الإستراتيجيات .. من يطبقها ؟!
كتب - عبدالله العميره
" الاستراتيجية " ؛ مصطلح يسمع به الكثير، وقد يكون المفهوم غائباً في بعض القطاعات.. فقط مصطلح يتم رصده على الورق، ليقال أن الإدارة تخطط.
( من السهل التعاقد مع شركات متخصصة في وضع الإستراتيجيات.. ولكن ماذا عن التطبيق والتأثير والمتابعة؟!).
لم يكن المصطلح وارد الفهم على مستوى التطبيق.
بل حتى لم يكن وارد في ملفات الإدارة.
حتى جاءت الإستراتيجية الكبرى " الرؤية " وتحدد زمن تطبيقها في المرحلة الأولى (2030).
نتذكر عندما تم سؤال سمو ولي العهد: " ماذا بعد 2030 ؟
أجاب سموه: "2040 ".
وبدأت ورش التطبيق بمتابعة سموه.
نرى اليوم نتائج كبيره على الأرض، وبوادر نتائج كبرى ستكتمل قبل حلول عام 2030.
الملاحظ، أن برامج الرؤية وتحقيقها، أبهرت العالم.
ليس هذا فقط .. بل فرضت على جميع القطاعات العمل على الرؤية، وتطبيقها.
هنا أسئلة كبيرة:
- هل تم استيعاب مفهوم الرؤية.. وخطط التطبيق في القطاعات العامة والخاصة؟
- هل تم استيعاب الأهداف القريبة والبعيدة؟
- هل الهدف من الرؤية هو تحقيق أكبر قدر ممكن من الإيرادات، فقط ؛ بكل الوسائل في زمن محدد، دون الأخذ في الإعتبار للإستدامة؟ .. أعني التأثير على برامج التنمية، وحياة المواطنين..
المطلع على رؤية المملكة؛ سيجد الإجابات . فالرؤية لم تترك صغيرة ولا كبيرة تتعلق بتنفيذ برامج الرؤية، بخاصة البرامج الكبرى.
استراتيجية واضحة، والطريق للتطبيق واضحة.
كان الله في عون إدارات التنفيذ والمشرفين على التنفيذ.
أصبحنا نرى أن كل قطاع، يعلن عن استراتيجيته، من منطلق استحضار برامج الرؤية.
هذا جيد، فتنظيم العمل، وتطبيق البرامج المدروسة، هو الخط الرئيسي للتطوير والإنتاج المميز.
يجب أن نعلم علم اليقين، أن قوة وفعالية الإستراتيجيات؛ هي في التطبيق والنتائج.
من السهل أن يعلن كل قطاع عن استراتيجياته، واتفاقياته..
هذا ليس هو المهم.
الأهم التطبيق.. هل تلك القطاعات قادرة على التطبيق، كما يجب ؟
لايكفي أبداً، إعداد استراتيجيات على الورق، وأمام أضواء الإعلام؛ ليقال أن هذا القطاع يساير خطوات الرؤية !
ولكن ؛ ماذا عن التطبيق ؟ مالذي يتحقق على الأرض وأمام العالم، وفي المقدمة المستثمر؟
سأضرب أمثلة على نجاح قطاعات في تطبيق استراتيجياتها ، وفق الرؤية:
على سبيل المثال لا الحصر: وزارة الطاقة، وزارة الإستثمار، وزارة الصناعة، وزارة السياحة، وزارة الحج والعمرة، وزارة التجارة..
نماذج رائعة، وصلت لمرحلة متقدمة من التطبيق، ومراحل من تحقيق الإستثمارات الضخمة - طبعاً مفيدة للوطن والمواطن. لايوجد فيها أي جانب من الأضرار.
وما يجب التنويه عنه، أن برامج تلك الوزارات ( كما ذكرت في المثال، ولها متشابهات)، ما يستحق التنويه عنه، أن برامجها وتطبيقاتها مكملة لبعض، فلا يوجد برنامج يعمل على ضد البرامج الأخرى، أو برنامج يؤثر سلباً على البرامج الإيجابية.
لأقرب الفكرة ..
وزارة الرياضة، تنفذ برامج ممتازة وجودة عالية، وتأثير بالغ .. إلا برنامج كرة القدم والإعلام الرياضي، هو من أسوأ البرامج، وتؤثر سلباً وبشكل فاضح على برامج وزارة الرياضة، وحتى برامج الوزارات الأخرى التي لها علاقة باستقطاب الإستثمار، وإدارة الإستثمارات.
إدارة كرة القدم سيئة للغاية.
العجيب أن هناك في الإعلام الرياضي ثلاث فئات تقدم ( الدعاية )، بأسءاليب مسيئة.. لها مساس بالسمعة:
- فئة جاهلة تطبل للعمل السئ، ويُملى عليها إرادة تحويل السئ إلى إنجاز، أو تحاول إضفاء إيجابية إنجاز ليغطي السلبيات الضخمة - يتغنون بالفوز على الأرجنتين ، ولا يسألون ماذا بعد؟ هل استمر التميز؟ أم أن الإخفاقات تتابع بفعل سوء الإدارة ؟ .
- وفئة لاتعلم ماذا تقول.. ولا ماذا تريد - لاحلول.
