نحن لا نكسر القواعد… بل نكسر الصمت

✍️ عبدالله العميره
نص رمزي هادئ وسط ضجيج الإعلام المعلّب
"أراك عندما أُغمض عينيّ…"
عبارة حالمة، وحدها تكفي لتُغلق كل شاشات الضجيج،
وتفتح نافذة واحدة على صفاء لا يُشبِه إلا العقول النظيفة.
تلك ليست مجرّد رؤية… بل ثقة.
ثقة أن الجمال الحقيقي لا يُرى بالعين، بل يُحسّ،
وأن الصمت ليس فراغًا… بل مساحة لظهور ما يستحق الظهور.
إن كان المشاهد – المتلقي – ظلًا على شاطئ الفكر…
فنحن لا نقدّم له الموج الصاخب، بل البحر ذاته.
البحر الذي يختزن كل الحكايات، ويتركك حرًّا في التقاط الحكاية التي تُشبهك.
وفجأة…
صرخة مزعجة تمزّق الشاشة…
صوت نشاز يعلو:
"نحن نكسر القواعد التقليدية في الطرح!"
صدى يتردّد، يتعالى، ثم يخبو…
أفتح عيني، فأجد أن الحلم قد انسحب بهدوء…
أهرول إلى الشاشة لأرى نتيجة الصخب.
لا شيء.
شعار… كشعارات العرب في الستينات.
جعجعة… دون طحين.
فأعود أدراجي…
أركض نحو الشاطئ.
أغمض عينيّ مجددًا، وأهمس لعقلي:
"أرجوك، لا أريد ضجيجًا.
أريد واقعًا يتوافق مع الشغف، ومع التطلعات."
أريد بثًّا… لا صدى.
🔍 هنا الفرق…
الفرق بين من يُغني نشازًا على المسرح دون جمهور،
وبين من يصنع المستقبل في الكواليس، بصمت، بتركيز، برؤية.
الفرق بين من يُطلق شعارًا مزخرفًا لا يحمل مشروعًا،
وبين من يبني مشروعًا متواضعًا… ثم يدعوه ليرتدي الشعار.
📡 وهنا فلسفة BETH:
"نحن لا نكسر القواعد… بل نكسر الصمت.
لأن القاعدة التي تُكسر بلا بديل، مجرد فوضى.
أما الصمت الذي يُكسر بحرف صادق… فهو بداية نهضة."
🕯️ ختامية رمزية:
نحن لا نصرخ لنُسمَع.
نحن نصمت… فنُفهَم.
وفي عالم تعوّد على الضجيج…
من يغمض عينيه، سيرانا.
وسيرى الحقيقة… تُكتب على الرمل، وتُنقش في الوعي.
🕯️ وإن سارت الأمور كما نخطط.. ومشت الريح كما نريد فسترَون أعظم مما تخيّلتم