3700 كتاب مُستبدل خلال معرض الكتّبية في "إثراء" وسط منافسة بين الزوّار
سميرة القطان - الظهران - بث:
اختارت مجموعة فتيات طريقة تشويقية للمنافسة على الفوز بالأكثر استبدالًا للكتب داخل معرض الكتبية لمقايضة الكتب، الذي يقيمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) ضمن مسارات برنامج إثراء القراءة (أقرأ) بنسخته التاسعة، حيث حظيت إحداهن بنيل المرتبة الاولى بعد أن قامت بتيديل ما يقارب 35 كتاب طيلة فترة إقامة المعرض الذي استمر من 11- 16 سبتمبر 2023، كما و أعلن المركز عن ارتفاع نسبة استبدال الكتب هذا العام بمعدل 3719 كتاب مقارنة مع العام الماضي.
وانتهجن الفتيات طريقة تقنية عبر الجوال، لمعرفة من الأكثر استبدالًا للكتب، وقالت نورة الحيدر بأن معرض الكتبية ساهم في تعزيز ونشر المعرفة القرائية وتجديد نبض المكتبات المنزلية، حيث شهدت أرفف الكتب بالفترة الأخيرة حيوية بطابع التغير، مضيفة "قمنا بإنشاء مجموعة عبر هواتفنا الذكية وبدأن بتحفيز بعضنا وتكللت مسابقتنا بنجاحي إذ بادرت باستبدال 35 كتاب في الكتبية، علمًا أن الكتب الذي وقع عليها الاختيار جميعها روايات تقود إلى تغذية ملكة القراءة لدي وتحقق شغفي وإلهامي". كما اعتبرت الفتيات المشاركات الفكرة بمثابة نثر لعالم القراءة بطريقة ناضجة قادرة على التنافس والتجديد.
ومن أبرز ما بادرت نورة باستبداله رواية "ترويض الشرسة" لـ وليم شكسبير، "تغريد في السعادة والتفاؤل والأمل" للمؤلف عبدالله المغلوث، وكتاب حكايات ساخرة (بيل ونبيل) للمؤلف نبيل المعجل، معتبرة أن فكرة الاستبدال والمنافسة على تجديد أرفف المكتبات الذاتية ماهو إلا فرصة ذهبية تقود إلى استكشاف عالم الكلمات المكتوبة ، فيما استبدلت أخرى كتاب "نيتشة وجذور ما بعد الحداثة" للدكتور أحمد عبد الحليم عطية بكتاب أخر وصفته بأنه "تأمل وفكر جديد وسرد روائي يسهم بالوقوف على واقع القراءة وما يمر بها من مستجدات ".
فيما اتجهت أنظار زوّار آخرون إلى الكتبية باعتبارها ملاذًا آمنًا للقراءة، فيروي الزائر عثمان العبد الواحد قصة تابعها بأحد أرفف الكتبية، مستلهمة من روح الأرث الإسلامي والنصوص القرآنية، واستوقفته قصص وروايات أخرى لكبار المؤلفين والكتّاب، مفضلًا قراءتها واستبدالها لاحقًا، بحسب تعبيره، منوهًا بأن "أركان الكتبية توحي بتنظيم عميق ومتكامل بين الكتاب وشغف الزوّار الباحثين عن تقارب لما يملكونه من كتب وجميعها مقتينات تُظهر جمال اللغة العربية وعمقها، لاسيما أن طابعي الحداثة والتقاليد برهان على التنّوع في المعروضات، وكما هو معروف الكلمة تنتصر لأن الرواية لها ميزة الاكتساح في المبيعات وكذلك في المقايضة داخل الكتبية بإثراء".
وفي جولة بين أروق الكتبية، بدت ملامح الاهتمام مختلطة مع الفضول والشغف، إذ يصف العديد من المتواجدين الذين وجدوا ضآلتهم في هذا المعرض بأن "نتاجه يؤدي إلى نشر ثقافة جديدة وفرصة سانحة تعزز من المشهد الثقافي العام". ومما تجدر الإشارة بأن المعرض يقام سنويًا تزامنًا مع مسابقة إثراء للقراءة (أقرأ) فيتم توزيع العديد من الكتب بين عدة أركان، ما يمنح الزوّار فرصة لتبديل كتبهم دون إتلاف القديم منها.