نتيجة إستطلاع في الرأي العام

كتب - عبدالله العميره

قبل أيام أجريت على حسابي في تويتر استطلاعاً..

سألت :

أي القنوات تستحق المتابعة في تغطية عمليات روسيا - عطفاً على المتابعة للحدث (في أوكرانيا) والحيادية.. والإحترافية في الأداء؟

كانت النتيجة كالتالي:

وعلق بعض المتابعين والمتابعات..

أجمعوا على أن القنوات تفتقد للمصداقية.. معللين رأيهم بأنها مؤدلجة.. وأن كل قناة أو ” وسيلة إعلام ” تسير وفق سياستها الخاصة .

ما معنى الأدلجة؟

من أهم التعريفات العلمية:

أنها مجموعة منظمة من الأفكار تشكل رؤية.

والأيديولوجيا؛ تعني القناع أو التعارض مع العلمية.

وأن الإيديولوجيا؛ علم مختص بتيان الوعي والقوانين والعلاقات التي تحكم هذا الوعي.

عندما نقول أن تلك القضية قضية مؤدلجة، أي تَدَخُّل فكر معين او راي ليميل الناس لتلك القضية او ينفروا منها.

_____

يمكنني تفسير الآراء المشاركة في الإستطلاع:

وجود متابعة لجميع القنوات ووسائل الإعلام، لمعرفة مستجدات الحدث.

ويتبين لي من الإستطلاع، والآراء المشاركة ، والآراء التي سمعتها، ووصلتني هاتفياً، أو سألتُ فيها مباشرة؛ أن في المجتمع وعي.. وتأكد لي أن الجمهور، يمكن معرفة إتجاهاته..

( كل ما كان الجمهور واعياً، صار أكثر استيعاباً للرسالة.. وهو الجمهور المطلوب ، لأنه يستطيع أن يؤثر على غيره، ويوسع دائرتنا)..

إذا مزجنا الحدث والجمهور ( هنا ) كمثال، يمكن استنتاج رأي عام يتشكل بحسب ما نريد ، وهو قادرعلى تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما، أو مجموعة من المعتقدات الصحيحة والخاطئة القابلة للنقاش.

( بحسب ذلك، لابد أن يكون القائمون على الإعلام في مستوى عال من القدرة / علم ومعرفة وخبرة كبيرة، وفكر متطور).

وكما ذكرت لأحد المتابعين (Mohammed) أن على وسائل الإعلام أن تحترم عقلية الجمهور.. حتى لاتفتقده.

وأكثر المناقشين جدية حول الإستطلاع (Sona Salahaldeen) ، في البداية، قالت:

”ولاوحدة.. فقدنا المصداقية”

وقالت كلاماً مهماً:

”صعب تتحقق (المصداقية) بسبب رؤية وسياسة كل قناة خاصة لديها أجندة معينة تخدم مصالحها”.

ثم أثارت نقطة مهمة، أشارت فيها أن الإعلام الرقمي له التأثير على الجمهور، وأنه المسيطر..

وقالت: “ عندنا مشكلة، وهي أن تصديق الشائعة أسهل من نفيها حتى لو جئت بالأدلة والبراهين”..

_____

لقد منحتيني Sona Salahaldeen فكرة موضوعين:

( كيف يعيد الإعلام الثقة إلى الجمهور؟)

( كيف يمكن التأثير على الجمهور؟)

وسأترك النقاش في هذين العنوانيين بعد أن أستطلع رأي الجمهور..

هنا، ويمكن الكتابة لي على الإيميل:

a1@bethpress.com

أوفي حسابي على تويتر.

_____

خلال فحصي للإستطلاع ودراسة النتيجة.. حدث إتصال هاتفي بيني وبين الصديق استاذ الإعلام الدكتور تركي العيار.

وعادة مع الأصدقاء..

جزء من الحديث ودي، بعيد عن العمل. وجزء أكبر في العمل.

خلاصة حديثنا ، هذه المرة في سؤال:

هل ستنتهي الصحافة الورقية؟

قلت، لا.

إنمــا؛ إذا ضعف المحتوى ؛ تنتهي وسيلة الإعلام، ورقية أو الكترونية..

حديث طويل، ذكرت فيه الأسباب والأمثلة.

وهو ما يقود إلى سؤالين:

الأول ، يتعلق بالتأثير .. أيهما أكثر تأثيراً؟ وأيهما أوسع إنتشاراً..وكيف؟

وكيف نحقق الإنتشار؛ ونوسع الدائرة؟

وليس فقط الإنتشار، إننا نبحث عن التأثير الإيجابي.

في العالم، والعالم العربي.. الأكثر إنتشاراً، هي الوسيلة المتخصصة في الحوادث والفضائح!

وهناك وسائل، من تركز على القضايا الإنسانية التي ( تدغدغ ) المشاعر.

وهناك من تخلط بين الترفيه، والمصائب، أو المسلسلات التي ترسخ الكآبة، ومعلوم أنك لايمكن أن تطالب الإبداع من مكتئب، لأن عقله قد انشغل بالعالم السفلي!

وهناك برامج رائعة، تقدم مادة مفيدة في قوالب جذابة ( هنا الإحترافية).. هذا قليل في إعلامنا العربي ، الذي يعتمد ثلاثة خطوط في الطرح:

1- التقليد / تقديم برامج مقلدة، ولكن بعرض بارد.

2- ومسلسلات وأفلام في الحب والهم والغم، في آن واحد!

3- وعروض إخبارية تقليدية / خطاب، أو مخاطبة الذات.

الثاني: في زمن التقنية، هل هناك شئ أسمه إعلام رقمي، وإعلام تقليدي؟

هل المحتوى هو المقصود بالتقليدي (الوسيلة) أو (المضمون)، أعني إدارة وإخراج المحتوى؟

السؤال المهم، ما هي علاقة الوسيلة بالمحتوى.. وما علاقة المحتوى الورقي بالرقمنة؟

_____

في الختام..

أعيد السؤالين السابقين:

كيف يعيد الإعلام الثقة إلى الجمهور؟

وكيف يمكن التأثير على الجمهور؟

وأضيف سؤال ثالث:

كيف نشكل رأي عام؟

وإشارة:

العلام في الإعلام يؤكد ” إن الحديث عن الرأي العام واإلعالم يمكن أن نضعه ضمن معادلة بسيطة تتمثل في : من يؤثر

بمن؟ “

وإشارة مهمة:

لايكفي القراءة في الكتب المتعلقة بالإعلام وتشكيل الرأي العام.

ضعوا الجملة التالية في الإعتبار:

” الصحفي الحاذق هو السايكولوجي الماهر”.

سؤال أخير:

هل لدينا تخصص في الإعلام يدرس الجمهور المحلي والعربي والعالمي. يعرف جيداً الوظائف العقلية و السلوك، والفرق بين الجمهور العربي والأجنبي؟

أم أن الرسالة تنطلق كيفما اتفق، وبحسب أجندتي، يتم الإملاء على المتلقي .. ولايهم هل تؤثر أولا ؟!

وهل نملك التخصص في دراسة تأثير الرسالة؟

قد يوجد، لكن ليس بالعدد المؤثر.

وإذا لايوجد - وهذا هو الحاصل؛ فلماذا يتم صرف المليارات.

يكفي مجموعة صغيرة تقدم رسالة بأقل التكاليف..