تصاعد التراشق والتحذير: إيران بين “لا تستحق الرد” والتفاوض

news image

 

 

متابعة وتحليل وكالة beth

خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج هذا الأسبوع، صدرت عن طهران تصريحات متضاربة بين التحدّي الصارم ورغبة في استئناف المفاوضات النووية.

 

التصريحات الإيرانية المتضاربة

“لا تستحق الرد”: أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن تصريحات ترامب “لا تستحق الرد عليها”، في رفض لمقاربة الضغوط الأميركية والنفخ في التهديدات

اتهام بالكذب: عاد خامنئي واتهم ترامب بالكذب حول رغبته في إرساء السلام، قائلاً إن الخطاب السلمي يغلف نوايا عدوانية.

دعوة أميركا للرحيل: شدّد خامنئي على أن على الولايات المتحدة “أن تغادر المنطقة، وستغادرها”، في رسالة تحدٍّ لإبقاء الوجود الأميركي خاضعًا لضوابط طهران  

انفتاح محسوب: بالمقابل، نفى مستشار خامنئي عباس عراقجي تلقي طهران أي مقترح أميركي رسمي حتى الآن، لكنه أكد استمرار المحادثات بوساطة عمانية ودعا إلى استكمالها برغم التهديدات المتبادلة

 

مدلولات التصريحات

انقسام داخلي: التباين بين خطاب خامنئي المحافظ وكلام عراقجي البراغماتي يعكس صراعًا بين تياري “المقاومة الثورية” و”التفاوض المصلحي” داخل الحكم الإيراني.

إيصال رسائل مزدوجة: يستخدم الخطاب الصارم لإرضاء القاعدة الصلبة ومؤسسات الحرس الثوري، فيما يلعب المسؤولون الدبلوماسيون دور الميسّرين لتخفيف الضغوط الاقتصادية.

تعزيز “السيادة” الإقليمية: لغة التهديد بـ”الإجلاء” تجسد رفعًا لنسق المواجهة وتوجيهًا لحلفاء واشنطن بأن أي مسعى بالتدخل في الشأن الإيراني سيواجه رفضًا قاطعًا.

 

تصريح ترامب المباشر

قال ترامب على متن “أير فورس ون” بعد مغادرته الإمارات:

“لديهم مقترح؛ والأهم أنهم يجب أن يتحركوا بسرعة، وإلا سيحدث ما لا يُحمد عقباه. نحن في مفاوضات جادة من أجل السلام بعيد المدى.”

هذا التصريح يجمع بين عرض “فرصة دبلوماسية” وتهديد ضمني باستخدام القوة، مواصلًا سياسة “الضغط الأقصى” التي تهدف إلى إجبار إيران على تقديم تنازلات سريعة.

 

المآلات المحتملة

تصعيد محدود: قد تستعرض الولايات المتحدة عبر مناورات أو ضربات استكشافية جديّة نيتها، فترد إيران بتكثيف خطابها الصاخب.

تسريع المفاوضات: إذا أدرك الجانبان خطورة الانزلاق العسكري، يمكن أن يؤدي التهديد إلى انفراج دبلوماسي سريع وإنجاز اتفاق أولي.

إطالة أمد الشدّ السياسي: تبقى مسودة الاتفاق معطّلة بسبب الخلافات الداخلية في طهران وغياب الثقة المتبادلة.

حسم داخليّ إيراني: صراع التيارين قد ينتهي بتسوية داخلية تحدد وجهة المفاوضات، إما بالمزيد من الصرامة أو بمزيد من الانفتاح.

 

هذا التراشق بين لغة “الاعتبار القومي” ولغة “الاقتصاد الضروري” يكشف عمق التحديات التي تواجه مسار المفاوضات النووية ومستقبل الاستقرار الإقليمي.