غاراتٌ مُتزامنة على اليمن

✍️ صنعاء/الحديدة – وكالة BETH الإعلامية
واشنطن تُصعِّد: جماعة الحوثي أحصت 11 ضربة جوّية أمريكية اليوم استهدفت مواقع قرب صنعاء وفي الجوف، من دون إعلان رسمي أميركي حتى الساعة.
ضربة إسرائيلية «قاسية»: قناة 12 العبرية نقلت عن مصدر أمني أنّ سلاح الجو الإسرائيلي أسقط 48 قنبلة دقيقة على ميناء الحديدة، مؤكدًا «تدميره بالكامل».
السياق: الغارتان تأتيان بعد هجوم باليستي حوثي أصاب محيط مطار بن غوريون وأوقف الرحلات لساعات، ما دفع تل أبيب لتنسيق ردٍّ بعيد المدى، بينما تمضي واشنطن في حملة «خفض قدرات الحوثي» المتهمة بتهديد الملاحة ودعم طهران.
تحليل BETH
الهجوم المزدوج يُظهر تشابك الجبهات: واشنطن تركّز على شلّ البنية الصاروخية للحوثيين، في حين تستعرض إسرائيل قدرتها على الضرب في العمق اليمني. استهداف ميناء الحديدة – شريان إنساني رئيس – يهدّد بتفاقم الأزمة الإغاثية ويضع المجتمع الدولي أمام معادلة أمن الملاحة مقابل الكلفة الإنسانية. استمرار القصف الأميركي‑الإسرائيلي قد يدفع الحوثيين إلى توسيع مدى الهجمات، ما يضع البحر الأحمر وربما الخليج تحت ضغط تصعيدي جديد.
إضاءة BETH – ما وراء «الكرّ والفرّ»
تكتيك استنزاف أم بروفة كبرى؟
القصف المتبادل يُبقي الحوثي تحت ضغطٍ مُستمر ويحرم طهران من ورقة جاهزة، لكنه يتيح لواشنطن وتل أبيب اختبار استخبارات ميدانٍ شبيه بإيران من دون إشعال جبهة مباشرة.
رسائل قوة أكثر من سعيٍ للحسم؟
سقف الضربات مضبوط لتفادي انفجارٍ إقليمي؛ الهدف إظهار القدرة على الضرب البعيد مع ترك «كوة» دبلوماسية مفتوحة. طول المدة يُطيل الرسالة لكنه يُضعف صدقيتها إذا لم تُقترن بنتيجة ملموسة.
انطباع عالمي يتكوّن:
كل يوم بلا حسم يعزّز سرديّة أنّ واشنطن وتل أبيب تمتلكان الصوت لا المطرقة، ويمنح الحوثي – ومن خلفه طهران – مكاسب دعائية مجانية.
خطر معاودة الكرّة:
استمرار «معركة العضلات» دون نتيجة حاسمة قد يجعل أي حرب لاحقة على إيران أكثر كلَفَةً؛ الخصم يفهم التكتيكات ويعتاد وتيرة الضربات.
▪ البنتاغون ينفي مشاركة واشنطن مع إسرائيل في عملياتها ضد ميناء الحديدة.
▪ الجيش الإسرائيلي يؤكد للمرة الثانية أن غاراته «حيدت البنية التحتية العسكرية في ميناء الحديدة بالكامل» ردّاً على الهجمات الحوثية الأخيرة.
▪ إسرائيل تعلن انتهاء الضربة وأن مقاتلاتها عائدة عبر البحر الأحمر، قاطعةً نحو 2,000 كم بين قواعدها واليمن، في إشارة إلى قدراتها على العمل بعيد المدى.
الخلاصة
التصريحات تنسج شبكة من الرسائل المتوازية: الولايات المتحدة تنأى بنفسها سياسياً ومحلياً، وإسرائيل تُبرهن على مردوديتها العسكرية وديناميكية تخطيطها.
مع استمرار المشهد بهذا النسق «العضلي» بلا حسم، سنبقى نراوح مكاننا بين اختبار قدرة الخصم وإظهار قوة الردع، بدل إنهاء التهديدات بصورة نهائية.
إشارة: ما لم يتحوّل الضغط التدريجي إلى معادلة ردع واضحة أو تسوية سياسية، سيبقى المشهد حلقة كرّ وفرّ تُديم التهديد وتقلّل هيبة القوى الكبرى.
◼ تحليل BETH خارج المربع
1. الحرب خدعة
الحملات الجوية الأميركية–الإسرائيلية لا تهدف إلى حسم جذري، بل إلى إبقاء الضغط مستمراً. الضربة الانتقائية تُرسل رسائل قوة وتستنزف الخصم دون إشعال مواجهة شاملة، ما يضمن تحكّم الطرفين بإيقاع الصراع.
2. مصلحة فوق كل اعتبار
في خلفية المشهد، تلوح مصالح متداخلة: من صناعة الأسلحة إلى تأمين مضيق باب المندب. استمرار الصراع يحقّق أرباحاً استراتيجية واقتصادية لأطراف عديدة، بينما البيئة المناسبة تسمح لمؤامرات محدودة النجاح.
3. اليمن ساحة التدريب
اليمن يتحوّل إلى حقل تدريب عملي لإيران وحلفائها، حيث تُختبر الصواريخ وتُعدّل الخطط بعيداً عن الأضواء. الردّ الصاروخي الحوثي يثبت قدرة «محور المقاومة» على الردع، ما يعزّز دور اليمن كمنصة لتوسيع القدرات.
خلاصة
التصريحات المتوازية تنسج شبكة من الرسائل: الولايات المتحدة تنأى بنفسها سياسياً، وإسرائيل تُبرهن على قدراتها البعيدة المدى، في حين يُختبر الحوثي عملياً على أرض اليمن. مع استمرار هذا «النسق العضلي» بلا حسم، سيبقى الصراع حلقة كرّ وفرّ تُعزّز مناخ التهديد وتُخفي احتمالات التسوية الحقيقية.