جريمة اختطاف العرائس في قيرغيزستان: الحل في لعبة ( خاص)

news image

”من اغرب عادات الزواج في قيرغيزستان بآسيا الوسطى، أن خطبة الفتاة تتم من خلال التربص بها واختطافها ثم حبسها قبل الاتصال بذويها وطلب يدها.

وينعقد الزواج بوضع وشاح ابيض على رأس العروس، بينما الرفض يعرضها للاغتصاب والزواج بالإكراه.أما الأسر فإنها ترغم الفتاة المخطوفة على الزواج خوفا من العار..

”بث” تتناول هذه الظاهرة في التقرير التالي من العاصمة بشكيك .

بشكيك- خاص


تسعى لعبة في الهواتف الذكية تشبه الكتب الهزلية المصورة تم اطلاقها مؤخرا الى اجتثاث عادة غاية في الغرابة تتمثل في
اختطاف العرائس والاقتران بهن دون رغبتهن في دولة غيرغستان . اللعبة مصممة خصيصا للفتيات في سن المراهقة ولكن يمكن لأي شخص ان يقوم بتحميلها من الشبكة العنكبوتية.
وتحكي اللعبة قصة طالبة جامعية كرست حياتها لإنقاذ صديقة لها تم اختطافها ثم أرغمت على الاقتران بزوج لا ترغب فيه جريا على هذه العادة التي يعود اصلها الى القرون الوسطى والتي تسود في هذه الدولة الاسيوية البالغ عدد سكانها 5و6 ملاييننسمة.

وتتضمن اللعبة المسماة ” جرعات: ربيع بشكيك” ارشادات ونصائح تساعد الفتيات على تجنب المواقف التي قد يتعرضن فيها الى الاختطاف.

وعادة قيام الرجال العزاب باختطاف العرائس اللواتي يرغبون فيالاقتران بهن ثم يرغمونهن على الموافقة على الزواج منهم ليست جديدة في قيرغيزستان، إلا أنها تعرضت في الآونة الأخيرة إلى انتقادات حادة في هذه الدولة الآسيوية بعد لجوء عروستين مختطفتين إلى الانتحار في غضون شهرين.

·
جريمة ولكن

ومن الناحية الرسمية،يعتبر اختطاف العرائس جريمة في قيرغيزستان،إذ يحدد القانون الجنائي عقوبة اختطاف العرائس بالسجن لثلاث سنوات.

غير أن الواقع يشير إلى أن حالات قلائل فقط تصل إلى المحاكم. وحتى الذين تتم محاكمتهم يفلتون من السجن بعد دفع غرامة مالية صغيرة.

ويقول غازبوبو باباياروفا مؤسس معهد كيز كورغون ، وهومنظمة غير حكومية تسعى لاستئصال ظاهرة اختطاف العرائس في قيرغيزستان،” في مامضى،كانت ممارسة اختطاف العرائس تتم في المناطق الريفية ولكنها تنتشر الآن في كل
مكان بما في ذلك العاصمة بشكيك.”

ويستطرد باباياروفا قائلا،”يشير باحثونا إلى أن مابين 68 و 75 بالمئة من الزيجات في قيرغيزستان تتم من خلال اختطاف العرائس.”

ويشير باباياروفا إلى أن الضائقات الاقتصادية واحدة من منظومة من الأسباب وراء التصاعد الأخير في اختطاف العرائس حيث تسعى العديد من الأسر إلى تفادى دفع المهور ونفقات الزفاف.

ويوضح باباياروفا قائلا إن ذوي الأولاد الذكور يشجعون عملية الاختطاف .وفي بعض الأحيان يتهيب الأولاد من الحصول على إذن من الفتيات.
ولذلك يرون أن من الأسهل لهم اختطافهن لأنهن قد يرفضنهم إذا ما تقدموا لهن.”

ومن الأسباب الأخرى ؛ انه حتى في وجود قانون إلا انه لا يوضع موضع التنفيذ. وبما أن الخاطفين لا يتعرضون للعقاب فان أعمال الاختطاف تكرر مرة تلو الأخرى.”

·
هكذا يتم الاختطاف

وفقا للتقليد المتبع، عندما يرغب قيرغيزي في العشرينات من عمره في الزواج لأول مرة ، فانه يختار عروسا ومن ثم يشرع في التخطيط لاختطافها. ويقوم الرجل وأصدقاؤه بالقبض على الفتاة في الشارع ، باستخدام العنف أحيانا، ويضعونها بالقوة في سيارة تنقلها إلى بيت أسرة الخاطف. وتترك بقية الترتيبات لقريبات الرجل اللواتي يبذلن ما في وسعهن لإقناع المخطوفة بالاقتران بالخاطف.

وتتعرض الفتاة لضغوط عنيفة قد تتضمن العنف الجسدي، ولكن في معظم الأحوال يمتنع الخاطف عن اغتصاب الفتاة.

وإذا وافقت المخطوفة على الزواج في نهاية الأمر ، تقوم عائلة الزوج المرتقب بوضع طرحة بيضاء على رأس الفتاة وتطلب منها تحرير رسالة إلى أبويها .ويحمل ذوو الخاطف الرسالة إلى عائلة
العروس طالبين يد ابنتهم لابنهم ومن ثم يرتبون لحفل زفاف سريع وعاجل.

وفي حين أن عائلة العريس تشارك في ” اختيار”العروس و التخطيط لاختطافها، إلا أن أسرة الفتاة لا تعرف شيئا عن الخاطف ولا عن نواياه إلا بعد اكتمال عملية الاختطاف.


نعم لمعاقبة الخاطفين

وتقول بوبوسارا رايشلوفا، مديرة المركز النسائي للازمات في بيشكيك، “معظم المخطوفات يوافقنعلى البقاء مع خاطفيهن مكرهات. لقد قيل لهن منذ نعومة أظافرهن أن عليهن احترام الكبار الذين دائما ما يأمرونهن بوضع” الطرحة البيضاء” على رؤوسهن .إنهن يتعرضن لضغوط نفسية هائلة.”

وتمضي رايشلوفا قائلة ،” إذا لم توافق الفتاة على الزواج فإنها قد تغتصب، ومن ثم تنجب وعندئذ لن تتمكن من مغادرة منزل الزوجية.وقد يتهمها الزوج بأنها لا تحبه مما يعرضها للمزيد من العنف.”

وتقول انارا نيازوفا، رئيس شعبة القانون بالجامعة السلافونية ،” ثقافتنا تقوم على فكرة مقولبةفحواها أن على البنت أن تتصرف وفقا لأساليب فرضها عليها المجتمع.” ونتيجة
لذلك فان النساء نادرا ما يلجأن إلى القانون .وعلى الرغم من تجريم اختطاف العرائس في قيرغيزستان منذ عام 1994ن إلا أن القانون نادرا ما يوضع موضع التطبيق. وفي المناطق الريفية والقرى الجبلية من البلاد فان واحدة من كل ثلاث عرائس تتزوج بهذه الطريقة.
وبعض العرائس المخطوفات في سن دون البلوغ.

غير ان ذلك لم يمنع منظمي لقاء جماهيري حاشد في بلدة كاراكول التي شهدت انتحار العروستين مطالبة السلطات بتعزيز تطبيق القوانين لمعاقبة الرجال الذين يلجؤون إلى الخطف كوسيلة للحصول على زوجة.

في غضون ذلك اصبحت لعبة “جرعات: ربيع بشكيك” اقوى سلاح في ايدي فتيات غيرغستان قاطبة حيث تزودهم بجرعات من النصائح والارشادات لحماية انفسهن من الخطف.

اللعبة تبدأ بالتحرش