حياة الماعز .. والجن الأزرق

news image


 

كتب - عبدالله العميره

موضوعنا يتواصل حول الشبكات المسيئة..
فيلم هندي عنوانه  "حياة الماعز"  منتشر " ترند" في مواقع التواصل الاجتماعي.
رأيت مقاطع منه، مشاهد مكررة في سياق فيلم هندي .. لايختلف عن أي من أفلام بوليود، بكونها خيالية ومبالغات زيادة عن اللازم..  مرتبط بالعقلية الهندية التي تحب الخيال والأساطير وتعتقد في الخرافات. متشابهة على الخط الآسيوي .. كما الأفلام الكورية والصينية  والإيرانية.
ولاتختلف عنا في مصر  واليونان ، نفس العقلية.. مبالغات في الخرافات. !
هذا مثير للدهشة، وحالة تستحق الدراسة، للتعامل مع تلك العقول - كما يجب.
فيلم " حياة الماعز" طرح قبل فترة على منصة نتفليكس. 
القصة مفتيسة عن حادثة وقعت قبل 24 عام (!) .
عامل هندي يُدعى "نجيب" انتقل للعمل في السعودية وعمل عند رجل - بحسب الفيلم، زعم أنه كفيل وضعه راعيا للأغنام في الصحراء.
الجميل، أن العامل أنقذه سعوديون في آخر الفيلم.
لكن ردود الفعل لم تركز على النهاية.

قصة ؛ شبيهة لكثير من القصص التي تحاك حول العمال والكفلاء.

الرواية في الفيلم مبالغ فيها. وهذا طبيعي، كونه فيلم هندي، وكونه فيلم - ككل الأفلام؛  تبحث عن الإثارة.
رأيي؛ كصحفي..
أميل للنقد البناء من واقع..  المبالغات؛ لا أراها عملاً فنياً، ولا صحفياً.
والمتلقي في العالم العربي، وحتى من غير العرب؛ بخاصة من يقيم في السعودية؛ يعرف كيف تتم معاملة المقيم، كما المواطن .. والمقيم - طالما هو محترم - بجد الإحترام .
والنقد الصحيح، هو من أجل معالجة الأخطاء، للوصول إلى اقصى درجات الكمال - قدر المستطاع .

ومن حكاية الكفلاء؛ يتم اختيار مشكلات فردية تكاد لاتٌذكر، يبنون منها روايات وابطال.
وأتمنى أن نرى فيلماً يروي قصصاً عن حالات النصب والاحتيال والتدليس التي يعاني منها المواطن  من العمالة المخالفة، وشبه المخالفة، الواقعة تحت ستار التستر.
والتستر قضية تؤرق نظام الرقابة في وزارة التجارة والجهات ذات العلاقة بمحاربة التستر وفساد العمالة الوافدة في الأسواق.


من فيلم " حياة الماعز" ؛ خطرت لي أسئلة عديدة، لابد وأن  خطرت لبعضكم، أو بعض منها:


سؤال رئيسي:

لماذا الإتجاه ناحية الإساءة للسعودية ؟
تعودنا من هليود الأمريكية ، أفلام كثيرة مسيئة للسعودية والعرب.. وأثبت التاريخ أنها لاتجدي، ولم تؤثر، كونها مبالغ فيها.
وسبب مهم، أن كثيراً من مشاريع الإساءة أفشلها انفتاح السعودية.

أن يصدر عن بوليود فيلم مسئ لبلد فيه الكثير من العمالة الهندية، التي لم تشتكي  من ظاهرة سوء معاملة.
هذا مثير للتساؤل؟

البعض يرى أنه عمل فني أريد به الإنتشار، وصيغ بطريقة الأفلام الهندية التي تحاول إثارة مشاعر المتلقي ( وسقطت في هذا الهدف ) لأن المتلقي الآخر - غير الهندي - يرى الأفلام الهندية فاشلة حتى في صناعة الأكشن، إلى حد السخرية من الرواية الغائصة في الخرافة والخيال، ومن أسلوب الإخراج البليد. ولم تعد تحقق الإثارة - كما كانت في وقت مضى، قبل ظهور الأفلام ذات الجمال الفني والحبكة الرائعة، والمحتوى الذكي في زمن استخدام التقنيات الحديثة، والقصص الذكية المحفزة للعقل للإستمتاع والبهجة.

الأسئلة الأقل حجماً:
1- إذا كانت القصة حقيقية - وممكن أن يكون فيها جزء من الحقيقة؛ لماذا لم يهرب العامل؟ ولماذا لم يلجأ إلى جهات الإختصاص في السعودية، أو إلى سفارة بلادة؟
من الإجابة؛ سندرك بلادة الفيلم، وغباء السيناريو، وأنه لم بتأثر به إلا المغفل!
2- هل كان العامل الذي حضر للعمل، لايعرف حقوقه وواجباته؟ هل يعتقد أن الصالح من العمالة يذهب ضحية الطالح؟ وهل يعتقد أن المشاكل لاتحل في بلد تتواجد فيه عمالة من كل بلدان العالم ؟
لا أتحدث هنا عن السعودية فقط، بل حتى دول الخليج بأكملها.
من تجاربي في الصحافة ( 40 عام)، كثير من العماله - عربية أو أجنبية - يعتقدون أن وجودهم في دول الخليج، يعني فرصة للثراء السريع ، فيمارسون كل الوسائل، وإذا تم  مواجهتهم، ومعاقبة المجرم فيهم، تتحول قصصهم الإجرامية في بلدانهم إلى قصص بطولية، يُحتفل بها في أفلام ولقاءات.

مثل الفيلم الهندي، الذي شاهدت بعضاً منه - وكل أجزاؤة متشابة ، وإن كان مبني على جزء من حقيقة، ولكن المعالجة مسيئة لمجتمع بأكمله، إلا من نهاية لم تغير من  المحتوى الأكبر ( هذه جريمة أكبر)، مثله  كما ذلك العامل العربي المجرم الذي تدافع عنه صحافة بلادة، أو تلك الخادمة الفلبينية المجرمة التي احتفل بها الإعلام في بلادها، قبل سنوات - وكنت حينذاك في مانيلاً وسمعت؛  كيف يصفون السعوديين، و نعاطفهم مع المجرمة بنت بلدهم !


لدي أسئلة:
1- من وراء الفيلم، ومن حوله إلى ترند؟!

ما يتردد في المساحات:
الممثل الذي قام بدور الكفيل السعودي، هو ممثل مغمور عماني، هواه إيراني.
والمسوقين من الإمارات ومصر.
والأحداث تم تصويرها في صحراء الأردن.
ومازل السؤال قائم: من وراء هذا العفن، المتكرر له متشابهات؟!

الأسلوب الغبي، يذكرني بفضيحة لافون (عملية سوزانا) الفاشلة عام 1954، وعلى نمط سيناريو 11 سبتمبر.
وما ذكر في الساحات ، هم مجرد أدوات توفرت فيهم عناصر الخيانة. أو ألصقت العملية لتوفر عنصر التصديق ( سهولة شراء الذمم، والكراهية للسعودية)..
والعمل يدخل في إطار الحرب بالوكالة .
هذا ليس تضخيماً للموضوع، إنما موزياً للسلوك والتوقيت والتنفيذ، والهدف.

" فتش عن المستفيد! "

2- أليس من الممكن إنتاج أفلام مضادة لشبكات التشويه، أو المبادرة بأفلام ضد من تعودنا منهم الإساءة .. نصنع من جرائمهم هنا، أو الجرائم المنتشرة في بلادهم، أو جرائم يتعرض لها السعوديين والخليجيين العرب في بلادهم في فترة السياحة؟
3- كيف يمكن عمل إنعكاسي .. أعني؛ استغلال الترندات المسيئة وتحويل رأس السهم المسموم ليرتد إلى من أطلقه ؟!

وأكرر، النقد البناء مطلوب .. لايوجد مجتمع ملائكي ولكن بشرط أن يصاغ النقد من أجل الفائدة .. لاكتشاف الأخطاء، والمساعدة على وضع الحلول، لا من أجل إثارة الكراهية.


هذا عن الإساءة من الخارج..

لكن ماذا عن التشويه والإساءة عندما تصدر من شبكة داخلية، ويستمر السكوت عن الفاعلين، رغم إساءتهم التي تفوق إساءة فيلم، مثل فيلم "حياة الماعز"؟!
إساءات تُصنع في الداخل، كما يحدث من تشويه متعمد، وإساءة لاحدود لها للمملكة والمجتمع، من خلال الأندية الرياضية.
وما أفاعيل "الجن الأزرق ، ومن ذي القرون المعقوفة، ومن الرجيم المرتاع ، وأدواتهم في بعض البرامج، إلا أكبر مثال على التشويه والتخريب في واحداً من أهم مشاريع الرؤية .. بالتحديد في كرة القدم، التي تعتبر واحدة من أهم عناصر القوة الناعمة.

لايمكن أن يكون المستقبل كما نريد بوجود أولئك المسيئين للدوري ولنجوم القوة الناعمة،  وللأندية، وللقدرات السعودية.

حلول:
1- أن يكون الولاء للقيادة والهم الوطني ، هما الأول فوق أي اعتبار، وفي أية حالة.. لا ولاء لأحد أو منهج أو فكرأو استراتيجية، إلا ما يؤكد 100% الولاء للقيادة والوطن. وأن يظهر هذا جلياً - قولا وعملاً ونتيجة ، أمام المواطن والعالم.
2- مراجعة المشروع الرياضي، وأدواته، بكل شخوصة وشخصياته، الداخلية والخارجية، وبدء فوراً بتصحيح الأوضاع.
3- - مراجعة استراتيجيات التعامل مع الإعلام الخارجي.. ومواجهة من يريد النيل من المملكة والمجتمع السعودي.
4- الإعتماد - كلياً - على القدرات السعودية المتخصصة والخبيرة في التعامل مع القوة الناعمة وإدارتها.
4- معالجة البرامج التي تحقق السطوة الإعلامية للمملكة، بمراجعة برامج القنوات والوسائل، وتوحيد جهات التشريع والتنفيذ، والرقابة والمحاسبة، في جهة واحدة.
__________
حكمة:
-  الأمور الجيدة؛ قد تأتي من الأمور السيئة.