المهنية والحرفية .. ومقارنات بين قناتين

news image

 

 


كتب - عبدالله العميره

كثيراً ما نلتقي بعبارات نخلط في مفاهيمها. كما أصبح كل من هب ودب يطلق على نفسه "إعلامي"... خلط في الإعلام ومهامة العظيمة.
ولو سألت أحدهم عن الفرق بين الصحفي والإعلامي، فلن يجيبك.


الحرفية والمهنية..
لهما تعريفات، وبينهما فروقات، يمكن اختصارها في  التالي:

المهنة تعتمد على المعرفة، والمحترفون هم الأشخاص الذين يستخدمون المعرفة المتخصصة للقيام بالمهنة.
نفهم أن الصحفيين هم أقرب إلى الاحتراف.
بمعنى آخر؛ كل صحفي محترف، والعمل الصحفي هو مهني، وليس كل مهني صحفي.
أما الفرق بين الصحفي والإعلامي – باختصار: كل صحفي إعلامي، وليس كل إعلامي صحفي.
والحديث عن مهام الإعلامي ومهام الصحفي يأخذ مساحات.
فيكفي معرفة أن العمل الإعلامي مهنة، وليس بالضرورة أن يكون صحفياً ليتحول إلى محترف مهنة.

تلك المقدمة كانت خاطرة تكرست لدي في لحظات من التركيز على المقارنة بين أشهر قناتين تنطقان بالعربية تتنافسان على المهنية والحرفية، وأيهما أقوى في إيصال الرسالة والهدف.
أي من القناتين تمارس عملها بمهنية أكثر من الأخرى؟

للإجابة، يمكن تقسيم العمل الظاهر لنا في القناتين إلى قسمين:
-  المحتوى.
-  الأداء أو العرض.
كلا القناتين لكل منهما تتميز( إيجابي وسلبي) في هذين الجانبين، لكن أحدهما تتميز إيجابياً  بنسبة كبيرة عن الأخرى بغض النظر عن المحتوى - طبعاً حتى الآن.

أنا أتحدث عن أداء وسيلة إعلام، وأسلوب إيصال المعلومة، واختيار المضمون المتوافق مع هدف القناة، وعرضه باحترافية عالية، وبصورة مبهرة. أداء يوحي للمتلقي بأنه حيادي ومقنع للجمهور – وهنا الاحترافية، أن توصل رسالتك بـ"حيادية ممنهجة" يشعر المتلقي من خلالها بأن القناة تقدم له معلومة  مع جرعة كبيرة من احترام لعقليته - هذا ذكاء ومهنية عالية.

أسباب التميز:
-   الإدارة متميزة.
-   الخطة المحكمة - كل البرامج تتجه إلى هدف واحد من الخطة.
-  أجهزة وتقنيات عالية الجودة، واستخدام عالي المهنية.
-   مذيعون ومذيعات محترفون ومحترفات.
- مجلس إستشاري وفريق عمل وإعداد يملكون فكراً عالياً.
باختصار، يمكنني القول أن:
أحدهما  تشبه شاشة عرض إعلانات مباشرة.
والمتميزة؛ هي شاشة عرض إخبارية.
هناك جودة في بعض برامج في إداهما يمكن وضعها في جدول المنافسة  في التميز، ولكن يوجد برامج بمذيعين ومذيعات هواهم لا يتوافق مع منهج أحدهما، مما يؤثر سلباً على البرامج الجيدة. قد يقحمون هواهم، أو لايستطيعون تجنب سلبيات هواهم (!) مما يخل بالأداء – خصوصاً في البرامج الحوارية.
ومن الواضح أن قناة (1) تحقق غايات وسياسات الدولة الداعمة  بنسبة تصل إلى 90%.
بينما الثانية لا تصل إلى أكثر من 60% - وربما أقل.
لأسباب معروفة، تتعلق بديناميكية، أو جمود الإدارة، وتوقف العقلية عند حد سابق من التطور التقني، أو عدم التنافس مع التقنية واستخداماتها للوصول إلى: أداء متميز، عرض متميز، ودائرة واسعة من الانتشار والتأثير.

ويمكن القول أيضاً أن أحدهما تشبه الأولى  في بداياتها!

__________

من أهم مؤشرات نجاح العمل الإعلامي: المصداقية.
المصداقية نتائجها عظيمة وتبقى وسيلة الإعلام، أو حتى على مستوى الأفراد أو في أي عمل؛ هي الأبقى، وهي التي تعلو شأن صاحبها، مهما كانت قوته المهنية والحرفية.

هناك من يرى الخداع وسيلةً للارتقاء والبقاء.
نعم، قد يرتقي المخادع، لكنه يسقط، مهما طال الزمن، والسقوط ذريع - هكذا تقول التجارب وصفحات التاريخ.
في خاطري أمثلة، سأشير لبعضها اليوم، وربما أعود في مقال لاحق للمزيد من المكاشفة.
هناك من يلعب وفق القول المشهور "اللي تغلب به، إلعب به".
وهناك من يستعمل نفوذه..  والمال واحدٌ من وسائل النفوذ.
وهناك من يلعب ويخادع مستغلاً تصديق الطيبين، وعدم تراجع أولئك الطيبين عن الخطأ بسهولة حتى لا يُقال إن فلاناً خدعهم، ومرر مكيدته عليهم بسهولة.
وهناك من يستغل توجهاً أو قراراً ليحوّله إلى صالحه.

السؤال: ما علاقة المحور الثاني بالإعلام؟
الجواب في سؤال: كيف يتم كشف الأخطاء أمام الرأي العام؟ .. من أجل التعليم والتثقيف والتوجيه، وليكون الرأي العام عوناً على مكافحة الفساد، وجعل صورة الوطن أجمل وأجمل.. ولتكتمل الصورة ( إنجازات عظيمة + محاسبة من يشكلون ضرراً).