القافلة تسير.. لابد من حمايتها
كتب - عبدالله العميرة
أنت تخطئ إذا كنت تعمل، ولكن..
الخطأ عن الخطأ يختلف.
لا تخطئ في أمور صغيرة لا يمكن الخطأ فيها، ولا تخطئ الأخطاء الكبيرة التي تدل على عدم الاستعداد والدراية.
الخبرة لا تقاس بالعمر أو الزمن، بل بمقدار ما تأخذ من الحياة.
والذكي هو من يستفيد من تجارب الآخرين.
لا أريد أن أتعمق في العلاقة بين الابتكار والاختراع، الفرق بينهما، وأيهما يحتاج إلى تجاوز الأخطاء من أجل تحقيق النجاح.
ولكن لابد من الإشارة إلى (دلالات) على أنك (أنت وأنا، والآخرين) في مجتمع مبتكر، ومخترع، ومتطور، وأنك مع المجتمع ماضون إلى تكوين حضارة تجعلك وأبناءك وأحفادك تعيشون في أمن وسلام ورفاهية.
يوجد في الحياة كثير من المؤشرات على النجاح، ومؤشرات على التعثر.
أكبر أسباب التعثر والفشل هو الفساد.
استخدام المال العام في غير مكانه.
التضخم بدون علاج.
ومؤشرات أخرى؛ كالبطالة؛ وهيمنة الأجنبي على الوطني..
والأخطر؛ محاولات المندسين من الفاسدين لنهب المال العام... ولهم في ذلك طرق مبتكرة.
وأعظم الفاسدين هو من يسرق ويبتكر طرقًا للسرقة.
أما من يأخذ ويقدم فوائد وعوائد كبيرة مفيدة، فأهلاً به، وهذا من يُشد على يده ويُوضع في المقدمة.
طبعًا، يأخذ تحت الشمس ما يستحقه من تقدير مادي ومعنوي مضاعف يتناسب مع عطائه وعمله المميز؛ كبيرًا أو صغيرًا، كثيرًا أو قليلاً.
غير مقبول على الإطلاق أن يكافأ المبدعون المبتكرون والمخترعون بالقليل الزهيد - هذا محبط.
علينا التركيز ومعالجة أسباب التعثر، وإلا سنجد أنفسنا في يوم من الأيام مثل أي مجتمع من دول العالم الخامس.
اليوم؛ نعيش في المملكة العربية السعودية مرحلة استثنائية... يوجد خطة عظيمة، استراتيجية، رؤية، ويقود الرؤية قائد لنا محنك، يتميز قائدها وقائد النهضة الجديدة بالطموح العالي، والشغف، والقدرة، والشجاعة.. الأمير محمد بن سلمان.
وضع رؤية، وكان بعضنا ومن العالم من هو مرتاب، ويشكك في تحقيق منجزات كانت تُرى أنها من الأحلام!
وتمضي سنوات، وتبدأ أعوام الإنجازات تظهر على الأرض، في نيوم، والبحر الأحمر، والقدية... وفي كل مكان من مناطق المملكة.
هذه الطفرة في حركة المشروعات، والنهضة الشاملة السريعة، بمشروعات ضخمة فائقة الجمال، إنما بنيت للحاضر، والأعظم لمستقبل الأجيال في المملكة.
الأمير محمد بن سلمان، لم يركز على بناء قصور خاصة به ليتباهى بها أمام العالم، ويهمل مشروعات الدولة والمواطنين.
سموه دائمًا في المكان اللائق به كقائد بكل ما تعني الكلمة.
يمضي جل وقته لمتابعة تنفيذ ما خطط له، وتم رسمه في رؤية 2030، وأكثر وأبعد من ذلك، من أجل كل الوطن، ولأجل جميع المواطنين. وليفخر كل المواطنون والمحبون بإنجازات تسر كل السعوديين والمحبين.
السؤال الآن: هل العمل والإنجازات الجبارة تمر بدون مشكلات وعوائق؟
طبيعي - لابد من عوائق، بعضها يظهر نتيجة للعمل، وبعضها يخلقه بعض منا، ممن لا يدركون أن لهم دورًا في دعم الإنجازات أو إعاقتها.
وأتحدث هنا بوجه خاص في الإعلام، وفي النشاطات التي تعتبر عناوين أمام العالم وتدل على قدرة الإدارة والتحكم في العمل وما ينتج عنه، وإيجاد الحلول لأي مشكلة قبل أن تستفحل، وتنشر صورًا ذهنية غير طيبة عن المملكة.
وكرة القدم من العناوين الكبيرة!
