ترامب يوقف الهجمات على الحوثيين .. ويلمح إلى إعلان كبير

✍️ متابعة وتحليل وكالة BETH
أعلن الرئيس دونالد ترامب قبل قليل إيقاف الهجمات الأميركية ضد ميليشيات الحوثي على الفور، مشيراً إلى استسلام الحوثيين ووعدهم بعدم مهاجمة السفن في البحر الأحمر. وأضاف أن لديه “إعلانًا كبيرًا للغاية” سيكشف عنه خلال أسبوع، قبيل زيارته المرتقبة إلى منطقة الشرق الأوسط.
السياق الميداني
ضربات أميركية منذ 15 مارس: نفّذت القوات الجوية الأميركية غارات على مخازن الصواريخ ومنصات الإطلاق في مناطق عديدة باليمن، في حملة “خفض القدرات” الصاروخية للحوثي.
غارات إسرائيلية أمس على الحديدة: شنت مقاتلات إسرائيلية ضربات مركزة على ميناء الحديدة لتعطيل بنية الإطلاق الصاروخية والطائرات المسيرة.
غارات اليوم على مطار صنعاء: أعلنت إسرائيل أنها نفذت 20 غارة مركزة على مطار صنعاء الدولي، أخرجته عن الخدمة، وفقاً لبيانات رسمية إسرائيلية وحوثية.
◼ تحليل BETH
إعلان مستقل وسياق متزامن
يعكس إعلان «الإيقاف الفوري» إعادة ضبطٍ تكتيكي بعد أكثر من شهرين من القصف الذي لم يَنْحِد عن إطلاق صواريخ الحوثي، في حين جاءت الضربات الإسرائيلية في يومٍ واحد لتعلن – بحسب ترامب – استسلام الحوثيين.
ملاحظة تحليلية BETH:
تكشف هذه الجزئية عن تناقض جوهري بين مواصلة الحلول العسكرية ونتائجها الواقعية؛ فقد أثبت القصف الأميركي محدوديته في كسر إرادة الحوثي أو إيقاف صواريخه، مما حدا بالإدارة إلى إعادة ضبط تكتيكي عبر «الإيقاف الفوري» للضغط من دون إنجاز استراتيجي. بالمقابل، استُعرضت الضربات الإسرائيلية المكثفة في يوم واحد كإشارة سريعة لـ«الانكسار» المفترض للخصم، ما يضفي عدداً من الأبعاد النفسية والدبلوماسية: أولاً، توظيف العنف المكثف لتحقيق تأثير إعلامي أكثر من تأثير ميداني حقيقي؛ وثانيًا، تحويل الإيقاف إلى ورقة تفاوضية مزودة بغطاء «النصر» المحلي، إذ يُعلن استسلام الحوثيين، حتى لو بقي خطرهم قائماً؛ وثالثًا، الضغط على شركاء واشنطن للخروج بمبادرات سلام تحت مظلة توازن الردع العرضي، لا الميداني الكامل.
تصريح “الإعلان الكبير” هو إطار سياسي موازٍ محتمل لإطلاق استراتيجية جديدة.
أداة تفاوضية محتملة
الإيقاف يحوّل الضغط العسكري إلى ورقة تفاوضية بيد واشنطن، لاختبار مرونة طهران وحلفائها واستشراف تجاوب الحوثيين قبل الدخول في حوار موسّع.
تصريح الاستسلام وفق ترامب
إدعاء ترامب بأن الحوثيين استسلموا ووعدوا بعدم مهاجمة السفن لم يتحقق ميدانيًا بعد؛ لكنه يُستخدم لخلق مناخ نفسي ودبلوماسي يسبق أي تفاهمات خفية.
توازن الردع والعرض
استعراض “العضلات” الأميركية والإسرائيلية عزّز القُدرة على الردع، والآن يتجه المشهد إلى “العرض التكتيكي” (وقف النار) مع إبقاء القدرة على الضرب محفوظة كضامن لسلوك الحوثي.
تحديات الحلفاء
حلفاء واشنطن سيراقبون مدى استمرارية هذه السياسة.
مآلات محتملة
هدنة موسّعة: تتحوّل إلى وقف إطلاق نار طويل بإشراف دولي–خليجي إذا رافقها نظام مراقبة مشترك.
مبادرة تفاوضية: ربط حلحلة ملف اليمن باتفاقات إقليمية تشمل ملفات سورية والنووي الإيراني.
إعادة التصعيد: وقف بلا تفاهمات جادة يفتح المجال للحوثي لاستغلال الفراغ واستئناف التهديد.
الخلاصة
قرار إيقاف الهجمات هو مناورة تكتيكية تسبق “إعلانًا كبيرًا” قادمًا، ونجاحه يرتبط بمدى وضوح هذا الإعلان ومشاركة شركاء المنطقة في صياغة أطر الإعلان إلى مسار فعال يخرج المنطقة من حلقة العنف المتكررة.
