ما بعد الملاسنة .. أمريكا والعالم

news image

 

إعداد فريق الإعلام الاستراتيجي في وكالة بث الإعلامية.

 

في أعقاب المشادة الكلامية الحادة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يبرز تساؤل محوري حول تداعيات هذا الحدث غير المسبوق، وتأثيره على السياسات العالمية والتحالفات الدولية. وكالة بث الإعلامية، ومن خلال فريقها الإعلامي الاستراتيجي، قامت بفحص وتحليل مترتبات هذا التوتر، في محاولة لفهم أسبابه وتبعاته على المشهد السياسي الدولي.

أوروبا والحرب: هل تسعى فرنسا إلى توسيع الصراع؟

منذ بداية الأزمة الأوكرانية، أعلنت الدول الأوروبية دعمها لأوكرانيا، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه: هل تسعى هذه الدول، وعلى رأسها فرنسا، إلى تصعيد الحرب إلى مستوى عالمي؟

1. دعم محسوب لأوكرانيا ضمن حدود السيطرة

الدعم الأوروبي لأوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا هو جزء من استراتيجيات الضغط على روسيا، لكنه محدود ومدروس.

لم تتدخل أوروبا عسكريًا بشكل مباشر، مما يدل على إدراكها لخطر التصعيد إلى حرب عالمية ثالثة.

2. الخوف من فقدان السيطرة على التصعيد

لا ترغب أوروبا في خوض حرب مباشرة ضد روسيا، لكنها تدعم أوكرانيا لتحقيق توازن استراتيجي.

تدرك العواصم الأوروبية أن التصعيد العسكري غير المدروس قد يقودها إلى عواقب وخيمة لا يمكن التحكم بها.

3. العقوبات الاقتصادية كبديل عن المواجهة العسكرية

فرض العقوبات على روسيا يُعد السلاح الأساسي للضغط الأوروبي، بدلًا من الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة.

رغم التأثير المحدود للعقوبات على روسيا حتى الآن، إلا أن أوروبا تُفضّل هذا المسار على الدخول في صراع مفتوح.

4. دور فرنسا في الوساطة والتفاوض

فرنسا، بقيادة إيمانويل ماكرون، تحاول لعب دور الوسيط، وتسعى إلى إبقاء باب الحوار مفتوحًا مع موسكو.

تعتمد باريس على المفاوضات الدبلوماسية لتجنب التصعيد، لكنها في الوقت نفسه تدعم أوكرانيا عسكريًا.

هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟

رغم التصعيد المستمر، لا يبدو أن الدول الأوروبية تسعى بشكل فعلي إلى توسيع النزاع ليصل إلى مستوى حرب عالمية. الهدف الأساسي لهذه الدول هو إضعاف روسيا اقتصاديًا وعسكريًا، مع الحفاظ على هامش للعودة إلى طاولة المفاوضات.

الدول الأوروبية في ميزان التوازنات الدولية

تاريخيًا، تمر الحضارات بمراحل متكررة:

الزراعة → 2. الصناعة → 3. الركود → 4. النهضة الثقافية → 5. التوسع الاستعماري → 6. الانحسار.

حاليًا، تواجه أوروبا تحديات كبرى، مع صعود قوى عالمية مثل الصين والسعودية، وهو ما يجعلها أمام اختبار صعب للحفاظ على نفوذها.

الكرامة الأوروبية في مواجهة التحولات العالمية

في كثير من الأحيان، تتحرك أوروبا بدافع الكرامة السياسية أكثر من التفكير الاستراتيجي البارد.

هذا يشبه موقف المصارع الضعيف الذي يواجه خصمًا أقوى، فيتمسك بالكرامة حتى لو كان ذلك مهلكًا له.

التاريخ يثبت أن التمسك بالكرامة دون قراءة واقعية للمستقبل قد يكون سببًا في سقوط الحضارات، كما حدث مع الدولة العباسية سابقًا.

في المقابل، السعودية تقدم نموذجًا مغايرًا، حيث تعتمد على التنمية الاقتصادية، والاستثمار في التكنولوجيا والطاقة المتجددة، بعيدًا عن السياسات التقليدية الأوروبية.

هل الحضارة الإنسانية تتعلم من أخطائها؟

هناك رؤيتان:

الرؤية الخطية: الحضارات تتعلم من أخطائها وتتقدم.

الولايات المتحدة تجنبت الاستعمار التقليدي، ولجأت إلى الهيمنة الاقتصادية والسياسية.

