منطقة الراحة وعرقلة النجاح.. كيف نتخطّاها؟

news image


 

هناء خليوي - بث:

هل شعرت يومًا برغبة مُلحّة في البقاء على وضعك الحالي دون المخاطرة أو محاولة تجربة شيء جديد؟
قد يكون السبب وراء ذلك هو إدمان منطقة الراحة.

في عالم سريع التغيير والتطور، يجد الكثيرون أنفسهم عالقين في منطقة الراحة. وهذه الحالة تعني ميل الفرد للبقاء في إطار من السلوكيات والعادات التي تجعله يشعر بالأمان والاستقرار، دون مواجهة التحديات أو المخاطرات. تلك المنطقة توفّر شعورًا زائفًا بالأمان والاستقرار. وعلى الرغم من أنها تبدو ملاذًا مُريحًا بعيدًا عن تحديات الحياة ومخاطرها، إلا أن الاستمرار في الاعتماد عليها يمكن أن يترتّب عليه آثار سلبية عديدة على النمو الشخصي والمهني، لأنها تؤدّي إلى ركود فكري وعاطفي، مما يحد من إمكانيات الفرد لتحقيق أحلامه وتطوير مهاراته.

- ما أسباب إدمان منطقة الراحة؟

• التجارب السابقة:
غالبًا ما تُصبح تجاربك السابقة قفصًا يحبسك في الماضي، فتتصوّر أن المستقبل سيكون مجرد تكرار لها. هذا الاعتقاد يمنعك من استكشاف آفاق جديدة مليئة بالفرص. بدلاً من أن تجعلها عائقًا، يجب أن تكون دروسًا قيّمة تتعلم وتستفيد منها.

• الراحة النفسية:
قد يبدو البقاء في منطقة الراحة هو الملاذ الأمثل، لكن هذه الراحة ليست سوى سرابٍ زائف.
التحديات والصعاب هي التي تُشكّلنا وتُطوّرنا.

• الخوف من المجهول:
كثرة التوتر والخوف من المستقبل قد تجعلك لا تُقدِم على أي خطوة جديدة. لكن في الحقيقة، الخوف من المجهول هو سجن عقلي يحبسُك في مكانٍ واحد، فهو يُعيقك عن اتخاذ خطوات جريئة نحو التغيير. يجب أن تتذكر أن التغيير هو جزء لا يتجزّأ من الحياة.

• الخوف من الفشل:
قد تعتقد أن عدم خوض التجارب الجديدة سيُبعِدك عن الفشل، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ. الفشل هو جزء طبيعي من عملية التعلم.
البقاء في منطقة الراحة هو في حد ذاته نوع من الفشل؛ لأنه يحول دون تحقيق أهدافك وطموحاتك.

- وما أثر الجلوس مطولًا في هذه المنطقة؟

• ضياع الفرص:
البقاء في منطقة الراحة يترتب عليه تفويت العديد من الفرص.
تذكّر، الفرص الرائعة لا تنتظر طويلًا، وأحلامك لن يُحققها أحدٌ سواك.

• الركود الشخصي:
غياب التحديات يُعيق عملية التطوير الذاتي، حيث تتوقف عن اكتساب مهارات جديدة ومعارف تُفيدك في حياتك.

• الشعور بالضغط:
ستعتاد على التأجيل والتسويف حتى تُصبح أبسط الأعمال تتطلب منك جهدًا مضاعفًا، مما يزيد من شعورك بالضغط.

• المشاكل النفسية:
البقاء دون عمل أو تحديات، والشعور بالإحباط نتيجة تفويت الفرص وعدم تحقيق الأهداف، يؤدي إلى ظهور مشاكل نفسية.

- إذن، كيف أخرج من منطقة الراحة؟

• التخطيط:
ابدأ بالتخطيط تدريجيًا. يُساعدك التخطيط التدريجي على تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام أصغر وأكثر قابلية للتحقيق، مما يُسهّل عملية التنفيذ ويُقلّل من الشعور بالضغط.

• المحاولات الصغيرة:
ابحث عن فرص وتحديات بسيطة تعمل كخطوة أولى لتأهيل نفسك للتحديات الأكبر.

• تحدي الذات:
ضع نفسك في مواقف متنوعة، سواء كانت سهلة أو صعبة، فكل تجربة ستُضيف إلى خبراتك وتُساعدك على النمو والتطور.

• التفكير الإيجابي:
حاول أن تنظر إلى المواقف كدروس قيّمة تُساعدك على التعلم. كل تجربة، سواء كانت ناجحة أو لا، تحمل في طياتها حكمة يمكن أن تُوجهك نحو خطوات أفضل في المستقبل.

منطقة الراحة ليست سوى محطة مؤقتة في رحلتك، وليست الوجهة النهائية. الحياة مليئة بالفرص والتجارب التي تحتاج إلى الشجاعة للخروج واستكشافها. ابدأ اليوم بخطوات صغيرة، وستلاحظ كيف يمكن لتغيير بسيط أن يصنع فارقًا كبيرًا في حياتك. اجعل خطواتك نحو المجهول مصدر قوة، واستثمر في نفسك لتكتشف إمكانيات جديدة قد لا تخطر ببالك. الحياة تزدهر بالتجربة والتعلم، فلا تخشَ الخروج عن المألوف، لأن أعظم النجاحات تبدأ من قرار صغير بالمضي قدمًا.

تذكّر دائمًا أن النمو يبدأ حيث تنتهي منطقة الراحة.