكرانيا، مما سيجعل هذا الحدث نقطة تحول في مستقبل الأمن الأوروبي والدولي.