المستقبل
كتب - عبدالله العميره
هل تفضل أن تكون مبدعاً مبتكراً في زمانك؛ تساهم في تطوير المحيط بك، من الزملاء والزميلات، والمجتمع، دون أن تفكر ماذا بعد 50 عاماً ؟
ربما سيقول أحد: "عيّشني اليوم، وبكره له ناسه".
هذا كلام كبير؛ له معانيه، وفيه مؤشر كبير على درجة الإبداع والتطلعات، كما يعني الاهتمام بالمصلحة الخاصة الوقتية فقط.
لا يتحدث، ولا يحدث نفسه بذلك القول إلا الكادحون، الباحثون عن لقمة العيش اليوم، دون التفكير في كيفية ستكون الحال في يوم الغد.
أما الرؤساء، والمديرون، والقادة الفعليون، ممن يستحقون مناصبهم ومواقعهم القيادية؛ فإن تفكيرهم أبعد بكثير، لتحقيق المصالح العامة وأيضاً الخاصة، بهمة ونشاط مميز، وذكاء بصيرة.
منهم من يخطط لجيل (32 عام) أو لجيلين، أو ثلاثة… وأبعد من ذلك.
والمقتدر ذهنياً من الرؤساء، هو من يستطيع أن يتعامل مع يومه وعامه أو أعوامه المقدرة له على كرسيه، ويترك استراتيجية تُنفذ، وفيها إمكانية الابتكار والتطوير.
هناك من يفكر في يومه، يعمل؛ ليقال إنه يعمل.
ومنهم من لا يعمل، بل يخطط لكيفية البقاء، دون إنتاج..هؤلاء التقليديون، راكدون، لا إنتاج، وأخطاء بالجملة، وعندما يشعرون بأن العين عليهم، ويقتربون من الإبعاد، يبدأون في تنفيذ خطة عاجلة صاخبة، حتى يتم نسيان الأخطاء، ثم العودة إلى الهدوء!
وهناك من يعمل ويتقاضى أضعاف نتاج العمل المفيد.. وغالباً هو عمل وقتي لامع، من شخص ألمعي في زمن محدود.
ولأن معظم المجتمعات، أعني النسبة الكبرى من أي مجتمع، بخاصة في المجتمع العربي، لا يفكرون في كيف سيكون يوم الغد. المهم يعيشون اليوم، ويتفاعلون مع كل جديد في حينه.. وانتهى.
لذلك في بعض الدول العربية غير المستقرة؛ وغير الآمن المستقبل فيها؛ لا تقدم الحكومات فيها ما يغني شعوبها لأعوام طويلة، فتركيبة ذلك المجتمع خلقت حكوماتهم مسؤولين مرتابين، خائفين - باستمرار - على مستقبلهم، كما خلقت مجتمعاً كسولاً متقوقعاً على ذاته، ولا يملأ عينه شيء، وهذا جعلهم في فاقة دائمة، أو الشعور بالفاقة، كما أن لهم شعوراً قوياً بجلب المال بأي وسيلة.
في ذلك المجتمع شديد الفاقة، شديد التذمر؛ لو فتحت الحكومات خزائنها ( لايوجد دولة خزينتها فقيرة)، وبعثرتها بدون حساب على الناس، فإن فرحة الناس لا تدوم، ويبقون في انتظار المزيد. كما أن الارتياب لا يزول.
"من هنا قد يحدث تشتت في عقلية المخططين إن وُجدوا."
ما هو الحل؟!
العلاج، في وجود استراتيجيات واضحة أمام المسؤولين، والشعب، لينعموا بالأمان الحضري: الاقتصادي، والاجتماعي، والبيئي (تحقيق السلامة البيئية من أجل دعم الحياة).
الصحيح؛ هو التعامل مع المجتمع بعقلانية.
(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا).
الوسط؛ هو التفكير في المستقبل، والتوقع بما سيحدث.. الاستعداد الجيد للمستقبل المنظور، والمستقبل البعيد.
بناء الخطط، والتنفيذ بمهارة.
نقطة قبل الختام
"اللهم ارزقني وارزق مني.. وساعدني على أداء مهامي، واجعلني مفيداً مستفيداً".
هكذا أحاول أن أكون في إدارتي لوكالة بث.
خاتمة
يرى ألان كاي، أستاذ ومصمم في مجال علوم الحاسب الآلي، في مقولته الشهيرة أنّ "أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي صنع ذلك المستقبل".