الصين استفادت من أخطاء الاتحاد السوفيتي، فركزت على التنمية الاقتصادية بدلًا من سباق التسلح.

الرؤية الدورية: الحضارات تتكرر في دورات تصاعد وانحدار.

الإمبراطورية الرومانية انهارت، ثم عادت أوروبا كمركز للحضارة الحديثة.

الحضارة الإسلامية تراجعت، لكنها تشهد اليوم نهضة في الخليج العربي.

الصين كانت مركزًا للحضارة، ثم تراجعت أمام الغرب، لكنها الآن تعود بقوة.

ما بعد اللقاء المتوتر بين ترامب وزيلينسكي؟

ترامب اتهم زيلينسكي بالمقامرة بحرب عالمية ثالثة.

زيلينسكي طالب بضمانات أمنية أمريكية، مما اعتبره ترامب تحديًا صريحًا لموقف واشنطن.

اللقاء انتهى دون نتائج ملموسة، مما يعكس أن الغطرسة السياسية لم تكن خيارًا حكيمًا لأي طرف.

هل الغطرسة مضادة للحكمة والثقة؟

الغطرسة تؤدي إلى العزلة، بينما الحكمة تبني الجسور.

الغطرسة تُنتج قرارات متهورة، بينما الحكمة تضمن استراتيجيات مدروسة.

الغطرسة ضعف متنكّر في صورة قوة، بينما الثقة تأتي من القوة الداخلية.

السعودية وأمريكا: تحالف جديد مبني على التكافؤ

السعودية لم تعد مجرد "حليف نفطي"، بل أصبحت قوة اقتصادية وسياسية تمتلك رؤية عالمية واضحة. مع عودة ترامب إلى الحكم، يمكن لهذا التحالف أن يصل إلى مستوى غير مسبوق من التكامل.

كيف يمكن للسعودية التأثير على السياسة الأمريكية؟

أمريكا ستصبح أقوى من خلال الشراكة مع السعودية.

السعودية ستساعد في بناء تحالفات قائمة على التكامل وليس الاستغلال.

التأثير السعودي على الاقتصاد الأمريكي سيزداد من خلال الاستثمارات والتكنولوجيا والطاقة.

التحالف الجديد يمكن أن يُضعف نفوذ الدولة العميقة في واشنطن.

الخلاصة: من سيحمل الشعلة الحضارية القادمة؟

الدول الكبرى تتعلم من أخطاء الماضي، لكنها قد تعيد نفس الأخطاء بسبب الغطرسة والتوسع المفرط.

السعودية تقود نموذجًا جديدًا مبنيًا على التكافؤ، وليس التبعية.

العالم يتغير، ومن يظن أنه سيبقى في القمة دون تكيف، فهو مثل الثور الذي لا يرى البئر أمامه.

🔹 السؤال الأهم: هل أمريكا ستفهم هذه المعادلة الجديدة، أم ستبقى عالقة في عقلية القوة التقليدية؟

المزيد من تحليل لقاء ترامب وزيلينسكي: تصدع في العلاقة وشكوك حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا

📌 النقاط الرئيسية التي ظهرت بعد اللقاء:

 

توجيه ترامب انتقادات مباشرة لزيلينسكي، واتهامه بالمقامرة بحرب عالمية ثالثة.

عدم تقديم أوكرانيا أي تنازلات دبلوماسية ملموسة، مما جعل الاجتماع يفقد قيمته الاستراتيجية.

ردود فعل أمريكية واسعة النطاق، تتراوح بين انتقاد زيلينسكي واعتباره مسؤولًا عن فشل الاجتماع، وبين الإشارة إلى ضرورة إنهاء النزاع بدلاً من تأجيجه.

🔍 تحليل ردود الفعل الأمريكية:

1️⃣ موقف البيت الأبيض والمسؤولين الأمريكيين

✅ ستيفن ميلر: اعتبر أن ترامب وضع زيلينسكي في موقعه الطبيعي، أي كزعيم لدولة تحتاج إلى الدعم الأمريكي، وليس العكس.

✅ ماركو روبيو: انتقد زيلينسكي لإضاعة وقت الإدارة الأمريكية، وهو تصريح يعكس توجهًا متزايدًا نحو تقليص التركيز على أوكرانيا.

✅ تولسي غابارد: اعتبرت أن زيلينسكي يحاول منذ سنوات دفع أمريكا نحو مواجهة مباشرة مع روسيا، وهو اتهام خطير يعزز الشكوك حول استمرارية الدعم الأمريكي لكييف.

