ترامب يصعّد… وإيران تبتسم: بين الذكاء الرمادي وخدعة القوة البيضاء

news image

 

✍️ تحليل فسيفسائي – وكالة BETH الإعلامية

في الظاهر، يبدو المشهد تصعيدًا أميركيًا جديدًا ضد إيران:

وزير الدفاع يهدّد

ترامب يغرّد

القوات تعترض شحنة

العقوبات تُلوّح في الأفق

لكن المتأمل في المشهد خلف الكواليس، يجد أن ما يُعرض على الشاشات ليس بالضرورة هو الحقيقة… بل هو النسخة التي يُراد تصديقها.

 

🧱 من الشك: هل أميركا وإسرائيل تُحاصران إيران؟

نبدأ بالسؤال الذي يخطر للعقل البسيط:
هل الولايات المتحدة تريد فعلاً إسقاط إيران، أم فقط تأديبها ضمن حدود متفق عليها؟

لو كانت أمريكا ترغب في كسر إيران كليًا، لفعلت منذ سنوات.
لكن الذي يحدث هو ما يشبه "لعبة ضغط محسوب دون تفجير"، أشبه بوضع صخرة فوق صدر عدوك… دون أن تقتله.

أما إسرائيل، فهي تقصف سوريا، لا إيران… بل تفتح النار فوق دمشق بعد سقوط حليف طهران، وتزعم "الردع"، لكنها لا تجرؤ على استهداف قلب طهران.

هنا يبدأ الشك…
هل كل هذا العداء حقيقي؟ أم أن هناك شيئًا ما مشتركًا تحت الطاولة؟

 

🧠 إلى اليقين: إيران أذكى مما يُظن…

إيران تعلم أنها لا تستطيع مواجهة أمريكا عسكريًا ولا إسرائيل تكنولوجيًا، لكنها تلعب بأذكى ورقة في الشرق الأوسط: ورقة الانطباع.

فهي تظهر وكأنها تواجه إسرائيل (عبر صواريخ رمزية بعد كل ضربة في سوريا).

وتُظهر نفسها للعرب كـ القوة الوحيدة القادرة على الوقوف بوجه "الشيطان الأكبر".

لكنها في الوقت ذاته، لا تفقد قنوات التفاوض، بل تستخدمها لتخفيف الضغط الاقتصادي، وليس لحلّ فعلي.

هنا ننتقل إلى عين اليقين:

إيران تستخدم المفاوضات لا لإيقاف التصعيد… بل لتأجيل سقوط الأقنعة.

 

🎭 هل هناك تحالف ثلاثي صامت؟

تحليل بعض المعلقين العرب داخل BETH يقول:
قد نكون أمام أخطر الاحتمالات:
مشروع تنسيق إيراني – أميركي – إسرائيلي غير معلن، يتخطى النووي إلى إعادة رسم الخرائط.

ولعل المؤشرات هي:

سقوط نظام الأسد الموالي لطهران… دون رد فعل إيراني مباشر ضد إسرائيل.

تكرار الضربات الإسرائيلية على سوريا دون أن تُمَس إيران.

فشل أي طرف في وقف هجمات الحوثيين… رغم كل الاستخبارات العالمية.

كل ذلك يدفعنا للتساؤل:

هل المشهد الحالي هو تمثيل صاخب لخداع الداخل العربي؟

 

🧭 تحليل BETH الختامي: لعبة الثلاثي وتشتت القرار العربي

ما يحدث ليس مجرد شد وجذب بين عدوّين… بل هندسة توازنات في زمن اللايقين.
أمريكا تلعب ورقة القوة.
إسرائيل تلعب بورقة "الخوف الوقائي".
وإيران تلعب بورقة "الذكاء الرمزي".

أما العرب… فلا زالوا ينقسمون بين من يصدق المسرحية، ومن يخشاها، ومن يشك… لكنه بلا خطة بديلة.

وهنا مكمن الخطر: حين يفوز الأذكى لا الأقوى… وحين تُبنى الخرائط على وهم "العداء المعلن" ومكاسب "التفاهم الخفي".

🪬 ومضة ختامية – BETH

لن تتغيّر لوحة الفسيفساء، ولن تتبعثر أجزاؤها،
إلا إذا أُوقف العبث الإسرائيلي، وكُشف قناع المراوغة،
وتوقفت أمريكا عن العرض المسرحي… وبدأت الفصل الجاد.

لقد مرّت قرابة شهرين، ولم تستطع واشنطن إيقاف هجمات الحوثيين،
ولا كبح الدعم الإيراني الممتد للإرهاب عبر المنطقة.
والعالم يُراقب… والعقل العربي لا زال يُختبر.

لقد آن أوان الحزم.
آن للعرب أن يتحرّكوا، لا لردّ الفعل… بل لوقف الفصول العبثية قبل أن تُكتب نهايتها بأيدٍ غريبة.

"من لا يخافك… لا يهابك."

🧩 ختام الرمزية – BETH

لا يمارس العبث والمراوغة إلا الضعيف
أما القوي، فهو مباشر، لا يمنح الوقت للمراوغ… ولا المساحة للعابث.

لأن المراوغ لا يملك إلا لعبة واحدة:
الزمن… والضجيج.

الخير بلا قوة… مجرد أمنية،
أما الخير القوي… فهو الذي يُهاب، ويُحترم، ويُتّبع.