رالي داكار السعودية.. حكايات مليئة بالتحديات

news image

 

وكالة بث:

منذ انطلاق منافسات رالي داكار على أراضي المملكة العربية السعودية عام 2020م، وهي تشهدُ في كل نسخةٍ، إثارةً متجددة، وحكاياتٍ متفرّدة؛ وضعت المنافسة في مستوياتٍ عالية، نظير تعدّد التضاريس، واختلاف المناطق الجغرافية؛ ما منحَ الحدث نديةً أكبر، وصورةً مستمرةً مع التحديات.

النسخةُ الحالية من الرالي تعدّ السادسة في المملكة، ولكنها تبدو مختلفةً بتفاصيلها، بدايةً بعدم مشاركة الأسطورة الفرنسية ستيفان بيتر هانسيل؛ بطل رالي داكار السعودية عام 2021م، وصاحب 14 لقباً في منافسات داكار، إذ يغيب بيتر هانسيل للمرة الأولى منذ عام 1994م، إضافةً إلى تسجيل عددٍ من حالات الانسحاب لسائقين عالميين، يتقدمهم الإسباني كارلوس ساينز سائق فريق "فورد موتور سبورت"؛ بطل رالي داكار 4 مرات، منها مرتان في السعودية، والذي قرّر الانسحاب في المرحلة الثالثة، ومن خلفه الفرنسي سيباستيان لوب سائق فريق "داسيا ساندرايدرز"، والذي غادر المنافسة في المرحلة الرابعة؛ نظراً لتعرّض مركبتيهما لأضرارٍ بالغة؛ أدّت إلى خروجهما من المنافسة، والحفاظ على سلامتهما، إلا أن هذه الأمور ستزيد وتيرة عمل المتسابقين؛ لتسجيل أسمائهم أبطالاً جدداً في منافسات الرالي العالمي.

القطري ناصر العطية سائق فريق "داسيا ساندرايدرز" يملكُ فرصةً ذهبيةً للانفراد مرةً أخرى بلقب رالي داكار في السعودية، لاسيما بعد انسحاب الإسباني كارلوس ساينز بطل نسختي 2020 و2024م، إذ يحتل "العطية" المركز الرابع في الترتيب العام، ويتساوى مع الإسباني كارلوس ساينز بواقع لقبين لكلٍ منهما على أرض المملكة، إلا أنه يتفوق في عدد الألقاب العامة في الرالي، بواقع 5 ألقاب، مقابل 4 ألقابٍ للإسباني ساينز.

السعودي يزيد الراجحي سائق فريق "أوفر درايف"، والذي يقدّم حتى الآن نتائج مميزة، جعلته يحتل المرتبة الثانية في الترتيب العام؛ يملكُ أيضاً فرصةً قويةً لاعتلاء منصة داكار مرة أخرى بعد أن حقق المركز الثالث في نسخة عام 2022 كأول متسابق سعودي يصعد منصة داكار على مر التاريخ.

السابع عشر من يناير 2025م، سيكونُ موعد إسدال الستار على الأبطال، فهل سنشهد كتابة أبطالٍ جدد في رالي داكار السعودية؟.

 


مخيم المبيت "البيفواك".. مدينة وسط الصحراء


لم يكن رالي داكار منذ انطلاقه قبل 4 عقود ميداناً سهلاً للتنافس، بل كان رحلةً من الإثارة والندية والتركيز، وفضاءً يؤكد شراسة المواقف، وحدة المشاركين، ورغبتهم الدائمة في اعتلاء المنصةِ الأصعب في رياضة المحركات، ولكن الناظر في الرالي، يتبادرُ إليه عدد من الأسئلة، مفادها.. ما هي نقطة التجمّع التي تتسعُ لكل المشاركين؟

مخيم المبيت "البيفواك" يعد مركزاً رئيساً لرالي داكار، إذ يتسع لـ(3500) شخص، متضمناً بذلك العمليات التنظيمية؛ من متسابقين، وفرق، ومنظمين، وبعض ممثلي وسائل الإعلام والضيوف، كما يضم أيضًا الشركاء الذين يقدمون الخدمات الأساسية، وبعض الضيوف.

يحتوي مخيم المبيت "البيفواك" على 8 مناطق؛ بدءاً بمخيم الانطلاق ومخيم الوصول اللذين يقعان في بيشة وشبيطة، وتبلغ مساحة كل منهما 27 هكتارًا، كما يبلغ عدد المخيمات العادية، ستة مخيمات، تتواجد بين خط النهاية، ونقطة الانطلاق الخاصة بكل مرحلة، ويغطي كل واحد منها مساحة 25 هكتارًا، حيث يتطلبُ إعداد المخيم الواحد حوالي 10 أيام.

يحتضن "البيفواك" 958 مركبة، بما في ذلك 435 مركبة سباق و523 مركبة دعم، وما يقارب 3,500 شخص يوميًا، بما في ذلك المتسابقون، وأعضاء الفرق، والمنظمون، ووسائل الإعلام، ومقدمو الخدمات، إلى جانب وجود خيمة الطعام، والتي تبلغ مساحتها 1,600 متر مربع، وتتسع لـ750 مقعدًا، يديرها 160 فردًا، من بينهم 16 طاهيًا، يقومون بإعداد أكثر من 120,000 وجبة على مدار أيام الرالي، بما يعادل 9,000 وجبة يوميًا، إذ توجدُ شاحنات مساندة لخيمة الطعام الرئيسة، مما يضمن التنوع وزيادة القدرة الاستيعابية.