✅ فيكتوريا سبارتز: انتقدت زيلينسكي لمراهنته على الأوروبيين أكثر من التوازن في العلاقة مع واشنطن، مما قد يعقد موقف أوكرانيا دوليًا.

👉 الدلالة:

🔹 هناك تحوّل واضح في موقف المسؤولين الأمريكيين، الذين أصبحوا أكثر انتقادًا لزيلينسكي، مما يعكس إرهاقًا سياسيًا داخل واشنطن بشأن الحرب في أوكرانيا.

🔹 ترامب يتبنى نهجًا براغماتيًا أكثر صرامة، ويريد توجيه أوكرانيا نحو "الواقعية السياسية" بدلًا من تصعيد النزاع.

🔹 النخبة الأمريكية بدأت ترى في زيلينسكي شخصية إشكالية بدلاً من كونه رمزًا للصمود الأوكراني.

2️⃣ ردود الفعل الإعلامية: تشكيك في مصير الحرب ودعم أوكرانيا

✅ سي إن بي سي: وصفت اللقاء بأنه صدام غير عادي، وهو ما يعكس تحول الاجتماع من منصة للتفاهم إلى مواجهة سياسية علنية.

✅ واشنطن بوست: أشارت إلى أن التوتر قد يؤثر سلبًا على اتفاق السلام المحتمل مع روسيا.

✅ responsiblestatecraft: شددت على أن الحرب يجب أن تنتهي عاجلًا، مما يعكس تنامي الأصوات التي تدعو للحل الدبلوماسي.

✅ ذا سبيكتاتور: اعتبرت أن زيلينسكي ارتكب خطأ استراتيجيًا بالنزول إلى المواجهة المباشرة مع ترامب، وكان عليه التركيز على الدبلوماسية الهادئة.

✅ سمفور: كشفت أن زيلينسكي طالب بضمانات أمنية بدلًا من التفاوض على صفقة موارد، مما جعل المحادثات تنهار.

✅ نيويورك تايمز: وصفت نتائج الاجتماع بأنها كارثية وغير متوقعة بالنسبة لأوكرانيا.

✅ وول ستريت جورنال: أكدت أن اللقاء الذي كان يفترض أن يكون عرضًا للوحدة تحول إلى أزمة جديدة في العلاقة بين واشنطن وكييف.

👉 الدلالة:

🔹 الإعلام الأمريكي لم يدافع عن زيلينسكي كما كان يفعل سابقًا، بل بدأ في التشكيك بقدرته على إدارة الأزمة.

🔹 تزايد القناعة بأن الحرب الأوكرانية وصلت إلى مرحلة الجمود، وأن الحل السياسي قد يكون الخيار الوحيد.

🔹 زيلينسكي خسر دعم بعض وسائل الإعلام الكبرى، وهو مؤشر خطر على مستقبله السياسي.

🔍 الدلالات الأوسع: ماذا يعني ذلك لمستقبل أوكرانيا؟

🔴 1. نهاية "الصك المفتوح" للدعم الأمريكي

خلال السنوات الماضية، كانت أوكرانيا تحصل على دعم غير مشروط من واشنطن، لكن الآن الأمور تتغير.

أمريكا تحت إدارة ترامب لن تستمر في تقديم الدعم بلا حساب، بل ستفرض شروطًا سياسية واقتصادية واضحة.

🔴 2. احتمالات أكبر للتفاوض مع روسيا

إذا أصبح الدعم الأمريكي مشروطًا، فهذا يعني أن واشنطن قد تدفع كييف نحو طاولة المفاوضات بدلًا من تصعيد الحرب.

تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين والإعلاميين تشير إلى أن هناك رغبة في إنهاء النزاع بدلًا من الاستمرار في استنزاف الموارد.

🔴 3. ضعف موقف زيلينسكي داخليًا وخارجيًا

داخل أوكرانيا، قد يُنظر إلى زيلينسكي على أنه أضعف سياسيًا بعد فشله في تحقيق انفراج دبلوماسي مع ترامب.

على المستوى الدولي، بدأت بعض الدول الغربية ترى أن استمرار الحرب لم يعد يصب في مصلحتها، مما قد يؤدي إلى خفض الدعم تدريجيًا.

🔹 الخلاصة: ماذا بعد لقاء ترامب وزيلينسكي؟

✅ 1. تغير في السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا: لم يعد الدعم مفتوحًا، وأصبح أكثر مشروطية.

✅ 2. زيادة احتمالات الحل الدبلوماسي: قد يصبح خيار التفاوض مع روسيا أكثر جدية في المرحلة المقبلة.

