المثقفون العرب في الظل… وشعوب تُقاد بالفراغ

news image

 

✍️  عبدالله العميره  

🔍 هل المثقفون العرب صناع وعي… أم جزء من التعتيم؟

حين تقرأ لبعض الكتّاب العرب نصوصًا مشعة بالفكر، عميقة بالتأمل، راقية في لغتها… لا تملك إلا أن تتساءل:

إذا كانت النخبة بهذه الروعة… فلماذا شعوبنا بهذا التراجع؟

وإذا كان هناك من تنوير… فلماذا يُغيَّب المتنورون عن الصفوف الأولى؟

إنها أسئلة تُحاصر العقل العربي منذ عقود، دون إجابة صريحة.

 

🎭 مثقفون بلا جمهور… أو جمهور بلا عقل؟

أزمة الثقافة في العالم العربي ليست في غياب الإنتاج، بل في غياب التأثير. لدينا نصوص… ولكن لا أحد يقرأ. ولدينا مؤلفات… ولكنها بلا ذاكرة. ولدينا كتّاب… ولكن أغلبهم يتحدثون لأنفسهم، أو لمن هم على شاكلتهم.

"الثقافة التي لا تُغيّر الشارع… تبقى حبيسة النخبة."

 

📚 "تكتب في لبنان… تطبع في مصر… وتُقرأ في السودان!"

هذه المقولة الساخرة من ستينيات القرن الماضي، والتي يُرددها البعض حتى اليوم، تبدو في ظاهرها نكتة ثقافية، لكنها في الحقيقة مرآة لخلل عربي مزمن:

لبنان: منارة التنوير والكتابة الجريئة.

مصر: مركز الطباعة والنشر، لكن دون إسهام حقيقي في إنتاج الفكر.

السودان: يُمثل القارئ العربي الحالم الباحث عن المعرفة.

والطريف أن الصحافة المصرية، كما يجهل كثيرون، أسسها لبنانيون!

وهنا يتضح أن الصدارة ليست بالضجيج، بل بصناعة العقل.

 

🔒 من يُقدَّم… ليس دائمًا من يُؤثّر

في معظم الدول العربية، هناك فرق واضح بين:

من يُستضاف في المنابر الإعلامية

ومن يحمل مشروعًا فكريًا حقيقيًا

فالذي يُمنَح الميكروفون… هو من يعرف حدود الكلام. أما الذي يُخيف بالأسئلة… فيُقصى، أو يُسكت، أو يُستبدل بمن "أكثر أمانًا".

وهكذا، يتم ترقية الصامتين… وتهميش المفكرين.

 

🗣️ المثقف الذي لا يخشى على مجتمعه… يتحوّل إلى سمّاعة بلا قلب

المشكلة أن بعض من يُسمّون "نخبة"، قرروا الانسحاب:

إما خوفًا من الصدام

أو بحثًا عن رضا السُلطة

أو لأنهم اعتادوا أن يُصفق لهم دون أن يُحاسبوا

وهكذا… تتحول الثقافة من طاقة تغيير، إلى ديكور فاخر في قاعة فارغة.

 

🎯 خلاصة 

"ليست المشكلة أن الشعوب تائهة… بل أن من يُفترض أنهم مرشدوها، مشغولون بأنفسهم."

والمثقف العربي، إن لم يكن جريئًا في زمن التعتيم… فهو جزء منه، لا ضحية له.