الوجه الآخر للتقسيط: أعباء خفيّة وتأثيرات سلبية

news image


 


تقرير- هناء خليوي - بث:

أصبح الشراء بالتقسيط وسيلة شائعة بين الأفراد لتلبية احتياجاتهم اليومية، فمن خلال هذه الطريقة يُمكن للمُستهلك اقتناء ما يرغب به من أجهزة إلكترونية أو أثاث أو سيارات وغيرها. حيث يُتيح لهم التقسيط الحصول على هذه المُنتجات والخدمات التي يرغبون بها دون الحاجة لدفع المبلغ الكامل مُقدماً. ورغم أنَّ هذه الطريقة تبدو مُغرية لتخفيف الأعباء المالية بتقسيمها على دفعاتٍ شهرية، فإن لهذا النوع من الشراء مجموعة من الأضرار التي يجب على المُستهلك أن يكون واعياً ومُدركاً لها، ويُفكّر جيداً قبل اتخاذ قرار الشراء بالتقسيط.


- أضرار الشراء بالتقسيط:

زيادة التكلفة الإجمالية:
من أبرز السلبيات، ارتفاع التكلفة الإجمالية للمُنتج، حيث تُضاف فوائد إلى السعر الأصلي، مما يجعل المبلغ المدفوع في النهاية أكثر. وقد لا يبدو هذا العبء المالي واضحاً عند الشراء، لكنه يظهر تدريجيّاً مع مرورِ الوقت.

الوقوع في فخ الديون:
التقسيط يُحفّز الأفراد على اقتناء مُنتجاتٍ تتجاوز حدود إمكانياتهم المالية. وعند شراء عدّة مُنتجات في نفس الوقت، قد يُواجه الشخص صعوبة في سداد الأقساط الشهرية المُتزايدة، مما يؤدّي إلى تراكم الديون وزيادة خطر الوقوع في أزماتٍ مالية.

 

الضغط النفسي:
الالتزام بسدادِ الأقساط الشهرية قد يسبّب ضغطاً نفسياً كبيراً، خاصةً في حال التعرّض لظروفٍ طارئة كفقدان الوظيفة أو ارتفاع النفقات غير المُتوقعة. هذا العبء المُتواصل قد ينعكس سلباً على حياةِ الأفراد وصحتهم النفسية.

التأثير على الاقتصاد المحلي:
عندما يتحوّل الشراء بالتقسيط إلى عادةٍ شائعة في المجتمع، قد ينتج عن ذلك ارتفاع في الاستهلاك المُفرط على حساب الادّخار. هذا النمط السلوكي يمكن أن يُلقي بظلاله السلبية على الاقتصاد المحلّي، حيث يزيد من الاعتماد على القروض الاستهلاكية ويحد من الاستثمارات طويلة الأجل.


استراتيجيات لتجنّب أضرار التقسيط:

الادّخار:
يُساعد ادّخار المبالغ بشكلٍ تدريجي في شراء المُنتجات دون الحاجة إلى التقسيط، مما يسهم في تجنب الفوائد الإضافية المترتّبة على ذلك.

البحث عن البدائل:
قبل اللجوء إلى خيار التقسيط، يُستحسن استكشاف البدائل المُتاحة، مثل الادّخار أو الاستفادة من العروض والتخفيضات المتوفرة.

معرفة الأولويات:
تحديد ما إذا كانت السلعة أو الخدمة ضرورية أم كمالية يُساعد في تجنّب العبء المالي المُرتبط بالتقسيط.

وضع خطة مالية:
تُساعد هذه الخطة في تحديد الأولويات والتأكّد من أنَّ الأقساط تتماشى مع الدخل الشهري دون التأثير على النفقات الأساسية. ويمكن الاستعانة بأدوات التخطيط مثل الجداول المالية أو التطبيقات لتحقيق ذلك.

تحديد سقف للإنفاق:
سيُساهم إعداد ميزانية مُحدّدة تتضمّن النفقات الأساسية والمُتوقعة في معرفة الوضع المالي مُسبقاً، مما يُتيح تحديد المبلغ المُناسب للإنفاق دون الحاجة إلى التقسيط.


ختاماً، يُعتبر التقسيط أداة مالية قد تكون مُفيدة في بعض الحالات، ولكنه يحمل أيضاً مخاطر تتطلّب الوعي قبل اتخاذ قرار اللجوء إليه. فالإغراء بالشراء الفوري مُقابل الدفع الآجل قد يدفع البعض إلى الإفراط في الإنفاق، مما يؤثّر سلباً على الاستقرار المالي للفرد والأسرة. لذا، من الضروري توخّي الحذر والابتعاد عن إغراءات التقسيط إلا عند الضرورة القصوى، مع اعتماد تخطيط مالي مدروس. ويُعد الابتعاد عن التقسيط حيثما أمكن خطوة أساسيّة نحو تحقيق الاستقرار المالي وتجنّب الوقوع في دوامة الديون المستمرة.