✅ 3. زيلينسكي في موقف ضعيف: لم يحقق مكاسب دبلوماسية، بل خرج من الاجتماع بخسائر سياسية.

✅ 4. تغير في التغطية الإعلامية: وسائل الإعلام الأمريكية بدأت تتعامل مع الحرب الأوكرانية كأزمة يجب إنهاؤها، وليس كحرب لا بد من استمرارها.

🔹 السؤال الأكبر:

هل ستواصل أوكرانيا الرهان على المواجهة، أم أنها ستبدأ في تغيير استراتيجيتها بعد التحول في الموقف الأمريكي؟

🔍 الاحتمال الأول: استمرار أوكرانيا في الرهان على المواجهة

📌 لماذا قد تفعل ذلك؟

✅ الضغط الأوروبي: بعض الدول الأوروبية، مثل بولندا وبريطانيا، لا تزال تدعم استمرار الحرب، مما قد يدفع أوكرانيا للاستمرار في المواجهة.

✅ الخوف من التفاوض: زيلينسكي قد يخشى أن تؤدي أي مفاوضات مع روسيا إلى خسائر جغرافية ودبلوماسية كبيرة، مما قد يضعف موقفه داخليًا.

✅ العامل الداخلي: الرئيس الأوكراني يواجه ضغوطًا داخلية من القوميين والمتشددين الذين يرفضون أي تنازل لروسيا.

📌 لماذا قد يكون هذا خيارًا خاطئًا؟

❌ تقليل الدعم الأمريكي: مع تغير موقف واشنطن، فإن استمرار أوكرانيا في المواجهة دون غطاء أمريكي قوي قد يؤدي إلى استنزافها بسرعة.

❌ التداعيات الاقتصادية: الحرب تسببت في أزمة اقتصادية خانقة داخل أوكرانيا، واستمرارها دون أفق واضح للحل سيؤدي إلى مزيد من التدهور.

❌ محدودية القدرات العسكرية: روسيا لا تزال تمتلك تفوقًا عسكريًا واضحًا، واستمرار الحرب قد يعني المزيد من الخسائر لأوكرانيا.

🔍 الاحتمال الثاني: تغيير أوكرانيا استراتيجيتها نحو التفاوض

📌 لماذا قد تفعل ذلك؟

✅ تحولات السياسة الأمريكية: إذا شعرت أوكرانيا أن ترامب قد يعود إلى البيت الأبيض، فمن المنطقي أن تبدأ في تبني نهج أكثر توافقًا مع رؤيته، لتأمين الدعم المستقبلي.

✅ الضغوط الأوروبية: هناك دول أوروبية، مثل ألمانيا وفرنسا، بدأت تُلمّح إلى ضرورة إيجاد حل دبلوماسي، مما قد يدفع أوكرانيا نحو هذا الاتجاه.

✅ التعب الداخلي: الشعب الأوكراني يعاني من تداعيات الحرب، وهناك رغبة متزايدة في إنهاء النزاع لتخفيف الضغط الاقتصادي والاجتماعي.

📌 لماذا قد يكون هذا خيارًا أكثر حكمة؟

✅ الحفاظ على الدعم الغربي: التفاوض قد يمنح أوكرانيا فرصة للحفاظ على دعم واشنطن وأوروبا، ولكن بطريقة أكثر استدامة.

✅ إعادة بناء الدولة: وقف الحرب سيمكن أوكرانيا من التركيز على إعادة الإعمار وإنقاذ اقتصادها من الانهيار.

✅ تحقيق مكاسب دبلوماسية: من خلال التفاوض الذكي، يمكن لأوكرانيا السعي للحصول على ضمانات أمنية حقيقية من القوى الكبرى، بدلاً من استمرارها في نزاع مفتوح.

🔹 أي الخيارين هو الأكثر احتمالًا؟

🔴 في المدى القصير: من المرجح أن تحاول أوكرانيا التمسك بالمواجهة، لأن أي تنازل حالي قد يُنظر إليه على أنه ضعف سياسي.

🟢 في المدى المتوسط: قد تجد أوكرانيا نفسها مضطرة إلى التفاوض، خاصة إذا تراجع الدعم الأمريكي وزادت الضغوط الأوروبية لإنهاء الحرب.

🟠 السيناريو الأكثر ترجيحًا:

✔️ زيلينسكي قد يحاول المناورة سياسيًا للحفاظ على الدعم الغربي، لكنه قد يضطر لاحقًا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، خاصة إذا عاد ترامب إلى الحكم.

