بين الصواريخ الناعمة.. والخشنة

news image

 

كيف تُصنع الحملات الإعلامية النفسية؟ ولماذا دائمًا إيران؟

✍️ تقرير خاص – وكالة BETH

 

🕯️ مفتاح الحقيقة:

في عصر التكنولوجيا والعقول المفتوحة…
لم يعد ممكناً أن تختبئ الحقيقة تحت الطاولة، لكنها في المقابل ليست دائمًا فوقها أيضًا.

هناك من يرى في كل حملة إعلامية مؤامرة كونية، وهناك من يرى فيها محاولة كشف لِما يُراد له أن يُخفى.
وفي هذا الفلك تدور إيران، بين اتهامات بـ"الحملات النفسية الممنهجة"، وشبهات لا تجد ما ينفيها.

 

🔍 لماذا الحملات؟ ولماذا إيران؟

من داخل الخطاب الإيراني الرسمي، يُروّج أن العالم يتآمر على "الثورة"، وأن الإعلام الغربي والخليجي والإسرائيلي ليسوا سوى أذرع في حملة منظمة هدفها "زعزعة النظام، وتشويه الإنجاز، وكسر الإرادة".

لكن الخارج يرى شيئًا آخر:
– تدخلات إقليمية،
– قمع داخلي،
– ملفات نووية مظلمة،
– وتاريخ طويل من الخطاب الانقسامي والتصدير الأيديولوجي.

وهكذا، تصبح إيران أرضًا خصبة للحملات… وحقل ألغام للتأويلات.

 

🧠 كيف تُصنع الحملة النفسية؟

ليست مجرد أخبار متفرقة، بل بناء هندسي دقيق:

الرسالة الأولى:
تكون بسيطة، مشحونة، سهلة الانتقال.
مثل: "قريبًا ستسقط العاصمة"… أو "الحرس الثوري منقسم".

الوسيلة:
ليست القنوات فقط، بل "المنصة – المؤثر – التسريب – القصة الشخصية – صورة بلا تعليق".

التكثيف:
تكرار + رمزية + توقيت حساس = تأثير أكبر من قنبلة صوتية.

التوزيع الذكي:
لا تخرج الرسالة من مصدر واحد… بل من عدة نوافذ تبدو مستقلة لتصنع وهم الإجماع.

 

💬 الشائعات… وقود الحملات

الشائعة ليست كذبة فقط، بل أداة اختبار نفسي للمجتمع.
منها:

التنبؤية: تُربك وتجهز الأرض نفسيًا لما لم يحدث بعد.

التثبيطية: تُشعر الناس باللاجدوى.

التضليلية: تنقل اللوم للآخر دائمًا.

البطولية: تصنع من القادة أساطير خارقة لا تخطئ، حتى لو خسروا كل شيء.

 

🧨 الحرب الناعمة والحرب الخشنة

في الحروب العسكرية تُسمع الانفجارات…
لكن في الحروب الإعلامية، الانفجار داخلي، في الوعي، في القناعات، في تماسك الناس مع رواية دولتهم.

الصواريخ الناعمة لا تُطلق من قواعد عسكرية، بل من غرف تحرير، ومنصات رقمية، وتقارير مسرّبة بلغة هادئة.

ولأن إيران تُتقن لعبة الخطاب الثوري، فهي أكثر من يرتعب من الصمت الإعلامي… ويُجنّ جنونه من "الأسئلة الذكية".

 

📡 ماذا تغيّر اليوم؟

المتلقي لم يعد جاهزًا لابتلاع كل شيء.

منصات مثل إكس وتليغرام ويوتيوب، مكّنت الناس من أن يكونوا إعلامهم بأنفسهم.

وعقول الجيل الجديد أصبحت تكشف الصواريخ الناعمة حتى قبل أن تُطلق.

 

🧩 سؤال BETH الجوهري:

كيف نعرف أن الحملة الإعلامية مضللة؟
الجواب: عندما تتجاهل الحقيقة… حتى وهي تُصرخ.

 

🎬 ختام رمزي:

في زمن "الوعي الهجين"، لم يعد السلاح الأخطر ما يُطلق من فوهة بندقية…
بل ما يُزرع في فكر طفل، أو ذاكرة جيل، أو قناعة شاب قرأ العالم من خلال هاتفه.