مفاوضات واشنطن–طهران: مناورات اللحظة الأخيرة

تحليل – إدارة الإعلام الإستراتيجي | BETH
الرياض – الإثنين 19 مايو 2025م
خلفيّة الحدث
بعد أربع جولات غير مباشرة بوساطة سلطنة عُمان منذ 12 أبريل، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي –على هامش «منتدى طهران للحوار»– أنّ الزمان والمكان للجولة الخامسة حُدّدا وسَيُكشف عنهما قريبًا، مؤكدًا في الوقت نفسه أنّ طهران لم تتلقَّ رسالة مكتوبة من واشنطن. تزامن ذلك مع تفاؤل وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي «بجدّية الرئيس دونالد ترامب لتحقيق السلام»، بينما كرّر ترامب تهديده بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي مع التلويح بالخيار العسكري إن تعثّرت المفاوضات.
قراءة الرسائل المتبادَلة
إيران تحاول الظهور بموقع المبادِر: إعلانها المسبق عن تحديد موعد الجولة الخامسة يهدف إلى إدارة الرأي العام الداخلي وكسب نقاط تفاوضية قبل كشف التفاصيل.
الولايات المتحدة تنتهج تكتيكًا مزدوجًا: نبرة دبلوماسية مهادِنة لطمأنة الوسطاء، تقابلها تصريحات حازمة تمنح واشنطن هامش ضغط إضافي.
عُمان تواصل ترسيخ دورها كقناة اتصال لا غنى عنها، مستثمرة رصيدها الدبلوماسي لإبقاء أبواب الحل مفتوحة.
تناقض الظاهر… والرسالة الحقيقية
التضارب بين «تحديد الموعد» و«عدم تلقّي رسالة مكتوبة» يكشف عن غموض مُثمِر تستخدمه طهران لإطالة عمر التفاوض، بينما تراقب واشنطن مدى استعدادها لاتفاق يسمح بتخصيب محدود داخل إيران مقابل نظام تفتيش صارم.
السيناريوهات القريبة
اتفاق إطار في روما
إعلان رسمي خلال أسابيع يفضي إلى تجميد تخصيب عالي النقاء، تخفيف عقوبات نفطية، وتهدئة إقليمية مؤقتة.
** جولة «صوريّة» بلا اختراق**
تصعيد إعلامي متبادل، خطوات إيرانية جديدة نحو تخصيب أعلى، واحتمال عقوبات أوروبية ثانوية.
انهيار المسار
عودة خطاب «الضغط الأقصى» وتحركات عسكرية أمريكية في الخليج، مع ارتفاع مخاطر إمدادات الطاقة عبر مضيق هرمز.
تقدير BETH
ترجّح المؤشرات الدبلوماسية والانتخابية الأمريكية توقيع «اتفاق إطار» خلال الجولة الخامسة بنسبة تقارب 55 ٪، شرط حسم بند التخصيب المحلي وآلية التفتيش. أمّا إخفاق الطرفين في اللحظات الأخيرة فقد يعيد المشهد إلى مربع التصعيد، مع كلفة جيوسياسية أكبر على أسواق الطاقة العالمية.
خلاصة: الغموض الإيراني والمقارَبة الأمريكية المزدوجة يشكّلان لعبة توازن معقّدة؛ غير أنّ نافذة التسوية لا تزال مفتوحة بفعل وساطة عُمان وحاجة واشنطن إلى إنجاز دبلوماسي قبل الانتخابات المقبلة.