✔️ روسيا ستستمر في الضغط عسكريًا لفرض شروطها على أي اتفاق قادم.

✔️ أوروبا قد تلعب دور الوسيط لتجنب مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو.

🔹 الخلاصة: هل ستتغير استراتيجية أوكرانيا؟

✅ في النهاية، يبدو أن أوكرانيا ستضطر إلى تغيير استراتيجيتها، ولكن ليس على الفور.

✅ زيلينسكي سيحاول تأخير أي تنازلات، لكنه قد لا يجد خيارًا آخر إذا استمر التحول في موقف الولايات المتحدة.

✅ إذا عاد ترامب إلى الرئاسة، فسيكون التفاوض هو الخيار الوحيد تقريبًا أمام أوكرانيا.

🔹 السؤال القادم: إذا قبلت أوكرانيا التفاوض، فماذا ستكون شروط روسيا؟

إذا قبلت أوكرانيا التفاوض، فماذا ستكون شروط روسيا؟

إذا اضطرت أوكرانيا للدخول في مفاوضات مع روسيا، فإن موسكو ستضع شروطًا قاسية لضمان تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد، وتثبيت واقع جيوسياسي جديد. فيما يلي السيناريوهات الأكثر احتمالًا:

1️⃣ الاعتراف بالمناطق التي ضمتها روسيا

📌 الشرط الأساسي: أن تعترف أوكرانيا رسميًا بأن شبه جزيرة القرم، ودونيتسك، ولوغانسك، وزابوريجيا، وخيرسون جزء من روسيا.

📌 لماذا تطلبه روسيا؟

✅ لضمان سيادتها الكاملة على هذه المناطق وعدم التشكيك في ضمها مستقبلًا.

✅ لتثبيت مكاسبها العسكرية والسياسية ومنع أي تحركات أوكرانية لاستعادتها.

📌 هل ستقبل أوكرانيا؟

❌ صعب جدًا، لأن التخلي عن هذه المناطق يعني هزيمة سياسية ضخمة لزيلينسكي، وقد يؤدي إلى فقدانه للسلطة.

2️⃣ نزع السلاح الأوكراني جزئيًا

📌 الشرط: فرض قيود على حجم الجيش الأوكراني ونوعية الأسلحة التي يُسمح له بامتلاكها.

📌 لماذا تطلبه روسيا؟

✅ لمنع أوكرانيا من أن تصبح تهديدًا مستقبليًا.

✅ لضمان أن الجيش الأوكراني لن يكون قادرًا على شن أي هجوم على الأراضي الروسية.

📌 هل ستقبل أوكرانيا؟

🟡 ممكن في حال الحصول على ضمانات أمنية من أمريكا أو الناتو، لكن روسيا قد ترفض أي ضمانات غربية.

3️⃣ حياد أوكرانيا وعدم الانضمام للناتو

📌 الشرط: أن تتعهد أوكرانيا بعدم الانضمام إلى الناتو أو أي تحالف عسكري معادٍ لروسيا.

📌 لماذا تطلبه روسيا؟

✅ لتجنب وجود قوات وأسلحة غربية على حدودها.

✅ لمنع أوكرانيا من أن تصبح قاعدة عسكرية أمريكية مستقبلية.

📌 هل ستقبل أوكرانيا؟

🟢 قد تكون مضطرة للموافقة، لكن هذا يعتمد على تعويضات أو ضمانات أمنية من الغرب.

4️⃣ رفع العقوبات المفروضة على روسيا

📌 الشرط: أن تضغط أوكرانيا على حلفائها الأوروبيين والأمريكيين لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.

📌 لماذا تطلبه روسيا؟

✅ لأن العقوبات أثرت على الاقتصاد الروسي، رغم نجاح موسكو في تجاوز بعضها.

✅ لفتح المجال أمام الشركات الروسية للعمل بحرية في الأسواق العالمية.

📌 هل ستقبل أوكرانيا؟

❌ هذا الشرط خارج يد أوكرانيا، لأن العقوبات يفرضها الغرب وليس كييف.

5️⃣ تغيير الحكومة الأوكرانية أو تقليص نفوذ القوميين

📌 الشرط: أن يتم إبعاد التيارات القومية المتشددة من المشهد السياسي في أوكرانيا.

📌 لماذا تطلبه روسيا؟

✅ لأن هذه التيارات هي التي قادت العداء ضد موسكو منذ 2014.

✅ لضمان أن أوكرانيا ستتبع سياسات أكثر اعتدالًا تجاه روسيا.

