فنون و ترفيه

news image

كتب - عبدالله العميره

بالقطع ليس كل ترفيه فن..
ولكن؛ يمكن السيطرة على الفن وتحويله إلى مشاريع كبيرة.
والت ديزني؛ مثال..

متى ولماذا تبرز الثقافة الاستهلاكية؟
وماعلاقة ذلك  بالبذخ؟
متى تطغى فكرة البحث عن الشهرة  - ولماذا؟
الإجابة مرتبطة بثقافة الإستهلاك، وعلاقته بالبذخ.
ليس البذخ فقط في المأكل والمشرب والملبس.
حتى في طريقة التفكير. وفرض الفكرة .
هل الفكرة اهم من العمل الفني؟
هل هذا صحيح؟

جملة من الإستفهامات التي تدور في أذهاننا.. بعضنا يمكنه التعبير عنها ، والإفصاح عن الأسئلة والإجابات عليها، وكثير من الناس؛ لايمكنه التعبير.
المسألة لاعلاقة لها بالخوف من التفكير في الإجابات بصوت عالي أو منخفض.

تلك قضايا اجتماعية، السكوت عنها  وتمريرها - وكأنها حالة طبيعية؛ ليست في مصلحة المجتمع أو الدولة. كما الخوف من مناقشتها تؤدي إلى ذات المعنى.

هل تتذكرون ، أن المجتمع - قبل الإنفتاح، كان منقسماً، بين مؤيد ومعارض.
مؤيد عارف بما ستؤول إليه الحال.
ومؤيد بحماسة إلى درجة أن وصلت به حماسته إلى الخط الفاصل بين الإنفتاح والإنحلال، فصار عنده الأمر سيان!
المهم أن  تلك الفئة - أعني المفرطة في حماسة الإنفتاح، يهمها أن تنتصر على المنغلقين.
في تلك الأيام الخوالي، حتى المنغلقين صار خلطاً عندهم .. خائف من الوقوع في الحمى الخطر القريب من الإنحلال..  أو الحد المؤدي إلى الهاوية.
وهذا أيضاً مفرط في حماسة الإنغلاق.
كانت المناقشات في ذلك الحين، تصل إلى درجة من التصادم ، لكنه تصادم غير مؤذي. لأن هناك ضبط لأي حالة تريد أن تتخطى الحدود.
ومرت الحالة بسلام.
أضفت عليها الإعتيادية طابعها ، لأن المجتمع صار أمام أمر واقع لابد منه، وساعدعلى تخطي تلك المرحلة إنفتاح العقول، وسعة الأفق نتيجة الإندماج مع شعوب الأرض.
اعتدنا - كشعب سعودي، وخليجي - على وجه الخصوص أن نتعايش مع المجتمعات الأخرى بأريحية وفهم.
كانت ومازالت الفرصة أكبر بالإحتكاك مع شعوب الأرض، فالحالة الإقتصادية للسعودي والخليجي تساعده على السفر  والترحال للسياحة، والتعرف على عادات وثقافة الشعوب، والإقتراب من تقاليد ليست من طبائعنا، وصرنا متعودين عليها، ولا تثيرنا.. أعني متعودين على مشاهدتها. نحس بها دون أن تثيرنا لتقليدها ، إلا الجميل الجديد منها.

بعض العادات الغربية أو الشرقية الشاذة، لم تعد تثيرنا، لأن ثقتنا بأنفسنا، والشعور بثراء عاداتنا وتقاليدنا، وقدرة ثقافتنا على التأثير.. كل ذلك جعلنا نشعر بأننا من نؤثر بالعادات الطيبة، ونفتخر بها، ويتناقلها من يحتك بنا.
لاعب النصر ، رونالدو ( على سبيل المثال ) له عاداته وتقاليده، ولكن لايقنعنا منها إلا ما يتطابق مع ثقافتنا - الإخلاص في العمل، والجد، وحب الأرض التي يعيش عليها. أو الجديد علينا، الجميل منها.
مثال، ينطبق على المجتمعات.
وعندما يتعمق أي صحفي بسؤال رونالدو عن المجتمع السعودي- بعيداً عن كرة القدم - فإنه يشيد بالحياة في المملكة، والعيش بين السعوديين. بغض النظر عن من لايوده كونه لاعب في نادي منافس!
هذا طبيعي، في مدرجات كرة القدم.. معظم روادها دون الوعي المطلوب.
لقد وجد رونالدو، أو أي لاعب أو زائر عشق المملكة وشعبها؛ شيئاً يفتقدونه، أو أضاف لجانب المريح لأنفسهم،  أو أشياء توافقت مع شخصيتهم وإنسانيتهم.
لقد أثرنا في رونالدو، وغيره من الزائريبن والسائحين الذين اقتربوا من ثقافتنا .


الترفيه الجميل، والخلاق، جعل العالم يقترب من مجتمعنا ، ويتأثر به. إلا من شواذ (قليلون جداً) من مجتمعنا المحلي والعربي، تتهيأ لهم الفرصة للظهور عبر شاشات؛ يمارسون شذوذاً في التصرفات، البعيدة عن الأخلاق والرقي.
حتى هذه الصفات ، أصبحت تتضاءل، ، وما بقي منهم مستنكر ، وبالتالي، صار من يمارسها يشعر بالغربة والغرابة والعيب.
المتابع يعرف، أن أولئك أعداد قليلة، لايمثلون المجتمع.
والمتابع يعرف أن الإنفتاح له ضريبتة، يحاول أن ينشرها، من يغيضه  الإنفتاح السعودي!

في النهاية الفن الجيد ، يفرض نفسه.. ويؤثر من تلقاء ذاته، من غير دفع إلى المتلقي.
الجمهور في هذا العصر؛ صار أكثر وعياً وإدراكاً، وأكثر تحضراً.. 
كل يوم يمر، تزداد فيه برامج الترفيه الراقية والممتعة؛ كلما زاد معه تهذيب الأنفس، والارتقاء بالمجتمع. وشعت  سمعة البلد كشمس تشرق على الكون.
تنوع الإبداع في السعودية، خلق متلقي عالمي منبهر.
السؤال الدائم : ماذا نريد أن نقدم للناس؟