- وفئة أصابها اليأس كون أفكارهم التصحيحية لاتجد أي اهتمام، ولا آذان صاغية.
يجب التذكير إلى أن؛ أي استراتيجية لايوافقها إعلام متطور، يؤثر في العالم بنقل الصور الإبداعية الضخمة عن الرؤية السعودية وما تم ويتم من تطبيقات حضارية لها على الأرض، إذا لم يكن الإعلام مواكب وبالأساليب التي تتوافق مع فهم الرأي العام المتنوع في العالم؛ فإن القيمة لاتكون كاملة الطلب.
( سماء العالم رمادية، وتحتاج إلى تلوين بألوان زاهية راقية .. والألوان بأيدينا ).
وكمنتسب للإعلام؛ يجب علي أن أبدأ بالقطاع الذي أنتمي إليه..
هل أعدت الوزارة استراتيجية إعلامية عالمية تتوافق مع الرؤية، والتطعات إلى تطبيقها؟
أقول: نعم.
سؤال آخر: هل يتم تطبيق استراتيجية الوزارة؟
أقول: إلى حد ما.
محاولات، لم ترق إلى مستوى الإستراتيجية .
نعم؛ يوجد في الوزارة \عقول في الإدارة متميزة، ولكن على التطبيق كثير من الملاحظات.
الملاحظات تتبين من :
درجة التأثير ( والتأثير ملموس، 0لايُغطى بغربال)، يمكن لأي متخصص أو متابع أن يعرف إلى أي درجة تحقق التأثير في العالم .
الإبداع في الصيغة المناسبة والخطاب الإعلامي المفهوم.. السريع (معلومة ورقم ) تقدم بلغة وخطاب سهل .. ذكي .. مشوق.
مشكلتنا في الإعلام أننا لانستثمر في التأثير ولو بحجم التأثير والمؤثر.
فقط نداوم على الإعلان عن الخطط وراء الخطط ، والاتفاقيات في احتفاليات، وعند مراقبة التطبيق، لانرى تناسب !
وطبعاً، أنا أعرف الأسباب .. وقد يعرفها القليل القريب،
لايمكنني الإعلان عن كل شئ.
سأشير إلى شئ من ذلك المهم، يتعلق في قدرات المنفذين.. هم أقل قدرة ممن يرسم الخطط.
هذا يظهر لنا واضح.
لن أغوص أكثر من ذلك .. فالرسالة واضحة، لا تحتاج أن يقنعني بها اقامة احتفالية، والاصطفاف بالبشوت، والعبارات الرسمية.
أنا ممن يقتنع بالنتائج.. بالإبداع والإبتكار، بالعمل المباشر ليصل إلى العالم كما يريد العالم، وبما يحقق الإبهار الذي نريده.
هل نحتاج إلى جهد كبير لنعرف ماذا نريد؟
المتخصص، والقادر على رسم الإستراتيجيات القابلة للتطبيق.. أكيد يعرف ماذا يريد.
لايوجد موظف صغير، أو طالب في الإعلام والتخطيط الإستراتيجي، لايعرف أن الاستراتيجية هي طريقة لوصف كيف سنفعل الأمور.وأنها الفكرة الأساسية التي تتكون من الرسالة.
وليس مما ذكرت لا يعرف أنواع الاستراتيجيات.
ولا أعتقد بأن أحد في إدارة رسم الإستراتيجيات وتطبيقاتها .. أتحدث عن كل القطاعات، وبخاصة في الإعلام - لايعرف ما هو هدف الإدارة الإستراتيجية؟
وماذا يقصد بكلمة استراتيجية؟
وما المقصود بالأهمية الإستراتيجية؟
والفرق بين التخطيط والاستراتيجية؟
ومن ماذا تتكون الاستراتيجية؟
وما هو الفرق بين الاستراتيجية والتكتيك؟
وماذا يقصد بالتسيير الاستراتيجي؟
وما هي وظيفة الاستراتيجي؟
والفرق بين المفهوم والإستراتيجية؟
وخصائص الاستراتيجية؟ والفائدة منها؟
من لا يعرف كل تلك الأبجديات، فلا يستحق أن يكون مخططاً أو مشرفاً على تطبيق الإستراتيجيات. ولا حتى في فريق العمل.
أشير في هذا الحيز إلى نتائج الأبحاث الميدانية التي قام بها متخصصون عن المشكلات التي تواجه عملية تنفيذ وتطبيق الاستراتيجية.. من أهمها :
1- ضعف التنسيق بين الأنشطة.
2- نقص في قدرات الأفراد القائمين على التنفيذ.
3- نقص في المهارات القيادية والتوجيه لدى مديري الإدارات.
4- نقص في التعليمات والتدريب لدى المستويات الدنيا من العاملين.
5- عدم القدرة على تعريف مهام وأنشطة التنفيذ الأساسية.
6- عدم قدرة نظم المعلومات على توفير القدر اللازم من متابعة الأنشطة التنفيذية المختلفة.
وكما أن التطبيق السيئ قد يؤدي إلى فشل استراتيجية مناسبة.
ومن هنا نعلم لماذا يهتم الكثير من رؤساء المنشآت أساساً بتوجيه كل جهدهم وانتباههم لعملية التنفيذ.