ختام BETH
في لوحة فسيفسائية تتداخل فيها ثلاث قطع رئيسية: صاروخ الحوثي على مطار بن غوريون، الردّ الإسرائيلي المكثّف على الحديدة ومطار صنعاء، وتوقيت إعلان ترامب الفجائي. الصحافة لا تملك مفاتيح الأدلة السريّة، لكنها تجمع من الوقائع العلنيّة قطع الفسيفساء، تُحلّل نسقها، وتبني عليها سيناريوهات بين تنسيق ميداني خفي وفرص اصطياد اللحظة. قد نخطئ أحيانًا في وضع قطعة في مكانها، لكن سعي الصحفي المتيقظ يقربنا من حقيقة المشهد حيث تتلاقى المصالح وتتنافر الاستراتيجيات.
بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باستسلام الحوثيين ، ووعدهم بتوقف هجماتهم خرج مسؤول حوثي ليعلن عبر بلومبيرغ: عملياتنا في البحر الأحمر لن تتوقف وهجماتنا على إسرائيل ستستمر
بث تتابع التطورات:
◼ تحليل BETH لتصريح الحوثي واستمرار الهجمات
■ 1. الحساب الحوثي الاستراتيجي
▫ استقلال القرار الميداني: الحوثي يُثبت مدى عدم خضوعه لتوازنات واشنطن–تل أبيب، محافظًا على ورقة الضغط البحرية والصاروخية.
▫ التفاوض بالوقائع: استمرار الهجمات يفرض معادلة “استجابة سياسية أو مواجهة مستمرة” على خصومه في خطوط الملاحة.
■ 2. التباين مع إعلان ترامب
▫ وقف أميركي أحادي الجانب: قرار ترامب يطبق على القوات الأميركية فقط، ولا يشمل حلفاء واشنطن أو إسرائيل.
▫ تحدٍ للدبلوماسية التكتيكية: الإيقاف لم يُبدّل معادلات الحوثي، ما يبرز محدودية فرض هدنة عبر قرار تنفيذي دون ضمانات ميدانية.
■ 3. البعد الإيراني
▫ دعم غير معلن: استمرار الهجمات يُرجَع إلى الإمداد الاستخباراتي واللوجستي من طهران رغم إعلان ترامب.
▫ ورقة نووية: إيران تستخدم نشاط الحوثي لتحسين شروطها في المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن عبر إبقاء خيار التصعيد قائماً.
■ 4. البعد الإسرائيلي
▫ ردع مستقل: ضرب مطار صنعاء والحديدة كان ردًا أسرع وأكثر حدة من الهجمات الأميركية، معزّزًا هامش تحرك تل أبيب.
▫ رسالة مزدوجة: تبيّن أن وقف الضربات الأميركية لا ينعكس على قدرة إسرائيل في الدفاع أو المعاقبة.
■ 5. المآلات المحتملة
▫ تفاقم المخاطر البحرية: ارتفاع كلفة الشحن وتهديد سلاسل الإمداد العالمية.
▫ تدخل دولي أوسع: قد يدفع مجلس الأمن أو الحلفاء إلى آليات مراقبة بحرية دولية.
▫ انتقال الصراع إلى البرّ: هدنة بحرية دون إطار سياسي قد توسّع المواجهة بريًا أو عبر وكلاء آخرين.
▫ فرص دبلوماسية ضئيلة: لا وقف نار حقيقي دون تفاوض شامل بضمانات دولية–إقليمية.
تصريح جديد لنتنياهو :
▫ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم: «غاراتنا على الحوثيين لن تتوقف»، مضيفًا أن إسرائيل ستواصل ضرب أي تهديد صاروخي أو بحري يمس أمنها.
وتتابع التصريحات..
■سلطنة عمان تؤكد عدم استهداف الحوثيين للسفن الأميركية
◼ ماذا يعني؟
محاولة أميركية لرفع سقف الانتصار
إعلان ترامب استسلام الحوثي هدفه تقديم “نصر معلن” سياسياً ورفع معنويات الداخل الأميركي وحلفائه قبل أي مباحثات.
رفض حوثي للاستسلام
تصريح المسؤول الحوثي بمواظبة الهجمات يُظهر أن الميليشيات لا تعترف ببيان أميركي أحادي الجانب، وأن قرار وقف النار يحتاج إلى توافق ميداني حقيقي.
دلالة على محدودية الضغط العسكري
التناقض يكشف ضعف قدرة واشنطن على ضمان تطبيق وقف النار دون آليات رقابية أو تفاهمات إقليمية، ويعيد المشهد إلى “حلول تكتيكية” مؤقتة لا تنهى الصراع.
