حين يصبح الإبداع مُذنبًا… والجميلات واجهة الإعلام!

news image

✍️ عبدالله العميره

 

في زاوية صغيرة من الذاكرة، ولد هذا السؤال منذ سنوات…
من يحتضن الشغوفين؟
من يوقظ المبدعين من سباتهم القسري؟
ومن يجرؤ على مواجهة الإدارات الباردة التي ترى في "الشكل" كفاءة، وفي "النفاق" مهارة، وفي "الانقياد" مؤهلًا للترقية؟

رمضان، هذا الشهر الذي تتوهج فيه الأرواح وتصفو فيه البصائر، حرّك هذا الوليد النائم في عقلي…
أين هم أولئك الذين يقاتلون من أجل فرصة؟
أين ذلك الشاب السعودي الذي يمتلك صوتًا وإحساسًا وقدرةً على التعبير، لكنه يقف خلف الكواليس، يراقب من تسلّقوا الواجهة ببطاقة جمال، أو بتذكرة نفاق؟

زميلٌ صحفي سعودي، يعمل مراسلًا لقناة أجنبية، قالها بمرارة:

"لا أحد يحتوينا… بينما في قنواتنا، تُستقطب الوجوه المصقولة، لا العقول المتقدة".

قلت له:
"احفر اسمك بأظافرك… ثم ارفض دعوتهم حين يأتونك نادمين."

تمامًا كما قال بيل غيتس، حين سئل عن سر نجاحه،
أخرج شيكًا وكتبه باسم المذيعة: 20 ألف دولار.
ارتبكت ورفضت.
قال لها: "الفرصة… لا أتركها تفوتني. وأنتِ فعلتِ."

وسر نجاح شركته؟
قال ببساطة مرعبة:
"أعتمد على الشباب المشاكسين… أولئك الذين يتحرك فيهم الإبداع كتيار كهربائي. وأوصي مدرائي بعدم الاقتراب منهم… إلا إذا فرّط المدير نفسه بوظيفته."

يا سادة… لسنا في أزمة كفاءات، بل في أزمة قيادات تؤمن بالكفاءات.
نحن لا نفتقر إلى المواهب، بل إلى الإدارات التي تعرف كيف تُشعل الشغف، لا أن تُطفئه باسم "اللوائح" و"الصورة الإعلامية".

الإبداع لا يحتاج من يحتضنه فقط، بل من يحميه من القمع الناعم
من الإدارات التي تقرأ السيرة الذاتية كأنها إعلان تجاري، وتظن أن الحضور الذهني يُقاس بابتسامة على الشاشة!

 

🔚 ومضة:
أيها المبدع…
إن شعرت بالإحباط، فاعلم أن داخلك نار.
وكل نار لا تجد حطبًا خارجيًا، تأكل نفسها…
إلا شغفك، فإنه سيجد طريقه، حتى لو على رماد.