كريستيانو.. شغف لاينتهي

 

كتب - عبدالله العميره

لا أعتقد بوجود لاعب أجنبي يعشق المملكة كما كريستيانو رونالدو.
ولا أرى  نجماً عالمياً يعمل على القوة الناعمة السعودية كما كريستيانو رونالدو.
ولا أرى نجماً عالمياً ، يعشقه الملايين في الأرض؛ كما كريستيانو رونالدو.
ولم أرى عملا إعلامياً سعودياً، يستثمر بشكل احترافي مميز في كريستيانو رونالدو ، لصالح البلاد التي يعشقها، وينشر الدعاية الإيجابية عنها أينما ارتحل وحل في أي مناسبة رياضية أو اجتماعية .
كريستيانو رونالدو؛ رجل واحد بحجم الكرة الأرضية.
وللأسف ، لم أرى ما يوازي وجوده وتأثيره. والإستفادة منه كما يجب.
بل على العكس، هناك من يحاربه ، ولايحبه - فقط لكونه لاعباً في نادي النصر!
قصر نظر في زمن مختلف عن زمن تعصب العميان الجهلة.
لايعطيه بعض الناس الإهتمام الواجب، ويقللون من شأنه ووجوده.
( يخرب بيت التخلف)!!
لامشكلة؛ فلن يضير رونالدو مواقف أولئك الناقصين العقل والقيمة.
المشكلة في إتاحة المساحة التي لايستحقونها في بعض وسائل إعلام واسعة الإنتشار، ومحسوبة علينا ( من ما يسمونهم محللين، محليين وعرب، بعضهم كان لاعباً، وبعضهم كان راقصاً في المدرجات - وعقلية الإثنين لاتختلفان).. إلا أن المحلي عن جهل، والآخر جهل مشوب بالحقد، وكلٌ يشوب (يكذب) في القول.

بدلاً عن متابعة نشاطات هذا النجم، وكل النجوم العالميين الكبار المؤثرين؛  وجمال الدوري وقوته؛  الحاصل هو العكس: إهمالهم، أو الإنتقاص  .أو الجهل في التعامل مع نجوم مؤثرين، جئ بهم لهدف ، واضح أن بعض الناطقين المتاح لهم الثرثرة، لايعرفون الهدف الأبعد. أو ضعف في التعليق أو التقديم أو التحليل في واحد من أقوى الدوريات بالعالم بتواجد نجوم عالميين.

بدلاً من تقديم وتحليل إبداعي دولي، ينقل روائع الدوري؛ يستمر الخطاب الإعلامي باتجاه العالم السفلي.. إشغال فارغ لايؤدي إلى خير؛  بالضرب على الإختلافات الناجمة عن التعصب والأفكار القاصرة.
ومن المعلوم أن فاقد الشئ لا يعطية.
وكم أتمنى أن تطبق عبارة جبران خليل جبران : "فاقد الشيء يعطيه بالشكل الذي تمنى أن يحصل عليه".
وليس كما قال  سقراط "كل يتحدث عن ما ينقصه". فهذا لاينطبق على الصحفي المحترف.


أرى ضعف فاحش في مفهوم الإعلام وتأثيره، وعدم قدرة على التفاعل مع أيقونات  عالمية تخدم البلاد.. ولا مع مشروعات ضخمة تستوجب متابعة دائمة ومتطورة، وليس فقط نقل لمناسبة ثم الإنطفاء والإنكفاء.
ولهذا أسباب ثلاثة:
إعلام رياضي يقوم على :
1-  التعصب.
2- إعلام ثقافته ردة فعل، ولا يصنع فعل.
3- منح الزمام لجهلة من العالم السفلي .. عقلية المشاهد أكبر بكثير منهم.

ولا ينفص عن أولئك (المحلحلين) في عقولهم؛ إلا مراهقين جبلوا على التعصب، وجلبوا من مدرجات التعصب ، وتم وضعهم خلف الكاميرات وفي غرف الإخراج، ليظهروا للعالم أسوأ عمل إعلامي  ممتلئ إساءة للمشروع الرياضي السعودي.

كريستيانو رونالدو؛ حالة فريدة، وعنوان للرجل الوفي المخلص.. ممتلئ شغفاً لكرة القدم، وحباً للبلاد التي اختارها محطة مؤثرة في حياته الرياضية.

تخيلوا معي، لو صرفت دول المليارات حتى تصل إلى هذا الكم من المتابعين لنجم واحد، للتأثير عليهم من خلاله، لم تستطع ، كما حالة رونالدو في الدوري السعودي!
ولكن للأسف، لم نحسن - حتى الآن - الإستثمار في هذا النجم. بل على العكس، يحاول البعض ( تعصباً وجهلاً ) حرمان عشاق رونالدو في العالم من لحظات سعادة عندما يظهر لحظات فرح منه، ويجهل أولئك أن هذه اللحظات، هي الأشد تأثيراً على متابعيه في العالم. ويمكننا من خلالها تنفيذ برامج القوة الناعمة .
( هذا إذا كانوا يفهمون كيف يمكن للقوة الناعمة أن تغير العالم؟!). 
رونالدوا لم يأت إلينا رغبة في المزيد من الأموال.
هو أغنى مما نتصور.. 
إنه الشغف،  وذو حظ عظيم..  الأموال تلاحقه  والجمهور في العالم يتابعونه. حالة عشق غريبة (لم نستثمر فيها).
ونرى انعكاس الثروة  والشهرة عليه، أنها تزيده تواضعاً، وشغفاَ بكرة القدم، وأداء ممتعاً.
ظاهرة لن تتكرر.
الرياضيون وعشاق المتعة في الرياضة، محظوظون  بالعيش في زمن يوجد فيه نجم بكفاءة وعطاء وشغف كريستيانو رونالدو.
وأكرر:
"لم يعرف الاعلام السعودي - حتى الآن - كيف يعيشها ويستثمر فيها".
طبعاً؛ استثني البعض من الإعلاميين المميزين جداً. لكن محاولاتهم تتكسر أمام من تم منحهم رعاية  ووجود لايستحقونها على الإطلاق.
سوء في الأداء، وضعف في الفهم، وعدم قدرة في التفريق بين المؤدي والمقدم،  والإعلامي والصحفي، وبين الرأي والرؤية.. وبين التهريج والتمريج، وبين الفن واليفن. ولابين الإثارة والإبغاض.
خليط؛ مكونه التعصب والجهل.

 


قد يسأل أحد:
ماهي الحلول ؟..
إجابتي : الحلول موجودة، ولكنني لن أذكرها.
فكم من فكرة ( سُرقت ) ونسبها السارق لنفسه ولم يعرف كيف ينفذها!
ثم أنني مقتنع  أنه “ لايمكن أن ينفذ الفكرة  كما يجب؛ إلا صاحبها”.

وبعض المشكلات الظاهرة الفاضحة علاجها معروف : " البتر".