هل ستتأثر روسيا بقرار فصلها عن " سويفت" ؟

مروة شاهين - بث:

قال قادة مجموعة السبع اليوم الاحد27 فبراير 2022 م، ان الحلفاء الغربيين قرروا قطع بعض البنوك الروسية عن نظام الاتصالات بين البنوك فى جميع انحاء العالم الذى يطلق عليه سويفت.

ولم يحدد البيان في اعلان مشترك نشرته الرئاسة الفرنسية المصارف الروسية التي ستتأثر. واضاف انه سيتم قريبا إطلاق فريق عمل لتنسيق العقوبات ضد روسيا.

ما تأثير هذه الإجراءات؟

بحسب الخبراء الغربيين؛ فإن هذه التدابير سوف تخرج روسيا فعليا من أهم نظام للرسائل المالية في العالم وتقوض قدرة الكرملين على استخدام احتياطياته من البنك المركزي للحد من تأثير العقوبات الأخرى، وكان المسؤولون الاوكرانيون قد طالبوا الحلفاء الغربيين بقطع روسيا عن سويفت ردا على الغزو وجعل البلاد منبوذة دوليا وماليا بشكلٍ كامل.

وكان بعض الحلفاء الأوروبيين مثل ألمانيا وإيطاليا قد أعربوا في وقت سابق عن قلقهم من أن قطع وصول البنوك الروسية إلى سويفت من شأنه أن يسبب أضرارا اقتصادية جانبية، لكنهم وافقوا على اتخاذ هذه الخطوة بعد ضغوط عامة وأيام من الاجتماعات المكثفة.

مضمون القرار

وذكر بيان مشترك ان الالتزامات التى وافقت عليها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى وفرنسا والمانيا وايطاليا والمملكة المتحدة وكندا امس السبت تنقسم الى خمس فئات رئيسية.

١- فصل بنوك روسية مختارة عن سويفت، وهي الخطوة التي أشار إليها مسؤول رفيع المستوى في إدارة بايدن باسم “نموذج إيران”.

٢- تقويض قدرة البنك المركزي الروسي على الدفاع عن الروبل.

٣- الحد من بيع ما يسمى جوازات السفر الذهبية التي تسمح للأثرياء الروس بأن يصبحوا مواطنين في الدول الغربية.

٤- إطلاق فرقة عمل عبر الأطلسي لمطاردة أصول الروس الخاضعين للعقوبات من أجل ضمان إنفاذ العقوبات.

٥- تكثيف التنسيق ضد التضليل الروسي وغيره من أشكال الحرب الهجينة، بحسب ما ذكر البيان.

ما هو “سويفت” ؟

سويفت: جمعية الاتصالات المالية بين البنوك في جميع أنحاء العالم، وهو نظام المراسلة الآمنة الرئيسي الذي تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة وآمنة عبر الحدود، مما يسمح للتجارة الدولية بالتدفق بسلاسة. وقد أصبحت الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية. في عام 2020، تم إرسال حوالي 38 مليون معاملة كل يوم عبر منصة سويفت، مما سهل صفقات بقيمة تريليونات الدولارات.

هل الفصل عن سويفت مدمراً للاقتصاد الروسي ؟

إن استبعاد البنوك الروسية من سويفت يقيد وصول البلاد إلى الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم،وسوف تجد الشركات والأفراد الروس صعوبة في دفع ثمن الواردات والحصول على النقد مقابل الصادرات أو الاقتراض أو الاستثمار في الخارج.

و مع ذلك، يمكن للبنوك الروسية استخدام قنوات أخرى للدفع مثل الهواتف أو تطبيقات المراسلة أو البريد الإلكتروني. ومن شأن ذلك أن يسمح للمصارف الروسية بسداد المدفوعات عن طريق المصارف في البلدان التي لم تفرض عقوبات، ولكن بما أن البدائل من المرجح أن تكون أقل كفاءة وأمنا، فإن حجم المعاملات قد ينخفض وترتفع التكاليف، مما سيتسبب بخسارة روسيا لنسبة كبيرة من تجارتها الخارجية.

هل ستضرر دولٌ أخرى غير روسيا بهذه الإجراءات ؟

تشير التوقعات الغربية، الى إن منع سويفت في روسيا قد يضر في الواقع ببعض البلدان الأوروبية، وخاصة ألمانيا وإيطاليا. وبدون سويفت، سيكون من الأصعب على هذه البلدان شراء النفط والغاز الروسيين الذان تشتد الحاجة إليهما، كما إن الدول التي تتعامل مع روسيا تجارياً، اي تستورد منها و تصدر إليها، ستجد صعوبات كبيرة في عملية دفع او استلام الأموال، مما يجعل الكثير من التجار و المستثمرين يعزفون عن التعامل مع الشركات الروسية، تجنيباً للصعوبات المالية و ربما تجنباً للعقوبات الأجنيية.