مفاهيم بين الحقيقة العلمية والتخرصات الشعبية

تقرير – وكالة BETH
تنتشر على منصات التواصل والصحافة الشعبية مصطلحاتٌ شغلت الرأي العام، من التخاطر وقراءة الهالة إلى أنماط الألفا/بيتا/سيغما والكليف هانغر، رغم افتقار بعضها لأي أساس علمي. يستعرض هذا التقرير نشأة كل مفهوم، مدلولاته واستخداماته، وموقف العلم منه.
1. التخاطر (Telepathy)
النشأة: ظهر أواخر القرن التاسع عشر مع بزوغ علوم الباراسيكولوجي في الغرب.
المدلول الشعبي: قدرةٌ مزعومة على تبادل الأفكار أو المشاعر دون حواسٍ تقليدية.
الاستخدام: برامج تلفزيونية، روايات الخيال العلمي، "التواصل الروحي".
الحقيقة العلمية: لا توجد تجارب معتمدة تؤكد جدواه؛ يصنّف ضمن الباراسيكولوجي غير المثبت.
2. قراءة الهالة (Aura Reading)
النشأة: جذورها في التقاليد الصوفية والروحانية الهندية والكتابات الهيروغليفية.
المدلول الشعبي: رؤية هالةٍ طاقية حول الكائنات تعكس حالاتهم النفسية والصحية.
الاستخدام: جلسات "الشفاء بالطاقة"، برامج ما وراء الطبيعة، تصوير كهرومغناطيسي زائف.
الحقيقة العلمية: لم يثبت علميًا وجود هالة؛ معظم الظواهر تُعزى لخدع بصرية أو تفسير نفسي.
3. أنماط الألفا/بيتا/سيغما (Pop-Psychology Archetypes)
النشأة: استلهمت من الهرم الاجتماعي في دراسة الجماعات الحيوانية، ثم طورتها الثقافة الرقمية.
المدلولات الشعبية:
ألفا: القائد الظاهر والاجتماعي.
بيتا: المساند التقليدي.
سيغما: المستقل المنعزل ذو الهالة الغامضة.
الاستخدام: توصيف الشخصيات في العلاقات والعمل عبر المدونات والفيديوهات.
الحقيقة العلمية: لا يرتكز على بحوث نفسية معتمدة؛ يبتعد عن نماذج موثوقة مثل Big Five وMBTI.
4. الكليف هانغر (Cliffhanger)
النشأة: مصطلح سردي في الأدب والسينما يعود إلى القرن التاسع عشر (مغامرات بيرسيفال).
المدلول الشعبي: نهاية مشهد عند ذروة التوتر لترك الجمهور في ترقّب.
الاستخدام: المسلسلات، الأفلام، الكتب، الألعاب.
الحقيقة العلمية: تقنية سردية بحتة، لا صلة لها بعلم النفس، وفعاليتها مثبتة في إثارة متابعة الجمهور.
خلاصة وتوصيات
الفصل بين العلمي والشعبي: الاعتماد على نماذج علمية في فهم الشخصية مثل Big Five وMBTI، عوضًا عن التصنيفات المبسطة.
التوعية الإعلامية: التمييز في المحتوى الثقافي والإخباري بين المفاهيم المثيرة وتلك المدعومة بالأدلة.
إنتاج محتوى بديل: توضيح الأسس العلمية للنماذج المعتمدة وتبيان أوجه قصور التخرصات الشعبية.
ملاحظة BETH: هذه المفاهيم تنتمي لثقافة الإنترنت الشعبية؛ تداولها بلا وعي يحجب الأساليب العلمية الموثوقة لفهم النفس والسلوك.