📌 هل ستقبل أوكرانيا؟

🟡 صعب جدًا، لأن هذا قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية ويضعف السلطة الأوكرانية.

🔹 الخلاصة: أي من هذه الشروط يمكن أن تقبله أوكرانيا؟

✅ الأكثر احتمالًا للقبول:

الحياد وعدم الانضمام للناتو (مع ضمانات غربية).

قبول قيود جزئية على التسليح (إذا تم تعويض أوكرانيا عسكريًا بطرق أخرى).

❌ الأكثر رفضًا:

التنازل عن الأراضي الأوكرانية رسميًا.

رفع العقوبات عن روسيا.

تغيير النظام السياسي في أوكرانيا.

🎯 الخيار الواقعي:

إذا أرادت أوكرانيا الخروج من الأزمة بأقل خسائر، قد تضطر إلى تقديم تنازلات فيما يتعلق بالناتو والتسليح، لكن من غير المرجح أن توافق على خسارة الأراضي رسميًا.

 

🔹 السؤال التالي: إذا وافقت أوكرانيا على هذه الشروط، هل ستوافق أمريكا وأوروبا على هذا الاتفاق، أم ستعرقل أي تسوية مع روسيا

 

🔹 إذا وافقت أوكرانيا على شروط روسيا، هل ستقبل أمريكا وأوروبا هذا الاتفاق أم ستعرقله؟

إذا قررت أوكرانيا التفاوض وقبول بعض الشروط الروسية، فإن الموقف الأمريكي والأوروبي سيكون معقدًا للغاية، حيث ستتداخل المصالح السياسية، الاقتصادية، والاستراتيجية في تحديد القرار النهائي. لن يكون هناك إجماع واضح، بل سينقسم الموقف الغربي إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

🔵 السيناريو الأول: قبول الاتفاق ووقف الحرب

📌 لماذا قد توافق أمريكا وأوروبا على تسوية مع روسيا؟

✅ الإرهاق من الحرب:

أمريكا تدرك أن استمرار دعم أوكرانيا مكلف جدًا، خاصة بعد أكثر من 100 مليار دولار في المساعدات العسكرية والمالية.

أوروبا تواجه تداعيات اقتصادية خطيرة (أزمة طاقة، تضخم، تباطؤ النمو)، مما يجعلها أكثر ميلًا لإنهاء النزاع.

✅ أولوية مواجهة الصين:

واشنطن تفضل التركيز على احتواء الصين بدلًا من الاستمرار في استنزاف مواردها في الصراع مع روسيا.

استمرار الحرب في أوكرانيا يصرف الانتباه عن التوترات في المحيط الهادئ، حيث تزداد المواجهة مع بكين.

✅ حاجة أوروبا لاستقرار الطاقة:

ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا من أكثر الدول التي قد تدفع نحو السلام، لأن الحرب أضرت بشدة بأسواق الطاقة الأوروبية.

استئناف العلاقات التجارية مع روسيا (خاصة في مجال الطاقة) قد يكون عاملًا مشجعًا لإنهاء الحرب.

📌 ماذا يعني هذا؟

✔️ أمريكا وأوروبا قد تقبلان اتفاق سلام محدود، بشرط أن يحافظ على استقلال أوكرانيا وعدم جعلها دولة تابعة لروسيا.

✔️ قد يتم فرض تسوية وسطية تقضي بوقف إطلاق النار، مع تأجيل القضايا الكبرى (مثل الأراضي والناتو) لمفاوضات لاحقة.

🔴 السيناريو الثاني: عرقلة الاتفاق واستمرار الحرب

📌 لماذا قد تعارض أمريكا وأوروبا أي اتفاق سلام؟

❌ الضرر الكبير لصورة الغرب:

التراجع أمام روسيا قد يُنظر إليه على أنه هزيمة جيوسياسية، مما قد يُضعف النفوذ الأمريكي في العالم.

إذا خرج بوتين من الحرب منتصرًا، فسيكون ذلك سابقة خطيرة تشجع الصين وإيران على تحدي الغرب في مناطق أخرى.

❌ ضغط من بولندا وبريطانيا ودول البلطيق:

هذه الدول لا تريد أي تسوية مع روسيا، لأنها تعتبر بوتين تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

قد تستخدم حق النقض داخل الاتحاد الأوروبي لمنع أي اتفاق سلام يمنح روسيا مكاسب.

