كيف علّق الإعلام الأمريكي والأوروبي على مفاوضات أمريكا - إيران؟

news image

متابعة وكالة BETH

الصحافة الأمريكية

نيويورك تايمز ركّزت على “الركود العميق” الذي بات يخيّم على المفاوضات، معتبرة أن الإفراط في الشروط يقلّص فرص الحل الدبلوماسي ويعزّز احتمال الخيار العسكري.

واشنطن بوست اعتبرت الجولة الخامسة “استنزافًا للوقت والموارد” وحذّرت من تآكل مصداقية الولايات المتحدة أمام حلفائها إذا لم تظهر نتائج ملموسة قريبًا.

شبكات الأخبار الرئيسية (CNN، MSNBC) تساءلت عن الجدوى من استمرار الاجتماعات غير المباشرة، فيما طالبت تيارات محافظة بجمْد التفاوض واللجوء إلى “عقوبات أكثر حدّة” أو “ردع عسكري” إذا لزم الأمر.

الصحافة الأوروبية

الجارديان البريطانية انتقدت تهميش أوروبا في سياق المباحثات، محذرة من أن افتقاد التنسيق مع باريس ولندن وبرلين يضعف الجبهة الدبلوماسية الغربية.

فايننشال تايمز سلطت الضوء على انقباض هامش المناورة الاقتصادية لإيران تحت وطأة العقوبات، لكنها أكدت أن انسداد الأفق التفاوضي يزيد من تقلبات الأسواق ويفاقم أزمة الطاقة.

وسائل مثل لو موند الفرنسية ودير شبيغل الألمانية عبّرت عن القلق من تكرار السيناريو القديم: جولات تفاوضية لا تنتهي بانفراجة، وحثّت على تحريك “آلية الزناد” للعقوبات في حال استمر الجمود.

 

ماذا بعد؟

جولة سادسة موسعة

استمرار الاجتماعات بوساطة إضافية قد تشمل دولًا أوروبية أو حتى الصين وروسيا، في محاولة لتخفيف حدة الشروط المتبادلة وفتح مسارات فرعية للتفاهم.

ضغوط اقتصادية جديدة

تفعيل آلية “سنابباك” للعقوبات عبر مجلس الأمن أو فرض حزمة أوروبية مستقلة، لاستنزاف إيران اقتصاديًا ودفعها نحو تنازلات أكثر واقعية.

توجيه رسالة عسكرية

حجز الخيار العسكري “قيد الطاولة” عبر مناورات أو نشر بطاريات صواريخ متوسط المدى في المنطقة، من شأنه رفع مستوى الضغط الاستراتيجي قبل استكمال المسار الدبلوماسي.

حلول جزئية مقايضة

اقتراح تبادل مقابل: تجميد طفيف للتخصيب (مثلاً خفضه من 60% إلى 20%) مقابل فتح جزئي للأرصدة المجمدة وإعفاءات محدودة للنفط، كـ”صفقة مرحلية” تكسب الوقت وتمنع الانهيار الكامل للمفاوضات.

يبقى الفارق الأساسي في مدى استعداد واشنطن وطهران للتخلي عن بعض “الخطوط الحمراء” دون إخلال بوجاهة الموقف الداخلي لكل منهما. وفي ظل هذا المأزق، تُركّز الأنظار على قدرة أوروبا على استعادة دور الوسطى، وعلى مدى جديّة عرض تخفيف العقوبات مقابل جمود نسبي في تخصيب اليورانيوم.

 

في الصحافة الأميركية ثنائية في التفسير:

إيرانية بامتياز
يرى عدد من المعلّقين أنّ إطالة أمد المفاوضات هو بالضبط ما تريده طهران، فقد وظّفت تكتيكات المماطلة لشراء الوقت، وإظهار قوتها ومراسها، وإجبار خصومها على إعادة النظر بشروطهم بإرادتها. هذا الموقف يبرز بقوة في تحليلات مثل تلك الصادرة عن معهد واشنطن، التي تشير إلى “استخدام إيران الماهر للتسويف كأداة تفاوضية لزيادة نفوذها” Washington Institute.

أميركية أو بالأحرى أميركيّة–غربية
في المقابل، يركّز بعض المحللين على صرامة الموقف الأميركي – ولا سيما “الخطّ الأحمر” المتمثّل في وقف التخصيب نهائيًا قبل رفع أي عقوبات – بوصفه العامل الرئيسي المكبّل للمفاوضات، ومنح إيران هامش المناورة الذي تستغله للتملّص والتسويف. هذا المنظور تجلّى في تقارير رويترز التي أشارت إلى “تباين المواقف المتشدد من الطرفين، لا سيما تمسّك واشنطن بعدم السماح لإيران بالاحتفاظ بقدرات تخصيب”  

 

الخلاصة
الإعلام الأميركي منقسم بين من يعتبر التسويف الإيراني إنجازًا تكتيكيًا لإثبات القدرة والضغط على حلفاء الولايات المتحدة، وبين من يحمّل واشنطن مسؤولية التعطيل عبر اشتراطات تعجيزية منحَت إيران فرصة المماطلة.