إيران - أمريكا - إسرائيل.. بروفات حرب أم مسرحية إعلامية؟

news image

  تحليل وكالة BETH

أعلن الحوثيون إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مطار بن غوريون قرب تل أبيب، واعترضته الدفاعات الإسرائيلية.

ردّت إسرائيل بضربات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن، فيما شنت الولايات المتحدة ضربات مماثلة (50يوم) ضد منصّات إطلاق الصواريخ، ومواقع متفرقة - بحسب  التصريحات الأمريكية.

حذرت إيران واشنطن وتل أبيب من أنها ستدافع عن منشآتها النووية “بإجراءات خاصة” حال استهدافها.

في الوقت ذاته، انطلقت الجولة الخامسة من المفاوضات النووية في روما وسط تشدّد إيراني حول التخصيب.

 

قراءة في الحالة

ورقة ضغط متبادلة

الحوثيون، بدعم لوجستي من إيران، يستغلون قدراتهم الصاروخية لموازنة خيارات الردع الإسرائيلية–الأمريكية.

الردّ العسكري المحدود إلى الآن يؤكد أن لا طرف يملك نية أو قدرة على حسم المعركة بشكل جذري في هذه المرحلة.

التصعيد السياسي النووي

الخطابات الإيرانية تُظهر إصرارًا على الحفاظ على برنامج التخصيب، بينما تسعى الولايات المتحدة لإعادة إحياء الاتفاق النووي بشروط صارمة.

تهديدات طهران بخوض مواجهة دفاعية على منشآتها النووية تزيد من أخطار الانزلاق إلى مواجهة مباشرة.

 

بروفات لعمل أكبر.. أم مسرحية لتوجيه الرأي العام؟

سيناريو البروفات الكبرى

اختبار رد الفعل: رصد قدرة الدفاعات الإسرائيلية على الاعتراض وقياس سرعة الاستجابة الأمريكية–الإسرائيلية.

تموضع تحالفات جديدة: إظهار تطوّع الحوثيين كذراع فعّال لإيران، وإيهام العدو بإمكانية توسيع جبهات القتال، مما يدفعه إلى إعادة تموضع قواته.

تهيئة المجتمع الدولي: خلق حالة من القلق لتبرير أي تصعيد لاحق، سواء هجومًا بريًا أو ضربات في العمق الإيراني.

مسرحية لتضليل الرأي العام

تصدير الانشغال: تشتيت الاهتمام عن الأوضاع الداخلية في كلّ من إيران وإسرائيل عبر افتعال “أزمة خارجية”.

إيهام الشارع بالقوة: إبقاء المواطنين مطمئنين باستعداد قواتهم، عبر عرض مشاهد اعتراض الصواريخ والضربات المضادة.

امتداد الحملة الإعلامية: استخدام إطلاق الصواريخ والردّ العسكري كمواد دعائية في الصحف ووسائل التواصل؛ لرفع منسوب الخوف والأمن في آن معًا.

 

مآلات محتملة

تمهيد لمعركة أوسع

إذا اعتبرت طهران والإسرائيليون النتائج إيجابية من حيث “اختبار القدرات”، فقد تُرفع وتيرة الهجمات وتتجه نحو عمق الخصم، بما في ذلك مواقع إيرانية أو قوافل صواريخ على طول السواحل.

ابتزاز دبلوماسي–اقتصادي

قد يُقايض الحوثيون وإيران وقف إطلاق الصواريخ بتسهيلات اقتصادية أو تخفيف جزئي للعقوبات، بمساعدة وسطاء مثل سلطنة عُمان إلى جانب روسيا والصين.

تجميد الصراع على مستوى منخفض

يبقى الوضع على ما هو عليه من “حرب استنزاف منخفضة الشدة”، حيث تستمر الهجمات والإعتراضات بدون حسم نهائي، ويُصار إلى استغلال حلقات الصراع لتوجيه الرأي العام محليًا وإقليميًا.

انفجار مفاجئ خارج توقعات اللاعبين الرئيسيين

قد يطرأ عامل مفاجئ (تغيير حكم في إيران، حادث أمني كبير، انقلاب داخلي في اليمن) يعيد تشكيل خريطة الصراع ويطيح بكل التقديرات الراهنة.

 

في النهاية، تتأرجح المنطقة بين بروفات تحضّر لـ”حرب كبرى” ومسرحيات إعلامية تغذيها آلة الدعاية لدول وأحزاب، بينما يبقى الشارع الإقليمي رهينة هذا التلاعب بين صواريخ واقعية وخطابات أشد واقعية.