دور الذكاء الاصطناعي في تصميم الفراغات العمرانية وتمكين المدن
محمد عبدالعزيز الصفيان
تعد الفراغات العمرانية جزءًا أساسيًا من تصميم المدن والتخطيط الحضري. ومع تزايد سكان العالم وتعقيد احتياجاتهم وتطلعاتهم الحضرية، فإن تحسين وتطوير هذه الفراغات بات أمرًا ضروريًا لتلبية احتياجات المستقبل. ولذلك، يعد الذكاء الاصطناعي التكنولوجيات الحديثة التي توفر آفاقًا هائلة للتطوير والتحسين.
حيث تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل تعلم الآلة وتحليل البيانات والروبوتات، في تحسين الاستخدام المستدام للفراغات العمرانية وتجعلها أكثر فعالية واستدامة. فعلى سبيل المثال، يمكن لتقنيات تعلم الآلة استخدام نماذج محسَّنة للتوقعات السكانية والتغيرات الديمغرافية، وبالتالي تساعد في ضمان وجود موارد كافية لتلبية احتياجات السكان في المستقبل. كما يمكن أن يساهم تحليل البيانات في تحديد الفجوات في البنية التحتية واكتشاف فرص التطوير العمراني، وبالتالي يمكن تحسين توجيهات النمو الحضري. وعلاوة على ذلك، يمكن للروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي تحسين عمليات البناء والصيانة وإدارة الفراغات العمرانية بكفاءة أكبر وتقليل التكاليف.
وعلى المدى الطويل، يُتوقع أن يكون لتطوير الفراغات العمرانية باستخدام الذكاء الاصطناعي أثر إيجابي مستدام على التخطيط الحضري والنمو السكاني. حيث يعمل تحسين استخدام الفراغات وفعاليتها على تحسين جودة الحياة في المدن. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تحسين التخطيط الحضري باستخدام التكنولوجيا إلى توفير بيئة أفضل للمشاة وتشجيع استخدام وسائل النقل العام والدراجات. يمكن أيضًا أن يُحسِّن استخدام الفراغات العمرانية في التجمعات السكانية، وبالتالي يساعد في تفعيل الحياة المجتمعية وزيادة التفاعل بين السكان.
كما يمكن لتطوير الفراغات العمرانية باستخدام الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على النمو السكاني. حيث يعمل تحسين فرص التنقل والوصول إلى الخدمات والمرافق العامة على جذب المزيد من السكان إلى المناطق الحضرية. وبالتالي يمكن أن يؤدي زيادة السكان إلى زيادة قاعدة الاقتصادات المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي.
كما أن هذا التطوير سوف يساهم ايضاً في تحسين استخدام الفراغات وفعاليتها وجعلها أكثر استدامة، بالإضافة إلى تعزيز الجودة المعيشية والحياة المجتمعية في المدن. كما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتوفير مستقبلٍ أفضل للمجتمعات الحضرية. لذا، ينبغي على المجتمعات والحكومات العمل معًا لاستثمار في تطوير هذه التقنيات وتكاملها في عملية التخطيط الحضري وبناء الفراغات العمرانية من أجل مستقبل مستدام ومزدهر.
بالإضافة الى ذلك يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في تحسين عمليات التخطيط الحضري. من خلال تحليل البيانات الكبيرة والمعلومات الجغرافية،ويمكن للنظم الذكية الاصطناعية تحليل النماذج والاتجاهات المستقبلية للنمو السكاني واحتياجات التنقل والبنية التحتية، مما يمكن المخططين العمرانيين من اتخاذ قرارات أكثر دقة وفاعلية. ويمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في نمذجة السيناريوهات واختبارها لتحديد أفضل الحلول والخطط المستدامة للتنمية العمرانية.
كذلك يؤدي أيضاً إلى تحسين استخدام الأراضي. حيث يمكن للنظم الذكية الاصطناعية تحليل الأنماط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمعات المحلية، واقتراح استخدامات متنوعة ومبتكرة للفراغات العمرانية غير المستغلة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد أماكن مناسبة لإنشاء حدائق عامة أو مرافق ترفيهية، أو لتخصيص الأراضي لمشاريع سكنية أو تجارية تلبي احتياجات المجتمع.
وبالتالي سيساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة في المدن وتعزيز الاستدامة البيئية. ويمكن استخدامه في تنظيم حركة المرور وتحسين نظم النقل العام، مما يقلل من الازدحام وانبعاثات الغازات الضارة ويعزز النقل العام الذي يعتبر أكثر فعالية من حيث استخدام الطاقة وتلوث الهواء. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة استهلاك الطاقة والموارد في المدن، وتحسين كفاءة استخدام المياه وإدارة النفايات.
وأيضاً تعزيز التنمية المستدامة والتنمية الاقتصادية.وبالتالي جذب الاستثمارات وتعزبز الابتكار في القطاعات المرتبطة بالتخطيط الحضري، مما يؤدي إلى خلق فرص عمل وتنمية اقتصادية في المناطق الحضرية.
▪️هناك جانب أساسي آخر للذكاء الاصطناعي في التخطيط الحضري، ألا وهو قدرته على إشراك المواطنين بعملية التخطيط باستخدام مناهج التحليل الاستنباطي وتقنيات المعالجة اللغوية العادية التي تمكن المخططين من جمع تقييمات السكان حول مواقع المتنزهات أو مسارات المواصلات العامة وغيرها من التفضيلات.
▪️كما يمكن للذكاء الاصطناعي تزويدنا بعدد من المميزات الإضافية، ومنها:
كفاءة أعلى.
وتحليل بيانات أكثر دقة.
وصناعة قرار مميكنة.
كذلك سلاسة حل المشكلات.
وتعزيز المشاركة المجتمعية.