إيران تُغري ترامب… بـ"تريليون دولار نووي"

news image

✍️ وكالة BETH – تحليل استراتيجي

 

في خطوة مثيرة قُبيل جولة المفاوضات المرتقبة يوم السبت، كشف تسريب إعلامي أن كبير الدبلوماسيين الإيرانيين عباس عراقجي، كان يعتزم تقديم عرض اقتصادي ضخم لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر خطاب خُطط له ضمن مؤتمر السياسة النووية الذي تنظمه مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ثم أُلغي بشكل مفاجئ.

 

🔍 عرض لم يُعلن على المنصة… بل في الكواليس

وفق المجلة الأميركية، انسحب الوفد الإيراني من المشاركة بعد أن اشترط المنظمون إتاحة المجال لأسئلة الجمهور. إلا أن الوفد قام لاحقًا بتسريب نص الخطاب الكامل إلى نيوزويك، متضمنًا عرضًا استثماريًا صريحًا للولايات المتحدة، جاء فيه:

"اقتصادنا يقدم فرصة بقيمة تريليون دولار قد تكون متاحة للشركات الأميركية، بما يشمل توليد الكهرباء من مصادر نظيفة، وبناء 19 مفاعلًا نوويًا جديدًا."

🎯 إغراء… أم مناورة؟

توقيت هذا العرض، الذي جاء بعبارات ناعمة ومغريات اقتصادية هائلة، يطرح تساؤلات عن نوايا طهران:

هل هو إغراء ناعم يُخاطب لغة المال والوظائف الأميركية؟

أم رشوة دبلوماسية مبطّنة تستهدف التليين قبل التوقيع؟

أم أنه دليل على قلق عميق من تصعيد مرتقب بعد تهديدات متبادلة وتصريحات إسرائيلية تعتبر إيران "خطرًا على البشرية"؟

 

🧠 فك شيفرة الخطاب الإيراني:

يكشف الخطاب عن استخدام إيران لتكتيك اقتصادي يستند إلى فهم خاص لتصريحات ترامب حول ازدهار إيران، وهي محاولة لإعادة توجيه التركيز نحو المكاسب المحتملة بدلًا من التركيز على جوهر الملف النووي.

📌 تحليل BETH:

هذا الخطاب، الذي لم يُلقَ، يمثل عرضًا اقتصاديًا مغلفًا بالواقعية الإيرانية التي تدرك خطورة المرحلة. لكنه يكشف أيضًا عن:

محاولة لإعادة صياغة الملف النووي في قالب اقتصادي يُخفّف الضغط السياسي

استخدام تكتيك "التلويح بالفرصة" بدلًا من التفاوض على الأساسيات.

سعي إيراني إلى إطالة أمد المفاوضات، مع إدراك أن "الحسم الكامل" قد لا يصب في صالحها حاليًا.

🧭 أبعد من المال

إن ازدهار إيران ليس مرفوضًا خليجيًا ولا دوليًا، بل هو مطلب مشروع
لكنه مشروط بأن تكون إيران جزءًا من الحل، لا أصلًا للمشكلة.

أما الخطاب المسرب، فيكشف بوضوح:

سعي طهران لتأجيل الحسم الحقيقي بالمفاوضات.

استخدام لغة "العقود" لتشتيت التركيز عن القضايا النووية والعسكرية.

محاولة ربط مصير الصناعة النووية الأميركية باقتصاد إيران… كأداة ضغط نفسية واستراتيجية.

 

🧭 ماذا عن ترامب؟

حتى اللحظة، لا مؤشرات على قبول ترامب بأي عروض "مجزية" من طهران دون تفكيك حقيقي للبنية النووية الإيرانية، وضمانات بعدم دعم الجماعات المسلحة في المنطقة.
أي استجابة غير محسوبة من الإدارة الأميركية قد تُفسَّر كتنازل استراتيجي، يُضعف موقف الردع، ويخلّ بتوازن العلاقات مع الحلفاء.

♟️ قراءة أعمق في موقف ترامب

رغم العبارات المغرية في العرض الإيراني، فإن شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروفة بـالصرامة الاقتصادية والمرونة التفاوضية، قد تدفعه للتعامل مع هذا العرض كأداة ضغط، لا كتنازل مباشر.

ومن غير المرجّح أن يقبل به دون اشتراطات شديدة تحفظ:

التوازنات الإقليمية

وتراعي تحالفات واشنطن الاستراتيجية،

🎤 رسالة BETH الأخيرة

إنَّ ازدهار إيران لن يكون صفقة عابرة…
بل قرارًا استراتيجيًا يتطلّب تحولًا حقيقيًا في السلوك، لا مجرد عروض بمليارات.
فالأمم لا تُقاس بحجم عروضها… بل بصدق نواياها في ساحات الحقيقة.