❌ خسائر الصناعات العسكرية الغربية:

الحرب الأوكرانية أنعشت شركات السلاح الأمريكية والأوروبية (مثل "لوكهيد مارتن" و"رايثيون").

وقف الحرب يعني انخفاض الطلب على الأسلحة، مما يُضر بالمجمع الصناعي العسكري.

📌 ماذا يعني هذا؟

✔️ قد تحاول أمريكا وأوروبا إطالة أمد الصراع عبر تقديم مساعدات عسكرية إضافية، ولكن بشكل محدود يمنع أوكرانيا من الانهيار دون السماح لها بالانتصار.

✔️ استمرار الحرب بشكل غير مباشر قد يكون استراتيجية للضغط على روسيا، لكن دون الدخول في مواجهة مباشرة.

🟠 السيناريو الثالث: الحل الوسط (إدارة الصراع بدلًا من إنهائه)

📌 لماذا قد يفضل الغرب هذا الخيار؟

🔹 التفاوض مع إبقاء الضغط:

يتم التفاوض على وقف إطلاق نار جزئي، مع إبقاء العقوبات على روسيا لضمان استمرار الضغط الاقتصادي.

إبقاء بعض القوات الأمريكية وقوات الناتو في أوروبا الشرقية لحماية أوكرانيا ومنع أي تمدد روسي مستقبلي.

🔹 التعامل مع روسيا بحذر:

 

قد يتم تقديم امتيازات صغيرة لروسيا (مثل الحياد الأوكراني)، ولكن دون الاعتراف بضمها للمناطق المحتلة.

استغلال العقوبات كأداة تفاوضية، بحيث يتم رفعها تدريجيًا مقابل التزام روسيا بشروط معينة.

📌 ماذا يعني هذا؟

✔️ الحرب قد لا تنتهي رسميًا، ولكن يتم إدارتها بطريقة تمنع التصعيد، مع فتح قنوات خلفية للحوار.

✔️ هذا السيناريو شبيه بما حدث في الحرب الكورية (1950-1953)، حيث تم توقيع هدنة ولكن لم يحدث سلام دائم.

🔹 الخلاصة: ماذا سيحدث؟

🔴 على المدى القريب:

أمريكا وأوروبا لن تدعما اتفاقًا يعطي روسيا انتصارًا كاملًا.

لكن الضغوط الاقتصادية والسياسية قد تدفع الغرب نحو البحث عن تسوية تدريجية، بدلاً من استمرار الحرب المفتوحة.

🟠 على المدى المتوسط:

قد نشهد وقف إطلاق نار مؤقت مع استمرار الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية على روسيا.

قد يتم إجبار أوكرانيا على قبول شروط محدودة، مثل الحياد وعدم الانضمام للناتو.

🟢 على المدى البعيد:

إذا استمر ترامب أو أي إدارة جمهورية في الحكم، فقد تتغير الحسابات، لأن الجمهوريين أكثر ميلًا لإنهاء الحرب بأسرع وقت.

في النهاية، العالم يتجه نحو مرحلة جديدة من الصراعات الباردة، حيث سيتم استبدال الحروب التقليدية بالمنافسة الاقتصادية والتكنولوجية.

🔹 السؤال القادم:

إذا تم التوصل إلى اتفاق، هل يمكن أن تندلع حرب أخرى في المستقبل بين روسيا وأوروبا؟

إذا تم التوصل إلى اتفاق، هل يمكن أن تندلع حرب أخرى بين روسيا وأوروبا في المستقبل؟

حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، فهذا لا يعني أن الصراع قد انتهى بالكامل. بل قد يكون مجرد هدنة مؤقتة قبل جولة جديدة من المواجهات بين روسيا وأوروبا. السيناريوهات المستقبلية تعتمد على عدة عوامل رئيسية:

🔵 السيناريو الأول: استقرار طويل الأمد وغياب الحرب

📌 متى يمكن أن يتحقق هذا السيناريو؟

✅ إذا حصلت أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية من الغرب (لكن بدون الانضمام للناتو).

✅ إذا حسَّنت أوروبا وروسيا علاقاتهما الاقتصادية وتم تقليل التوترات العسكرية.

✅ إذا تغيّر النظام السياسي في روسيا بعد بوتين، واتجهت القيادة الجديدة إلى سياسة أكثر انفتاحًا تجاه الغرب.

📌 لماذا قد يكون هذا السيناريو صعب التحقيق؟

❌ لأن الثقة بين روسيا وأوروبا محطمة، والتاريخ يُظهر أن أي هدنة قد تكون مؤقتة فقط.

