ضفاف النار

news image

 

بيروت – 7 نيسان/أبريل 2025
ثقافة – BETH الإعلامية

صدرت حديثًا عن دار نوفل – هاشيت أنطوان، رواية "أغالب مجرى النهر" للكاتب الجزائري سعيد خطيبي، وهي عملٌ أدبيّ يُجسّد صراع الإنسان مع أقداره، وسط حكاياتٍ تتقاطع فيها السياسة بالوجدان، والذاكرة بالهوية.

بين مشرحة وغرفة تحقيق… وماضٍ لم يُدفن

الرواية التي تقع في 288 صفحة، تبدأ من رغبة في القتل وتنتهي برغبة في الحياة، ترصد نصف قرن من تاريخ الجزائر، من الحرب العالمية الثانية إلى التسعينيات، مرورًا بحرب التحرير وما بعدها.
وفيها: مشرحة، وعيادة، وغرفة تحقيق تُستجوب فيها امرأة متهمة بمقتل زوجها، يقابلها في مكان آخر من المدينة مناضلون قدامى يطالبون برفع تهم العمالة عنهم.

سرد يعرّي المجتمع

الرواية لا تكتفي بالحبكة، بل تُعمّق المشهد الاجتماعي، كاشفةً قضايا مثل:

الشرخ بين الأجيال.

علاقات فاشلة وهروب إلى السرية.

قسوة الأمومة.

التبرع بالأعضاء والاتجار بالبشر.

وقد علّق بهاء بن نوّار من "كراس الثقافة" الجزائرية على الرواية بالقول:

«تسير حبكة الرواية سيرًا تصاعديًا لا يملك معه المتلقي سوى مواصلة القراءة».

عن المؤلف

سعيد خطيبي، من مواليد بوسعادة الجزائرية (1984)، حاصل على ماجستير في الدراسات الثقافية من جامعة السوربون، وليسانس في الأدب الفرنسي من جامعة الجزائر.
صدرت له خمس روايات، آخرها "نهاية الصحراء"، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023، وتُرجمت أعماله إلى سبع لغات.

 

🧠 تحليل BETH الرمزي – أدب على حافة الجغرافيا

"أغالب مجرى النهر" ليست مجرد رواية، بل اعتراف متأخر من الضمير الجزائري الذي وُضع طويلاً على هامش التاريخ الرسمي.
الرواية تطرح أسئلة تتجاوز الجزائر، وتُقارب أسئلة إنسانية عابرة للحدود:

ماذا لو كانت ذاكرة الأمة مُخزّنة في مشرحة؟

من يملك حق النجاة من "العمالة" عندما يتغيّر تعريف الوطنية؟

هل الشك هو طريقتنا الوحيدة للبقاء أحياء في عالم يفيض باليقين القاتل؟

في فلسفة BETH، الأدب ليس ترفًا بل وسيلة لاستدعاء ما لا تقوله نشرات الأخبار.
وهذه الرواية، بما تحمله من انكسار هادئ وصراع كامن، تمثل نموذجًا لما نسمّيه في BETH: