هل نجح المشروع الرياضي السعودي؟
كتب - عبدالله العميره
لا أعني بالمشروع، كل الرياضات.
ولا أعني التنظيم للرياضات المختلفة.
لدينا تنظيم لمنافسات ومناسبات رياضية عالية الجودة.
ولها أثر طيب.
ما أعنيه؛ عنوان المشروع؛ وهو" كرة القدم " ، وتحديداً الدوري السعودي ( دوري روشن).
أراه في الطريق إلى الفشل، إلا إذا تم انتشاله، وانقاذه من الغرق بسرعة.
إذا بقيت الحال ، كما هي عليه، ستكون النتيجة :
1- تزايد التعصب، وإشغال الشباب بعيداً عن ما هو أهم - وهو الإلتحام والمساهمة في البناء.. والتعصب إذا ضرب بأطنابة يتكون نتيجته الضرب في لحمة المجتمع. فبدلاً عن إشغال الشباب بالعلم والعمل الوطني، والترفيه المعين على العمل، يتحول الهدف إلى تكريس للتعصب والكراهية.
2- وهذه النقطة خطيرة بعد التعاقد مع النجوم العالميين، وتسليط الضوء على دورينا، وهو نقل مشاهد للعالم لاتسر، وفيها من الفضائح ما فيها. سواء عن طريق النقل التلفزيوني، الردئ، أو ما ينقله النجوم العالميين من لاعبين وحكام ، ومن أوكل لهم تطوير الرياضة - رؤساء تنفيذيين . ومن مشاهدات وتحليل الإعلاميين الدوليين.
نرى مؤشرات الفشل في:
- محاربة بعض الأندية ، والنجوم العالميين ، والفشل في استثمار وجود النجوم المرموقين المحبوبين من جماهير العالم.
- فشل في النقل التلفزيوني.. جئ بمجموعة متعصبة من المدرجات وتم وضعهم في غرف الإخراج وخلف الكاميرات لينقلوا أبشع صور التعصب إلى العالم. لايهمهم بلد، ولاسمعة بلد، ولامشروع تم الإعداد له ليخرج ذي جاذبية .. فتحول العرض في الملعب إلى ممارسة تصوير بدائي، وإخراج ضعيف يمليه تعصب مراهق جاهل، لايرى أبعد من نصف متر.
- برامج رياضية، لاعلاقة لها بالتحليل الفني.. (معظم) الضيوف جئ بهم من المدرجات.. من المشجعين المتعصبين. وقليل جدا جداً محلل مهني متميز، وإدارة برامج تقول على نفسها، أنها تعمل على الإثارة.. وكما ذكرت في عدة مقالات؛ هناك إثارة سلبية، وإثارة إيجابية. الإيجابية ليس كل من يستطيع العمل عليها. أما السلبية، فإن أي إنسان ممكن أن يعمل على إعداد وتقديم برامج مليئة بالنفور والزعيق والنعيق ، والإستذكاء " الغبي".. وأقصد بالإستذكاء الغبي، أن يعتقد المذيع أنه أذكى من الجمهور. ومن علامات الغباء، التصادم مع الجمهور الأذكى منه والتقليل من مداخلاتهم الصحية !
هذا لاعلاقة له بالإعلام المتميز.
- إدارة دوري؛ كشف للعالم عدم العدل فيه. وسوء الإدارة فيه ، وطغيان التعصب ضد أندية وطن.
المؤشر الرئيس: سوء نتائج المنتخب، والضعف الشديد في الإحتراف الخارجي.
السؤال الكبير: من يريد إفشال المشروع الرياضي السعودي؟
الإجابة ، في البحث عن سوس دخل بين القشرة واللب، لايُرى وهو يعبث باللب ، أو هكذا يعتقد. بينما الناس تراه يتحرك كحفار الساق.
والسؤال الأكبر والأخطر: لماذا يريد أو يريدون إفشال المشروع ؟!!
__________
سأذكر مثالاً واحداً على سوء الأهداف من إدارة تخريب المشروع.
في أحد البرامج الرياضية المُخَرِّبة، ذكر مقدم البرنامج ميول بعض الوزراء !!
هل هذه إثارة؟!!
مالذي يستفيده المشاهد من ذكر ميول بعض الوزراء والمسؤلين؟ ماذا يريد أن يقول؟ مالذي يريده من أشار عليه بالفكره؟
هل الوزراء سعداء بإعلان ميولهم؟
كل له ميول، قوة التعصب بحسب العقليه. ولكن من السئ جداً، أن يكون المسؤول شديد التعصب لنادي، أو تعصب مناطقي، وهو يتولى مسؤولية وطنية !
بعضهم حوّل شعارات إداراتهم إلى لونهم الأفضل، وشغلوا نصف اجتماعاتهم بمناقشات عن ناديهم في اجتماعات مخصص وقتها لمناقشة مشاريع مهمة.
ما أعنيه، أننا وصلنا إلى مرحلة من التعصب، وتكريس التفرقة، بفعل العزف الإعلامي والإداري السئ، على وتر التعصب ، حتى كاد الناس تنقسم إلى فسطاطين أو أكثر.
لا أحد يقول؛ هذه مبالغة ..
من يعتقد أن ما ذكرته فيه مبالغة، عليه أن يتابع ما يحدث من ظواهر رياضية على لاتسر.
في المباريات، وفي النقل التلفزيوني، وفي البرامج الرياضية.
ستعرفون إلى أين كرة القدم تتجه .
وقد لايراه المتعصبون ممن ينتمون إلى العالم السفلي.
( لماذا ينتشر التعصب بين جمهور العالم السفلي، والمقصود بالعالم السفلي، طبقة الجهلة والغوغاء ، وهذا موضوع له أبعاد اجتماعية وبيئية وتعليمية، يحتاج مناقشة خاصة في موضوع مستقل، وبالمناسبة، العالم السفلي هو من أهداف الإعلام، وهناك دراسات وأبحاث ومناهج إعلامية تتعلق بـ "الإستثمار في الجهل" ! ).
إشارة : الإعلام والمال، مرتبطان بتغيير الإتجاهات.. وهذا أيضاً موضوع يستحق أن يفرد له حيز واسع من المناقشة.
الوضع يحتاج إلى عاصفة من الحزم تعصف بالفاسدين والمفسدين " المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبرآء العنت"..
والملتمسون للبراء العنت، هم الذين يطلبون للبريء السالم المسالم المشقة والفساد".
- معاقبة أي مسؤول يجاهر بميوله الرياضية في الإعلام، أو حتى في الإجتماعات. خاصة من يجاهر بإسلوب مستفز وعلى طريقة المتعصبين.
ويكون العقاب مضاعف، من يغير في ألوان الشعارات الرسمية إلى ألوان غير اللون الوطني أو المعتمد من الدولة.
- معاقبة كل من يروج أو يتحدث في الإعلام عن ميول كبار المسؤلين ، لأهداف تندرج تحت إثارة التعصب والكراهية، أو بهدف الترويج لأنديتهم المفضلة.
ولا يحتاج الجمهور لمعرفة ميول القائمين على الرياضة، فهي تعلن عن نفسها ، وأضرارها سهلة العلاج !
- أخيراً ، وليس أخيراً، يجب أن نرى الواقع ونعالج السلبيات، ونعزز الإيجابيات. ومن النظرة الواقعية، أن نرى ما يراه الآخرون، وليس ما نراه نحن ونحسبه اعتيادي.
قد يكون التعصب - عند البعض إعتيادياً، ومألوفاً.
نعم .. هذا عند من لايرى أهمية التطوير، وأهمية المشروع، ولايدرك أن المملكة صارت مقصد أنظار العالم كله. ولم تعد أفعالنا مقصورة علينا في دائرتنا الضيقة.
__________
المملكة مقبلة على استحقاقات دولية، أهمها تنظيم كأس العالم 2034
لابد أن تكون الصورة واضحة جميلة في إطار زاهي يتوافق مع تطلعات القيادة والشعب السعودي، وكل محبي المملكة.
والبداية؛ تصحيح أوضاع الدوري وسمعة الدوري، والمنتخب ( الإختيار في الشكل والمضمون ، الأميز في جميع أندية الوطن . والإستثمار الأمثل في نجوم العالم المنتمين للدوري السعودي. وتكوين قاعدة جماهير وطنية واسعة وقوية ، متكاتفة، ومتعاونة ومحبة لمنافسات شريفة في الدوري؛ إلى أن تتكون الكتلة الجماهيرية المطلوبة في كأس العالم 2034، وما بعده وما قبله.
هذا يتطلب تغيير في منهجية الإدارة، ومنهجية البرامج الإعلامية.
_________
- إشارة أخيرة في هذا الحيز: لدينا مشروعات إعلامية عظيمة ، وأعمال حضارية جبارة، لها تأثير إيجابي كبير، تقوم بها وزارة الإعلام.
ولكن برنامج رياضي واحد، له تأثير سلبي (مناهض ) لكل عمل رائع - سلبي؛ كونه يتعامل مع فئة من الجماهير،المحلية والعربية، وأيضاً عرض مباراة بإخراج ملئ بالتعصب والنفور، أيضاَ يعتبر مناهض للأعمال الكبيرة الأخرى التي تخاطب العالم.