أنا معجب بترامب

ليس لأنه مثالي… بل لأنه مختلف.
✍️ عبدالله العميره
في عالمٍ باتت السياسة فيه أقرب إلى صناعة التجميل منها إلى فن القيادة، يخرج رجل اسمه "دونالد ترامب" ليقول الأشياء كما هي… لا كما تُحب النُخب سماعها.
نعم، أنا معجب بترامب…
لأنه قرر أن يكون حادًا في زمن "النعومة الزائفة"، ومباشرًا في عالمٍ يكتفي بالمواربة.
ترامب، كما أراه، لم يصنع جمهورية خالية من الأخطاء، لكنه جعل بلاده في قلب كل حدث.
زعيم لا يُتقن فن الاعتذار الكاذب، ولا يُهدر وقته في البروتوكولات المملة…
بل يصنع الحدث، ثم يترك التاريخ يحكم.
لماذا أُعجب بترامب حقًا؟
أُعجب به… لأنه ابتكر أسلوبًا جديدًا في مخاطبة العالم.
أسلوبٌ قد لا يُجيد الرقص على حبال الدبلوماسية الناعمة، لكنه أكثر احترامًا للعقل، وأكثر وضوحًا في الأهداف.
ترامب لم يكن "سياسيًا تقليديًا" يكتفي بجمل منزوعة المعنى من نوع:
"نحن نُؤمن بالإمكان، ونخشى من المستحيل، وسنعمل على ما قد يكون…"
بل جاء بأسلوبٍ مباشر… صادم أحيانًا… لكنه صادق في جوهره.
أُقدّره لأنه لا يخجل من أن يقول:
أميركا أولًا… لكن ليس على حساب الآخرين.
فهو رغم حدّته، لم يكن عدائيًا تجاه الشعوب… بل كان أكثر الزعماء وضوحًا في الفصل بين "الموقف من الحكومات" و"الاحترام العميق لحياة الناس".
سياسته لم تكن معادية، بل واقعية بلا نفاق.
قراراته لم تكن ارتجالية، بل جراحية… تُصيب الهدف وتُربك الخصوم.
ترامب في مرآة الإعلام
نعم، أخطأ ترامب كثيرًا. لكن خطاياه كانت دائمًا مكشوفة…
لم يُخفِها خلف ابتسامة، ولم يُعلّبها بكلمات دبلوماسية.
في المقابل، خصومه في الإعلام لم يوفّروا فرصة لشيطنته، وكأن مشكلتهم ليست مع أفعاله بل مع جرأته في الفعل.
وما يثير السخرية أحيانًا… أن الإعلام الذي يحارب التزييف، هو من زيّف صورة ترامب بأسلوبه هو ذاته!
مظاهرات الداخل… وصراع المعنى
حين تخرج المظاهرات ضد ترامب، فهي لا تعني بالضرورة أنه ديكتاتور، بل تعني أن الديمقراطية الأمريكية حيّة… لكنها منقسمة على ذاتها.
جزء من الشعب الأمريكي يُحب القوة الخشنة لأنها تُشعره بالأمان، وجزء آخر يهوى النعومة حتى لو كلفته هويته.
ومن هنا… كان لا بد أن يظهر زعيم لا يغازل الوعي الزائف، بل يصطدم به ليوقظه.
ختامًا…
أُعجب بترامب لأنه واضح… صارم… ويفهم اللعبة.
ليس لأنني أوافقه في كل شيء، بل لأنني أحترم الزعماء الذين يعرفون ماذا يريدون، ويذهبون نحوه دون رتوش.
وفي زمنٍ ضاعت فيه البوصلة بين الشعارات والواقع…
يبقى من الضروري أن نُفرّق بين "الخطأ" و"الوضوح"…
وبين "الشعبوية الرخيصة" و"القيادة التي تُقلق وتُحدث فرقًا".
وفوق كل ذلك… أحترم ترامب لأنه يحترم بلادي – المملكة العربية السعودية – ويُقدّر قيادتها، ويُعلن صراحة اعتزازه بالتحالف التاريخي والاستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية.