العبث في مشروع عظيم..

كتب - عبدالله العميره

يسألني صديق عن سبب تركيزي  على الرياضة، وانتقاداتي القوية للأخطاء؟
ج:  لأنها مشروع عظيم من المشروعات المهمة بالمملكة.. أداة مهمة من أدوات القوة الناعمة لبلادنا،  ولأنها ضوء مهم لاستقطاب العالم لأهم دولة وأعظمها اقتصاداً؛ وإمكانيات من أجل الإستثمار. ولأنها من نوافذ نقل الصورة الإيجابية عن الشعب السعودي العظيم.

يغضبني جداَ سوء تعامل الإعلام ، واتحاد القدم ولجانه الـ13، وكذلك بعض المدرجات المتأثرة بالإعلام السلبي، وسلبية إدارات أندية حيال تلك الجماهير.
أما غرفة الفأر والتحكيم والنقل التلفزيوني ( يشاهده اليوم الملايين على الكرة الأرضية ) ؛ هذا حكاية خاصة من أشد الحكايات المسيئة للدوري السعودي أمام العالم.
___
فاصل قصير:
كتبت المقال قبل مباريات اليوم السبت، وانتظرت ماذا سيحدث.. فحدثت فضيحة جديدة بطلها غرفة الفأر - كالعادة!
بعد فضيحة تغيير الفأر لموقع رونالدو في المباراة السابقة أمام الإتفاق، يـأتي فار اليوم ليلغي هدف النصر الأول، ولا يتم اعادة الحالة !، بعد أن أخذ الحكم مع الفأر وقتاً طويلاً جداَ ليقرر الإلغاء!، وكأن الفأر محتار كيف يلغي ولو من ثقب إبره!، ولايريد أن يكرر فضيحته السابقة (مباراة النصر والاتفاق ), ولا يوجد حتى نقاش حولها على طاولة  ، التحليل..  ولم يتم عرض الإعادة إلا بعد 3 ساعات من نهاية المباراة في برنامج ( أكشن مع وليد)، هذه أم الفضائح. !!!

وكأن هناك توجيه بعد مناقشة  هذه الحادثة.. التعامل الصحيح إذا كان هناك سبب / تسلل، فلماذا كل ذلك الوقت لاتخاذ القرار. إلا؛ إذا كانت التقنية (خربانه).
إذا لم يتخذ في هذا العبث قرار ، فإن المشكلة في وقوع مشكلات متكررة بدون محاسبة صارمة، سيزيد من العبث.
وانقطاع الصوت في لحظة معينة من احتفالية النصر بعد المباراة!
هذا يعني أحد أمرين:
إما خلل في تقنية الفأر.
أو خلل في دماغ مشغل الفأر.
___
لا تُخربوا المشروع أمام العالم؛ بتعصبكم لنادي أو اثنين على حساب كل الأندية والرياضة في الوطن.
يجب التعديل، أو التغيير ( ولا أعتقد أن التعديل مجدي ، لأن المسألة عميقة ومتوارثة (!)، ترسخت في عقول المتعصبين أو الجهل بالعمل و بالتقنية وتأثير الخطأ، وهم يمسكون يزمام السلطة والتنفيذ، من المكاتب، وفي غرف النقل التلفزيوني.
الحل؛ التغيير .. بإزالة  من له ميول خاصة ويستعمل نفوذه لخدمة ميوله فقط؛ على حساب الوطن. أو من لايفهم في العمل ويفتقد الإبداع وتأثيراته .

يجب إبعادهم عن المسؤلية .. وليجلسوا في بيوتهم،  ويلونوا مجالسهم الخاصة بألوان أنديتهم المفضلة .. حينذاك لن يحاسبهم أحد.
من حق أي شخص تشجيع ناديه من المدرج، أو بيته أو الاستراحة. ويفرح ويرقص إذا فاز، ويعبر عن حزنه إذا خسر. غير مقيد.


لا أن يجلس على كرسي المسؤلية ويفرض ميوله ويكسر القوانين ويخالف، ويظلم، ولا أحد يقف في وجهه ويحاسبه ويوقفه، ويبعده.
قليل من الخجل.. استحوا ، العالم يشاهدنا !
___
وما يجري على أولئك؛ يجري على إعلام " التوك شو" القديم في غلبة الميول عليهم..
ابعدوا المتعصبين ممن يقولون انهم محللين.. والواقع لا نرى فيهم اي قدرة ولا عقل يلمس التعليق والتحليل العلمي وبأسلوب ولغة خطاب وثقافة عالمية تمس القلوب.
التحليل، يجب أن لايقوم به إلا؛ كبار، خبراء محايدين ـ لا شباب غض، تطغى عليهم ميولهم، ولا يرون إلا لون واحد، وكل همهم الشهرة باستفزاز الأندية الكبيرة.
يجب التعاقد مع خبراء لهم باع طويل في الحياة الرياضية، والاجتماعية، والفهم في الأبعاد السياسية، وحساسية العبارات التي تمس أفراد أو كيانات (أندية) أوجماهير، أو دول. والقدرة على (شد) المشاهد، وإثراء العقول واستثارتها لترى الإعجاز في المنجزات السعودية.

المهمة والهدف:  الإستقطاب، والإعجاب العالمي، والتأثير الإيجابي.

أطالب بسرعة تقييم الأداء الإعلامي - بخاصة الرياضي.  واستقطاب المتميزين في المجال ، وإعطاءهم دورات  قبل تسليمهم مهمة من أخطر المهن والمهمات، وهي ممارسة" الإعلام".
المشروع عظيم ( ملف تطوير الرياضة واستقطاب نجوم العالم)،  يتخطى أسلوب الردح والمناكفات الفارغة السطحية ، وأكبر  من أسلوب الإثارة السلبية العتيقة . ويتعدى أساليب الإستفزاز البغيضة مثل ما قام به لاعب الاتفاق محمد الكويكبي مع كريستيانو رونالدو
لابد أن هناك من يرى مثل حركات الكويكبي مع رونالدو، تنم عن عقلية تعيسة، وله هدف أراد الوصول إليه بمحاولة استفزاز الكبار..
وعلى أية حال كانت حركات بغيضة، لا تنم عن احترام، ولا عن عقلية احترافية يتابعها العالم ، ماحدث لم يكن احتكاك أو منافسة احترافية على الكرة.. الكل شاهد ما حدث .
ولا في التغاضي عن انتقاد حكم يتماهى مع لاعب متمرد، سئ، ومسيئ.
أعلم أن دوريات العالم مليئة بالمصائب..
لا أطالب بالمثاليات /  أو عمل خالص من أي شوائب وأخطاء  بسيطة، أو بمطالبات مستحيلة.

إنما المصيبة في تكرار  نفس الأخطاء  مرات كثيرة، وعدم المحاسة 
وإذا كانت دوريات العالم ، فيها مافيها من ظلم وحروب خفيه، ولوبيات ترفع لاعب وتحط من قدر لاعب.
أطالب أن يكون دورينا مثال للعدالة.. 
دوريات العالم ليست قدوة لنا، بل يجب أن نكون قدوة لهم. وللجماهير في العالم.
في ذات الوقت؛ يجب أن نفهم العالم جيداً، فليس كل من في العالم يريدون لنا الخير، ويفهمون في العدل والحق.

ما يحدث، أن أمامنا مشروع عظيم، وفينا من يسئ له.
كلامي واضح؛ لا أريد أن أعيد تكرار أمثلة واضحة أمامنا، وحتى أمام العالم من خلال ماتنقله الشاشات .
ولاننسى أن ما تنقله شاشات العالم، عن مخرج وناقل من عندنا. يمكننا التحكم فيه..
في كثير من أساليب نقل المباريات ما يندى له الجبين ( في التعامل مشاهد الجماهير، وفي نقلها، تعطي انطباعاً رائعاً للمشاهد.. كل جماهير الأندية، وليس التركيز على جمهور نادي، بإرادة اعطاء إنطباعاً بكثافة وتميز عن الآخرين، وهذا خلل في العقل وإخلالاً في العمل الإحترافي، وكذلك الاعادات، والتقنية المتعطلة أو التي يتم التلاعب بها) حتى وصلنا إلى مرحلة نجعل العالم يضحك علينا، بسوء العقلية الإحترافية التي لاتتناسب - على الإطلاق - بمشروع عملاق خططت له عقلية احترافية بامتياز.
_____
وبعد.. ماذا يجب في المرحلة التالية؟ 
يجب أولا؛ معالجة الأخطاء الواضحة .. التحكيم والنقل التلفزيوني، وبعض اللجان ذات القرارات غير العادلة.

ومن أهم الأدوار؛ الرفع  من مستوى وعي الجمهور.
نعم؛ المطلوب النزول لمستوى الجمهور للرفع من مستواهم، وليس مسايرتهم.. 
لتنفيذ المهمة، لابد من خطة ( كيف ننزل لمستوى الجمهور؟ ماهي الوسائل، وبأي لغة خطاب، بأي فكر - وكيف نرفع من مستواهم؟)؛  ليكون الجمهور مكمل للصورة الذهنية التي يجب أن تصل للعالم من خلال المدرجات، أوفي لقطات منهم، ومعهم، تبهر وتسعد.

(كيف يخلق الإعلامي المتميز الإثارة الإيجابية والابتعاد - كلياً؛ عن الإثارة السلبية التي تعودنا عليها في الإعلام؛ المضرة للمجتمع والبلد؛ على المدى القريب والبعيد)..
_____
مازال العبث ( أو بلغة أقل حدة ؛ مازل  العمل غير الاحترافي) في هذا المشروع العظيم مستمراً.. حتى الآن - في المجالات التي ذكرتها. وبالأخص غرفة الفأر، والنقل التلفزيوني.
هل من عاصفة تغيير؟