"فخ الهويات"... حين تتحوّل الراية إلى سلاح

news image

🔵 وكالة BETH – تحليل
 

 

صدر حديثًا كتاب "فخ الهويات" للمفكر المغربي حسن أوريد، في توقيت يبدو كما لو أنه يُحاكم لحظة عالمية مشتعلة بالانتماءات الضيقة، ويُحذّر من تحوّل الهوية من عنصر انتماء… إلى أداة صراع.

أوريد لا يرفض الهوية، بل يضعها تحت المجهر:

كيف يتحوّل البحث عن الاعتراف… إلى مَطب للاستعداء؟
وكيف تُصبح الهويات، بدلًا من أن تكون جسورًا، مجرد خنادق لكل فئة؟

الكتاب يُعيد طرح سؤال قديم-جديد:
ما الذي يجب أن يوحّدنا؟ الدين؟ اللغة؟ العِرق؟ أم "المواطنة" كجامع مدني راقٍ؟

 

🟡 انفجار الهوية بعد أفول السرديات

منذ انهيار السرديّة الشيوعية، بدأت الهويات تطفو بدلًا من الطبقات، والثقافة حلّت محلّ الاقتصاد. ومع تفكك الأيديولوجيات الكبرى، برزت الهوية كطلب مُلح للاعتراف… لكنه سرعان ما زاغ.
صار الخطاب الهوياتي مشحونًا، وأنتج ظواهر مثل "الاستبدال الكبير" و"الإسلاموفوبيا"، و"المجتمع الأرخبيلي" حيث يتجاور الناس… دون أن يتعارفوا.

 

🔴 الهويات في الغرب والعالم العربي: الكتاب لا يقتصر على الغرب فقط، بل يغوص في عمق التجربة العربية، ويكشف كيف تتحوّل الهويات إلى ميدان صراع بين القبيلة، والطائفة، والانتماء القُطري، في ظل غياب "المشروع الجامع".
يضع أوريد إصبعه على الجُرح:
هل نعيش في عالم بات يبحث عن عدوّ حميم؟ هل أصبح كل خطاب يُخالفنا… تهديدًا وجوديًا؟ وهل نحن في طريقنا إلى تفكيك الذات من الداخل باسم الدفاع عنها؟

 

🧩 ما الحل إذًا؟ ليس نزع الهوية… بل تقنينها.
ليس كتم الخصوصية… بل إدارتها.
وحسب أوريد، الحلّ هو "المواطنة" بوصفها الحضن الآمن، والقاعدة التي تضمن التعدّد دون فوضى، والاعتراف دون اقتتال.

 

📚 حول المؤلف: حسن أوريد، مفكر مغربي، يحمل سجلًا أدبيًا وفكريًا لافتًا، من "رَواء مكة" إلى "أفول الغرب"، والآن يقدّم رؤيته الأكثر جرأة في "فخ الهويات". كتاب لا يعالج "الهوية" كأكاديمي… بل كهاجسٍ وجودي، عاشه وشهد انحرافه.

🖼️ تحليل رمزي لغلاف الكتاب: يدٌ بشرية تمتد إلى يد خشبية ميكانيكية...
رمزية دقيقة: هل الهوية ما نولد بها، أم ما نُبرمج عليه؟
وهل يمدّ الإنسان يده فعلاً لأخيه… أم لظله الميكانيكي؟
الهوية حين تفقد إنسانيتها… لا تعود تلمس أحدًا.