لماذا يختلفون؟

◼ أمريكا | أوروبا | روسيا | الصين | إيران
تحليل BETH عميق
1. الأُسس الأيديولوجية والسياسية
الولايات المتحدة: ديمقراطية تمثيلية، لیبرالیة واقتصاد رأسمالي حرّ. تؤمن بفرض “النظام القائم على القواعد” دولياً والدور القيادي الأميركي.
أوروبا: نظام ديموقراطي اجتماعي-ليبرالي، يؤسس قوته على التكامل الإقليمي (الاتحاد الأوروبي)، وتفضّل الحوار والبُنى متعددة الأطراف.
روسيا: دولة مركزية “أوتوقراطية” يقودها رئيس قوي تعتمد على الهوية القومية والقدرات العسكرية لحفظ النفوذ. ترى توسع الناتو تهديداً وجودياً.
الصين: نظام “اشتراكي ذو خصوصيات صينية” بيد الحزب الواحد، يركّز على الاستقرار الداخلي والتنمية الاقتصادية كسبيل لشرعية النظام.
إيران: جمهورية ثيوقراطية ثورية، تجمع بين الأحكام الدينية ومؤسسات ديمقراطية محدودة، وترى في تصدير الثورة أداة لبناء توازن قوى إقليمي.
2. الثقافة الاستراتيجية والأمن
أمريكا: “حارس عالمي” يعتمد على شبكة قواعد عسكرية حول العالم وقدرات تكنولوجية متفوقة.
أوروبا: “قوة ناعمة” تحمي مصالحها عبر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، لكنها تخشى الانكفاء الأميركي المحتمل.
روسيا: “درع أمني” يركّز على إنشاء مناطق نفوذ (أوروبا الشرقية، القوقاز، سوريا) ويدافع بحزم ضد ما تراه تهديداً.
الصين: “بناء حزام” عبر مبادرة الحزام والطريق؛ تعتمد على الاستثمارات الاقتصادية لتعزيز نفوذها وتمدّد نفوذها البحري عسكرياً.
إيران: “محور مقاومة” يعتمد على الوكلاء والميليشيات (الحوثيون، حزب الله) لتحقيق الأمن عبر سياسة الانتقام والنيل من خصومها.
3. النموذج الاقتصادي
الولايات المتحدة: اقتصاد ابتكاري قائم على القطاع الخاص والتكنولوجيا، وتتحكم بالدولار كعملة احتياطية.
أوروبا: اقتصاد مختلط، رعاية اجتماعية واسعة، تتشارك القواعد البيئية وحقوق العمال عبر الاتحاد.
روسيا: اقتصاد ريعي يعتمد على تصدير الطاقة (غاز ونفط)، مع تدخل كبير للدولة في القطاعات الاستراتيجية.
الصين: “اقتصاد توجيهي” يديره الحزب–الدولة، تجمع بين شركات مملوكة للدولة وأخرى خاصة، وتستخدم الدعم الصناعي والتصدير لفرض النفوذ.
إيران: اقتصاد معاقب دولياً، يعتمد على النفط وتحويل الإيرادات لتمويل الوكلاء الإقليميين، مع جهود للتنويع محدودة بفعل العقوبات.
4. النهج في العلاقات الدولية
أمريكا: تحالفات تحوِّط بها؛ (ناتو، شراكات في آسيا–المحيط الهادئ)، وتستخدم العقوبات والدبلوماسية الاقتصادية.
أوروبا: تفضّل الحلول عبر المنظمات الدولية (الأمم المتحدة، منظمة التجارة العالمية) وتسعى للتوازن بين واشنطن وبكين.
روسيا: تحالفات “مُضادة” (بريكس، منظمة معاهدة الأمن الجماعي)، وتستخدم التدخل المباشر (سوريا) والحرب الإلكترونية.
الصين: توسع اقتصادي دبلوماسي (بريكس، منتدى “1+5”)، وتتحفظ على التدخل العسكري المباشر إلا في بحر الصين الجنوبي وتايوان.
إيران: سياسية “محورية” بالوكالة؛ تحالفات استراتيجية مع روسيا والصين أحياناً، لكنها معزولة دبلوماسياً بسبب برنامجها النووي.
5. أسباب التباين الجوهري
التراث التاريخي: كل قوة خرجت من تجربة إمبراطورية (بريطانيا لامست أوروبا، روسيا القيصرية، الصين الإمبراطورية، إيران الفارسية).
الأمن القومي المدرك: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يبحثان عن “مساحة أمن” دولية، بينما روسيا وإيران تركزان على الجوار المباشر.
معايير Legitimacy (الشرعية): الديمقراطية مقابل الثورات (إيران) مقابل الاستقرار السلطوي (الصين وروسيا).
التهديدات والتحديات: الإرهاب، تغيّر المناخ، الأزمات المالية؛ كلٌّ يواجهها بمنظور مختلف يعكس أولوياته.
ختام BETH
التباين بين القوى الكبرى ليس صدفة، بل نتاج تراكمات أيديولوجية، ومزايا جغرافية–اقتصادية، وخيارات تاريخية. كلٌّ يبني سياسته الخارجية وفق منطق مصلحي: الديمقراطيات الليبرالية تسعى للشرعية الجماعية، والقوى السلطوية للضمان الأمني الذاتي، والثورات لتنفيذ أفكارها عبر وكلاء إقليميين. فهم هذا الاختلاف ضروري للتنبّؤ بمآلات النظام الدولي وتقلباته.