الطوب العازل: هدنة بين البيئة وتنمية العُمران l تقرير

أمنية باهر زاهد - بث:
برغم تسارع عجلة التنمية والعمران وخفوت بريق الجوانب البيئية، الا أن العلم مازال مصراً على الحفاظ عليها، وأهل العلم حملوا الأمانة على عاتقهم يوماً تلو الآخر حتى باتت عوامل تسريع عجلة التنمية صديقة للبيئة والطاقة المتجددة.
المهندس كمال القبلي، ابن المدينة المنورة ومهندس المَنشَأ، قام بملازمة العديد من ميادين العمل، الا أن استهلاك الموارد البيئية بشكل مستمر كان في نظره مشكله مشتركة بين جميع تلك الميادين، "إن لم نقم بالحفاظ على موارد الطبيعة، ستنضب!" هنا كانت بداية شعلة الابتكار، حيث عبر المهندس كمال عن قلقه حيال استمرارية استهلاك البيئة حولنا، وتحديداً في البناء.

عمل المهندس كمال على تطوير تقنية البناء بالطوب حتى توصل إلى ابتكاره للطوب العازل، حيث تقوم الفكرة على أساس تقليل الفواصل بين الطوب في البناء، وفسّر: "نحن نتحدث عن ما يقارب خمسة عشر صفا وخمسة عشر فاصلا بينها على ارتفاع الجدار، كل تلك الصفوف والفواصل تتسبب في تسرب للطاقة، باستخدام الطوب العازل تم تقليص تلك الفواصل إلى صفر"، كان هذا أساس عمل الطوبة العازلة، أما بالحديث عن النسب فقال: "أكاد أجزم أننا قمنا بتوفير 85% من تسربات الطاقة من وإلى المباني، مما يؤدي إلى توفير استهلاك الكهرباء إلى حدود ونسب مقاربة لنسبة التوفير (85%)". فيما بيّن أن آلية الطوب تقوم على مبدأ التراكب.
ووضح القُبلي أن صناعة وطريقة تركيب المادة في الموقع تعمل أيضاً على تخفيف عمليه استهلاك هوالك الطوب، "إن ذهبنا إلى مواقع البناء نجد ما يقارب 25% مادة مهدرة من الطوب لا يعاد تدويرها واستخدامها"، فيما يؤثر كل هذا على المواد الطبيعية ونسب تواجدها في البيئة، وأضاف: "استخدام هذا الطوب يعمل على تخفيف الهالك، لا يمكن أن تصل نسبة الهالك إلى 0%؛ فلا يوجد بناء دون نتاج هالك، لكن يمكننا إن نقلصه إلى نسبة هالك لا تُذكر، فعوضاً عن كونه 25% قد يتقلص إلى 5 -7% "
"لا يتمحور الأمر حول أن تصلك المواد جاهزة لموقع البناء وتقوم باستخدامها كمهندس وحسب، الأمر أعمق من ذلك، قبل أن نصل إلى خطوة التشييد علينا أن نقترب من عملية الصناعة"، كان هذا البُعد المؤثر الذي ولّد زخم الأفكار لدى المهندس، وفي حين أن للمراحل التعليمية ومستوياتها المختلفة دور كبير، إلا أن الاقتراب من الميدان والدخول في مراحل التصنيع كان العامل ذو التأثير الأكبر في حياته.
مازال الإبتكار في إلى مراحله، فيما علّق المهندس: "مازال الابتكار في مرحلة الدراسة المصنعية، في الأيام القادمة تتضح بمشيئة الله عملية الاتفاقيات مع عدة مصانع، وتكون بداية الإنتاج"
"الإختراعات لاتولد من الفراغ" هكذا ختم المهندس كمال حديثة مقدماً نصيحة للشباب والشابات مهندسي المستقبل، حيث أكد أن الميدان يعد من الكنوز التي تكاد أهميتها تخفى على الكثير منهم فيما أعرب عن مخاوفه من ابتعادهم عن الميدان، مضيفاً: "مهما بلغ مقدار المعرفه التي تتلقاها ومستواها، لا شيء يقارن بالميدان، إن التواجد بالميدان ودخول مناطق التصنيع هو ما يولد الأفكار، أرجو ألا يتوه هذا الكنز عن ناظري المهندسين".