الإنجازات والمشكلات التي تظهر نتيجة العمل لها فريق عمل متخصص يقودهم قائد فذ، قادر على الحل. أعني العمل على كل منجزات الدولة.. والرياضة جزء بسيط، وطبعًا تأثير النشاطات وانعكاساتها في العالم كبيرة، باعتبارها النشاط الأكبر والأهم في نقل سهل لصورة البلاد وقدراتها الإدارية إلى أكبر وأهم شريحة بشرية على وجه الأرض / الشباب والمستقبل.. والشباب هو المؤثر الأعظم على سياسات الدول وتوجهات الاقتصاديين والمستثمرين.
العالم ينظر لمشكلة - مثلًا - في الرياضة، ولم تُحل في بلاد ما، فكيف يمكن حل المشكلات الأكبر؟!
__________
التعريف الشائع للنقد هو تعبير مكتوب أو منطوق من متخصص يُسمى ناقدًا، عن الجيد والرديء في أفعال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من البشر في مختلف المجالات من وجهة نظر الناقد. كما يذكر مكامن القوة والضعف فيها، وقد يقترح أحيانًا الحلول.
والنقد من أرقى العمليات العقلية، وأكثرها تعقيدًا، والإنسان يستخدمه في جميع مناشط حياته، بصورة طبيعية وتلقائية.
ومهمة النقد هي النظر في قيمة الشيء وتقييمه. النقد المعرفي مثلًا هو النظر في إمكانية وشروط المعرفة وحدودها، وهو عمومًا عدم قبول القول أو الرأي قبل تمحيصه، وهو بشكل عام ينقسم إلى نوعين: نقد خارجي وهو النظر في أصل الرأي، ونقد داخلي وهو النظر في الرأي ذاته من حيث التركيب والمحتوى.
- أي مشروع يحتاج للنقد - بحسب المشروع - فهناك النقد الذي يعني وضع العمل تحت المجهر ليفحص المتخصصون دقة الإنجاز، والأخطاء، ووضع العلاج.
- في الإعلام؛ النقد الإعلامي هو تقييم العمل إيجابًا أو سلبًا، وهو نشاط عقلي متأمل وهادف، يقوم على الحجج المنطقية، وغايته الوصول إلى أحكام صادقة وفق معايير مقبولة.
ويعتبر النقد الإعلامي مساهمًا في تطوير المهارات، ومن سمات المفكر الناقد "عدم المجاملة". وتفكير الناقد نستخدمه بتوجيه مجموعة من الأسئلة حسب نموذج "لازويل" الشهير. وهي: من؟ يقول ماذا؟ بأية وسيلة؟ لمن؟ وبأي تأثير؟
__________
أحد الأشخاص، لاحظت أن نشاطًا هو المسؤول عنه؛ غير جيد ويضر بالمجتمع والدولة.
فكتبت تعليقًا على تغريدته في حسابه على إكس، بهذا الخصوص. تعليقي رأيته من أجل المجتمع ولصالح البلد.. فقط علقت بكلمتين : "لماذا؟ ماهو الهدف؟"
كانت ردة فعله أن عمل لي "بلوك"!!!
أيقنت حينها أن الرجل محدود الفكر، لا يقبل النقد، ولأن الجواب على سؤلي أكبر من قدرته!
فمثله؛ لا يمكن دوام الاستعانة به. ولا يوجد لديه استراتيجية طويلة الأمد.
هو يمضي بعض الأيام، وربما أشهر، أو بضع سنوات، يعيش في دائرة ضيقة أو في بالونة من الـ "بروباغندا".. بالونة لامعة ممتعة، لكنها لن تعيش طويلاً.
أما من يمكث طويلًا، التي تستحق إدارة العمل، فهي الشخصية صاحبة العقلية الاستراتيجية، القادرة على الابتكار، وجذب المبتكرين.. شخصية شديدة الإخلاص، شديدة الغيرة على الوطن ومستقبله.
شخصية تخطط وتنفذ وفق رؤية تتناسب مع رؤية المملكة القوية الراسخة، طويلة النفس والأمد.
شخصية قادرة على تنفيذ مشروعات مستدامة، وليست "إيفنتات"، أو مشاريع مؤقتة.
شخصية تتقبل النقد مهما كان قاسيًا، مادام فيه مصلحة عليا أو منفعة، تعالج الأخطاء، وتستعين بالقدرات ذات العمق والنظر البعيد، لمتابعة النقد والإجابة عليها، والبحث عن حلول، التي لديها قدرة على أن تحافظ على مقدرات الوطن وسمعته.
أما سياسة: "اسمع واقرأ ونفذ"، فلا تمشي في زمن الرؤية.. زمن يستعان فيه بالعقول لتنفيذ المشروعات.. العقول الداعمة كبيرة وكثيرة.
__________
إذا؛ القافلة تسير، ولله الحمد والفضل.. ولكن؛ لابد من حمايتها من الكلاب الضالة، ومن بعض كلابنا الضــارة، التي نعتقد أنها حارسة، والحقيقة أن ضررها ليس ببعيد عن الضالة!