❌ أوروبا قد تحتفظ بالعقوبات الاقتصادية على روسيا، مما يبقي التوتر قائمًا.

❌ هناك دول مثل بولندا، دول البلطيق، وبريطانيا التي لا تثق أبدًا في نوايا روسيا، وقد تستمر في الضغط لعزل موسكو.

🔹 النتيجة المحتملة:

🟡 استقرار مؤقت لمدة 5-10 سنوات، ولكن مع استمرار العداء السياسي والاقتصادي بين الطرفين.

🔴 السيناريو الثاني: اندلاع حرب جديدة خلال سنوات

📌 ما الذي قد يشعل صراعًا جديدًا؟

❌ عدم الاعتراف الدولي بضم روسيا للأراضي الأوكرانية، مما قد يؤدي إلى محاولات أوكرانية لاستعادتها مستقبلاً.

❌ سباق تسلح بين روسيا وأوروبا، خاصة إذا تم تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة بعد الحرب.

❌ ضغوط داخلية في روسيا قد تدفع القيادة الروسية إلى تصعيد جديد لكسب شرعية داخلية.

❌ توتر في مناطق أخرى مثل دول البلطيق (إستونيا، لاتفيا، ليتوانيا) أو مولدوفا، حيث قد ترى روسيا أن لديها فرصة لتوسيع نفوذها.

📌 كيف قد تبدأ الحرب الجديدة؟

1️⃣ إذا دعمت أوروبا عمليات أوكرانية لاستعادة أراضيها، فقد تتدخل روسيا عسكريًا مجددًا.

2️⃣ إذا وسّع الناتو وجوده العسكري في شرق أوروبا، فقد تعتبر موسكو ذلك تهديدًا يستوجب الرد.

3️⃣ إذا حدث انقلاب سياسي في أوكرانيا وأتى رئيس أكثر عداءً لروسيا، فقد تعود المواجهات مجددًا.

🔹 النتيجة المحتملة:

🔴 حرب جديدة خلال 5-15 عامًا، لكنها قد تكون محدودة وليست شاملة.

🟠 السيناريو الثالث: الحرب الباردة 2.0 (مواجهة غير مباشرة)

📌 ما الذي قد يؤدي إلى هذا السيناريو؟

✅ إذا لم تحدث حرب عسكرية مباشرة، لكن التوترات استمرت من خلال حروب اقتصادية، تكنولوجية، وسيبرانية.

✅ إذا تحولت المنافسة بين روسيا وأوروبا إلى سباق تسلح وتنافس استراتيجي بدلًا من حرب تقليدية.

✅ إذا استمرت العقوبات الاقتصادية والعزل الدبلوماسي لموسكو، مما يدفعها إلى تعزيز تحالفاتها مع الصين وإيران.

📌 كيف ستبدو هذه الحرب الباردة؟

1️⃣ سباق تسلح شرس بين روسيا وحلف الناتو، مع زيادة القوات على الحدود الشرقية لأوروبا.

2️⃣ حروب اقتصادية، حيث تستمر أوروبا في قطع العلاقات مع روسيا، بينما تحاول موسكو الالتفاف على العقوبات.

3️⃣ صراع استخباراتي وهجمات سيبرانية بين أجهزة المخابرات الروسية والغربية.

🔹 النتيجة المحتملة:

🟠 عدم اندلاع حرب مباشرة، لكن الصراع سيستمر في أشكال غير عسكرية (حروب تكنولوجية، اقتصادية، استخباراتية).

🔹 الخلاصة: هل ستحدث حرب جديدة بين روسيا وأوروبا؟

✅ على المدى القريب (1-5 سنوات):

من غير المحتمل أن تحدث حرب جديدة، لكن التوترات ستبقى عالية.

أوروبا وروسيا قد تتجنبان مواجهة مباشرة، لكن سباق التسلح قد يتزايد.

✅ على المدى المتوسط (5-15 سنة):

إذا لم تحدث إصلاحات سياسية في روسيا، أو استمرت العقوبات، فقد نشهد تصعيدًا جديدًا.

أي محاولة لاستعادة أوكرانيا للأراضي التي ضمتها روسيا قد تؤدي إلى حرب أخرى.

✅ على المدى البعيد (15-30 سنة):

إما أن يحدث تحول سياسي في روسيا يخفف التوترات، أو أن الحرب الباردة الجديدة قد تتطور إلى نزاع عسكري أوسع.

🔹 السؤال الأكبر:

إذا اندلعت حرب جديدة، هل ستكون تقليدية أم نووية؟